خلال السنتين الماضيتين شاهدنا الكثير من المشاريع العربية الرائدة في مجال خدمات الانترنت وتطبيقاته، هذا النهوض والتطور الكبير يثير السرور والفرح لدى المستخدم العربي، والسبب أن هناك من يقوم بخدمتهم ومساعدتهم بتقديم خدمات ومواقع تساهم في جعل حياتنا أفضل.
ولكن رغم كثرة المشاريع إلا أن بعضها لم يكتب له النجاح لأسباب عديدة، لذلك ومن خلال متابعتي المتواضعة لهذه المشاريع وجدت أن أكثرها وقع في مشكلات كثيرة يمكن تجاوزها بشكل سريع وسهل لجعل الموقع أو المشروع يظهر بشكل أفضل، ولأننا لا زلنا في بداية عام 2010 والذي اعتقد أننا سوف نشاهد الكثير من المشاريع العربية، فضلت كتابة مجموعة من النصائح التي تهم أصحاب هذه المشاريع وتساهم في جعل مشاريعهم تحقق النجاح المنشود.


خدمة الواحدة

لو رأينا من أهم أسباب نجاح موقع تويتر لوجدنا أن السبب الرئيسي هو تقديمها لخدمة واحده فقط مع دعم هذه الخدمة للواجهة البرمجة API , فعند تصميم وتطوير موقع أو خدمة لا توجد بها إلا خدمة واحدة تساهم في جعل نجاح الخدمة سهل وسريع، فالخدمة الواحدة تساهم في جلب المستخدمين للاستفادة من هذه الخدمة من دون تشتيتهم بخدمات أخرى متفرعة لا يمكن الاستفادة منها، لذلك أول نصيحة أقدمها لأصحاب المشاريع والمواقع بأن يجعلوا تركيزهم على تقديم خدمات تتيح خدمة واحدة وبسيطة ومتميزة ومفيدة.


التسويق:

من الأشياء المهمة والغائبة عن أغلب المواقع العربية الجديدة هو التسويق، فعند الإعلان عن الموقع أو انتشاره لا نجد أي تحرك من قبل أصحاب هذه المواقع في محاولة لتسويق الموقع، وتسويق الموقع لا يحتاج لخطوات كبيرة في البداية، على سبيل المثال الإعلان الرسمي عن تدشين الموقع وتتم من خلال مراسلة المواقع المشهورة وحتى الإعلام التقليدي مثل الصحافة، ولا يحتاج صاحب الموقع إلا كتابة رسالة يشرح فيها الموقع وأهدافه، وتأكد بأنك قمت بأهم خطوة وهي التشهير بالموقع،
المفاهيم الجديدة:

من أكثر الأمور التي أصبحت تهم المستخدمين وأيضا مطوري المواقع هي تطبيق مفاهيم مهمة في واجهة الموقع، ولعل من أهم هذه المفاهيم بساطة التصميم، لذلك أوجه نصيحتي بالتركيز على جعل تصميم الموقع خفيف وسهل وسريع، ولا أنسى أن أنصح بتطبيق المفاهيم المهمة والمعروفة مثل قابلية الاستخدام ( usability) وقابلية الوصول (Accessibility) وغيره من المفاهيم الأخرى،

دعم المتصفحات:

اعتقد أن الكثير ممن يقرأ هذه المقالة قد يستغرب لماذا خصصت فقره خاصة عن دعم المتصفحات، وجوابي هو أن -وللأسف- نحن العرب نعاني من حالة غريبة لا نجدها منتشرة إلا في منطقتنا وهي التعصب الأعمى وغير المنطقي لمتصفح معين وهذا خطا فادح، والأسوأ من ذلك أن نجد من يطلق مشاريع ومواقع جديدة يعاني من هذه الحالة ولذلك نجد موقعه لا يعمل بشكل صحيح في جميع المتصفحات، فهذا المفهوم الغريب والسيئ يجعل صاحب الموقع يفقد شريحة كبيرة من الزوار ومستخدمي الموقع بسبب تعصب أعمى وغير منطقي، فمن الأجدى أن يتم دعم جميع المتصفحات الجديدة والتي تدعم تقنيات الويب المتطورة مثل الفايرفوكس والكروم والسفاري والاكسبلورور، لذلك يجب على أصحاب الموقع تمكين زوار الموقع مهما اختلفت المتصفحات أن يستفيدوا من الخدمات المقدمة وان يستطيعوا الدخول من دون أي مشكلات بسبب التركيز على متصفح معين.

الحسابات المجانية:

عندما تبدأ المشاريع يفكر أصحاب هذه المشاريع بتحقيق أرباح لهم وهذا حق للجميع، فمن غير المنطقي أن يجتهد صاحب المشروع من دون الحصول على أرباح ولو كانت أرباح رمزية، فالبعض يريد أن يجعل هذه الأرباح ما هي إلا ميزانية لتحمل مصاريف الموقع، ولكن من الخطأ الفادح -من وجهة نظري- أن يقوم صاحب المشروع بتقديم خطط بمقابل مادي لخدمته دون تقديم الخطط المجانية، فالخطط المجانية تساهم في انتشار الخدمة وزيادة عدد المستخدمين ويمكن تقديم خطط بمقابل مادي عند استخدام أسلوب المميزات الإضافية للخدمة، مثال على ذلك موقع الزميل نواف حريري “غواصة“، فعند الاشتراك بالموقع نشاهد أن الموقع أتاح للمستخدمين حساب مجاني ولكن بمميزات محدودة وأتاح حسابات أخرى، ولكن كل حساب له مميزاته والرسوم الخاصة به، هذا الاسلوب مهم جدا لكسب الطرفين المستخدم الذي يجد أن الخدمة المجانية تكفيه والمستخدم الذي لا يمانع بدفع مبلغ مادي مقابل المميزات الأخرى.
هناك أمر آخر أحب أن أذكره بأن طريقة الحسابات أو الخدمات مقابل رسوم مالية ليست الحل الوحيد لتحقيق الأرباح، بالإمكان تقديم الإعلانات في الموقع سواء إعلانات مباشرة أو الإعلانات عن طريق google adsense.

ماذا يحصل في الموقع؟!!


من الأشياء التي أفضلها في الخدمات والمواقع ظهرت في السنوات الأخيرة هو أسلوب إخبار المستخدم عما يحدث في الخدمة أو في الموقع خلف الكواليس، فهذه المواقع توفر إما مدونة تقوم بعرض آخر التحديثات والإضافات على الموقع وأيضا مشاركة آراء المستخدمين عن ماذا يريدون من إضافات. لذلك أنصح أصحاب المواقع الجديدة بتوفير مدونات خاصة بمشاريعهم لنعرف ما هي آخر التحديثات التي حدثت في الموقع، مثال على ذلك ما يقوم به فريق عمل موقع قيم من نشر آخر التحديثات المهمة في الموقع، هذا ما يجعل هناك حلقة وصل بين المستخدمين والعاملين على الموقع.

ختاما:

هذه النصائح قد يراها بعضكم نصائح مهمة وقد يراها اﻵخر لا قيمة لها، ولكن خذوها مني كشخص محب ومتابع للمشاريع الجديدة وعدوا هذه النصائح ما هي إلا نتاج تجارب شخصية مع المشاريع الجديدة، وعدوها أيضا دروس مستقبلية قد تفيدكم في طرح وعرض مشاريعكم بصورة أفضل، طبعا هناك نصائح أخرى ولكن هذه النصائح التي أراها تستحق الذكر من وجهة نظري، ولو بحثتم وقرأتم تجارب الزوار على مشاريعكم ومواقعكم لوجدتم الكثير من الاقتراحات والطلبات التي تزيد من جمال مشاريعكم، فلا تكتفِ بهذه النصائح، لكن ضع بذهنك أن “الزبون دائما على حق” وحاول بقدر الامكان تحقيق ما يطلبه المستخدمين منك