انقسام في الكونغرس الامريكي مع اقتراب موعد نهائي للتوصل لاتفاق الدين واشنطن ـ ا ف ب ـ رويترز: حذر صندوق النقد الدولي الاثنين في تقريره السنوي حول الاقتصاد الامريكي، من ان الولايات المتحدة تواجه 'صدمة خطيرة' اذا لم تقرر رفع سقف ديونها في الوقت المحدد.وقال الاقتصاديون في صندوق النقد الدولي في هذا التقرير 'ان سقف ديون الدولة الفدرالية ينبغي رفعه سريعا ولا شك لتفادي صدمة خطيرة تصيب الاقتصاد الاميركي والاسواق المالية الدولية'. ولا يزال البرلمانيون الامريكيون يبحثون الاثنين اجراءات مالية يتعين ان ترافق رفع سقف الديون هذا الذي تعتبر وزارة الخزانة انه لا يمكن ان يستمر بعد الثاني من آب (اغسطس). وبعد هذا التاريخ، لن تتمكن الولايات المتحدة من مواجهة كل التزاماتها، بحسب الحكومة. الا ان الاقتصاديين اعربوا مع ذلك عن عدم ارتياحهم حيال مشاريع الحكومة والغالبية الجمهورية في مجلس النواب لخفض عجز الموازنة. واعربوا عن الاسف بالقول 'ان الاقتراحات الرسمية لخفض العجز قد تكون مركزة جدا في البداية استنادا الى ضعف الدورة (الاقتصادية)، وغير كافية في الوقت نفسه لاستقرار الديون بحلول منتصف العقد'. ويتوقع صندوق النقد الدولي دينا عاما من 99.0 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي في 2011 و103.0 بالمئة في 2012، في حين كان يتوقع في حزيران (يونيو) 98.3 بالمئة ثم 102.3 بالمئة. واوضح التقرير ان الصندوق 'اوصى بان يتضمن مشروع خفض العجز اكبر قدر ممكن من الاجراءات المحددة، ولفت الى ان عرضا واضحا لاهداف الموازنة على المدى المتوسط يتبناه الكونغرس رسميا هو امر اساسي'. واستنادا الى هذا التقرير، دعت الدول الاعضاء في صندوق النقد الدولي الولايات المتحدة الى ان تقوم بخفض نفقاتها المالية بهدوء وان تتحرك ايضا في مجال العائدات. وقال صندوق النقد الدولي في محضر مباحثات مجلس ادارته حول هذا التقرير ان 'الاستراتيجية يجب ان تتضمن اصلاحا للحماية الاجتماعية بما في ذلك توفير اضافي في مجال الصحة، وكذلك زيادة العائدات بما فيها خفض الفجوات الضرائبية'. ومع اقتراب الموعد النهائي للتوصل لاتفاق في الثاني من آب (اغسطس) رفض المشرعون بشدة تقديم تنازلات وانهارت المحادثات مرة اخرى في مطلع الاسبوع. وانقسم الجمهوريون والديمقراطيون إلى معسكرين يعد كل منهما مقترحاته بمعزل عن الاخر.وتنتاب حالة من القلق الاسواق في اسيا واوروبا من احتمال تخلف الولايات المتحدة عن السداد لاول مرة في تاريخها. وقال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بن برنانكي إن من شأن ذلك ان يؤدي 'لعواقب كارثية' للولايات المتحدة والاقتصاد العالمي.ولم تشهد السوق تهافتا على البيع جراء قلق الاسواق وهو ما كان يخشاه بعض الساسة في واشنطن عقب انهيار المحادثات في مطلع الاسبوع. ويقول كوينسي كروسبي من برودنشال فايننشال في نيوارك بنيوجيرزي ان مثل هذا اليوم ربما يقترب أكثر.وبعد أسابيع من المفاوضات المضنية وتبادل الاتهامات وتسجيل نقاط سياسية يبدو أن الجانبين مازالا أبعد ما يكون عن التوصل لاتفاق لخفض العجز في الميزانية يسمح للكونجرس برفع سقف الاقتراض الذي يقف عند 14.3 تريليون دولار.وحاول الرئيس باراك أوباما وكبار اعضاء الكونغرس طمأنة الاسواق العالمية إلى ان البلاد ستكون قادرة على خدمة الدين والوفاء بالتزاماتها الاخرى بعد الثاني من اغسطس آب وهو تاريخ تقول وزارة الخزانة ان الولايات المتحدة ستعجز بعده عن سداد فواتيرها.وفي مواجهة احتمال التخلف عن السداد وفقد البلاد تصنيفها المميز وهو أعلى تصنيف ممكن حدد اعضاء الكونغرس الإثنين موعدا نهائيا لتقديم خطة للاسواق.ويعارض الجمهوريون بشدة زيادة الضرائب بينما لا يفضل الديمقراطيون الذين يتزعمون مجلس الشيوخ مقترحات بخفض برامج اجتماعية تلقى قبولا شعبيا.ومن جهتها اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين انها 'واثقة' من ان الكونغرس سيتوصل الى اتفاق يجنب الولايات المتحدة التخلف عن دفع ديونها.وقالت كلينتون بحسب نص كلمة القتها في هونغ كونغ وتم بثه مسبقا 'نعرف كم ان ذلك مهم سواء بالنسبة لنا او بالنسبة لكم .. انني واثقة بان الكونغرس سيفعل ما ينبغي وسيتوصل الى اتفاق حول سقف الدين وسيعمل مع الرئيس (باراك) اوباما على اجراءات تسمح بتحسين وضعنا الضريبي على المدى البعيد'. والقت كلينتون كلمتها امام رجال اعمال في هونغ كونغ في وقت فشلت جهود جديدة جرت الاحد في تحقيق اي تقدم بشان التوصل الى اتفاق حول مسألة رفع سقف الدين العام ما اثار رد فعل سلبيا في الاسواق الاسيوية قبل تسعة ايام من انتهاء المهلة التي حددتها وزارة الخزانة الاميركية قبل التخلف عن دفع المستحقات. وتواصلت المفاوضات في الكواليس طوال عطلة نهاية الاسبوع بين حلفاء الرئيس الديموقراطيين الذين يملكون الغالبية في مجلس الشيوخ وخصومه الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب. وقالت كلينتون بشان المعركة الجارية حول مسالة الديون ان 'الخلاف السياسي في واشنطن شديد الان لكن هذه السجالات لطالما كانت عنصرا ثابتا في حياتنا السياسية' وهي تثبت بنظرها 'كيف يتصرف مجتمع منفتح وديموقراطي للتوصل الى الحلول المناسبة'. وبحسب مسؤول امريكي يرافق وزيرة الخارجية في رحلتها، فان محاوري ادارة اوباما الصينيين 'قالوا بوضوح انهم استثمروا كثيرا في الولايات المتحدة وينتظرون من الولايات المتحدة ان تحترم جميع التزاماتها المالية الدولية'. والصين هي الجهة الدائنة الاولى للولايات المتحدة وقد بلغ حجم هذا الدين 1160 مليار دولار في ايار (مايو) بحسب اخر الارقام الصادرة في الولايات المتحدة. وجددت بكين في 20 تموز (يوليو) دعوتها الى واشنطن من اجل ان تحمي مصالح المستثمرين، في وقت حذرت عدة وكالات للتصنيف الائتماني من امكانية تخفيض علامة الدين السيادي الامريكي في حال تخلف البلاد عن تسديد ديونها. اعلن مسؤول امريكي كبير ان الرئيس باراك اوباما واثر لقاء عقده مساء الاحد في البيت الابيض مع مسؤولي المعسكر الديمقراطي في الكونغرس لا يزال متمسكا برفض اي اتفاق مع اخصامه الجمهوريين لرفع سقف الدين العام لفترة قصيرة.وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته انه خلال اللقاء الذي جمع على مدى اكثر من ساعة اوباما بزعيم الاكثرية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد وزعيمة الاقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي 'تم اطلاع الرئيس على وضع المفاوضات الجارية في الكونغرس' لتجنيب البلاد خطر الوقوع في حالة التخلف عن السداد. واضاف 'لقد اكد المشاركون مجددا رفضهم لاي اتفاق لرفع سقف الدين العام لفترة قصيرة'، وهو حل اقترحه الجمهوريون الذين يسيطرون على اغلبية مقاعد مجلس النواب لابعاد شبح الوقوع في حالة التخلف عن السداد اعتبارا من الثاني من آب (اغسطس). وكان مصدر في الحزب الديمقراطي افاد بأن ريد وضع خطة تقضي برفع سقف الدين العام بمقدار 2500 مليار دولار، وهو مبلغ يكفي لسد حاجات الدولة الفدرالية حتى 2013، على ان تترافق مع خفوضات في الانفاق تصل قيمتها الاجمالية على مدى عشر سنوات الى نفس هذا المبلغ تقريبا. وبحسب مصدر في الحزب الجمهوري فان رئيس مجلس النواب جون باينر، المعارض الاول لاوباما في الكونغرس، لم يدع الى هذا الاجتماع الذي بقي ايضا بعيدا عن الاعلام. وحتى مساء الاحد لم يتم احراز اي تقدم في المفاوضات الجارية بين البيت الابيض والحزب الجمهوري للتوصل الى اتفاق طال انتظاره حول مسألة رفع سقف الدين العام بما يحول دون تخلف الولايات المتحدة لاول مرة في تاريخها عن سداد مستحقات ديونها، وهو ما يمكن ان يحدث بدءا من الثاني من اب (اغسطس) حينما ينفد ما لدى الحكومة من اموال لدفع فواتيرها والمستحقات من رواتب وغيرها. وبينما كان اوباما مجتمعا بريد وبيلوسي في البيت الابيض كان باينر في الكابيتول (مقر الكونغرس) يقود المعركة التفاوضية الشاقة، وقد اسر لشخصيات في معسكره مساء الاحد انه لم يتم احراز اي تقدم من شأنه ان يبعد عن البلاد شبح التخلف عن السداد، علما انه كان اعلن عن امله في التوصل الى اتفاق قبل عصر الاحد، وهو ما لم يحصل. وافاد مسؤولان في المعسكر الجمهوري ان باينر قال خلال مؤتمر عبر الهاتف مع اقطاب حزبه ان 'احدا لا يريد التخلف عن السداد'، ولكنه حذر في الوقت نفسه البرلمانيين الجمهوريين من انه قد يتعين عليهم التفكير في تقديم 'تضحيات' لابعاد شبح الثاني من آب (اغسطس). وتتابع اسواق المال ووكالات التصنيف الائتماني الوضع في واشنطن ببالغ الترقب وقد هددت الاخيرة بانها قد تعمد الى خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة اذا لم تتوصل الحكومة الامريكية الى حل يقيها فخ التخلف عن السداد. ومساء الاحد وفي ما يمكن ان يعتبر مؤشرا على ما ستكون عليه ردة فعل وول ستريت صباح الاثنين اظهرت التبادلات الالكترونية ميلا الى التراجع مع خسارة مؤشر داو جونز 0.82 بالمئة ومؤشر ناسداك 1.07 بالمئة. اما في الاسواق الاسيوية فقد فتحت بورصة طوكيو تداولاتها صباح الاثنين على تراجع بنسبة 0.51 بالمئة.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)