تعتبر المقاهي في اللاذقية البيت الثاني والمحتوى اليومي لهموم الكثير من الناس، وإذا ما تجوَّلت في اللاذقية لاحظت وجود عدد لا بأس به من المقاهي القديمة، ولكن القسم الأكبر منها حُدّث وصارت زخارفه من الماضي أي رحلت مع الذين قد رحلوا من شاغري تلك الكراسي التي ما برحت تذكِّرنا بقصص من كانوا عليها ومن سيأتون ”.
إلى أحضانها.
منذ التاسعة صباحاً تستقبل مقاهي اللاذقية روَّادها من الشباب وكبار السن، وربما كان المُناخ الساحلي الرطب الذي يدعوا إلى الاسترخاء منذ الصباح يجعل تلك المقاهي ممتلئة على آخرها.. فالنرجيلة، وكأس الشاي القديم، ولهجة عمال القهوة، ونداؤهم الذي لم ينتهِ جماله، وانتظارك لنرجيلة عند الصباح، ومعها الشاي “العصملي” يكفي لتعيش لحظات من زمان الحكواتي “أبو خالد” وقصص الزير سالم ومغامرات عنترة.
عناوين تسقط أو حتى تسقطها التطوّرات التي أسقطت على تراثنا مؤخراً ولم نلحظ إلا مقهى فلان قد رُمّم، ولم يبقَ في اللاذقية إلا القلة القليلة من المقاهي التي تجوَّلت عدسة “بلدنا” لتنقل منها ومن وجوه الجميع ذكريات الماضي، فالكراسي مصنوعةٌ من الخيزران القديم، والطاولات الخشبية راقدة من سحيق العمر، والجدران عالية الارتفاع والبهو الواسع الخلاب، والأعمدة المضلَّعة ترسم في أولها بحيرات في سقف المقهى، وفي أرضيته وعلى مدار الأيام بقيت فيروز تغني في الصباح والآذان تصغي إلى الراديو القديم المعلق على أحد الرفوف القديمة، لتبثَّ على مسامع من وجِدوا في المقهى أخبار اليوم من إذاعة دمشق وصوت الشعب، وعند المساء لا يُعذر من يخرج منتشياً بصوت “أم كلثوم” الذي تراه ينضح في عمق الليل والذي لحّن مع صوت النراجيل أحلى الألحان والعبارات.
ومن الزيِّ التقليدي الذي يحلو في جو من القدم والأصالة، فترى عمال المقهى في زيهم يتحرَّكون حولك بكل حب واحترام وحامل “النارة” الذي يتحرَّك وراء أصوات من يطلبه ضاحك الوجه، مع “منقله” النحاسي القديم، وفي يده الثانية ترى ذاك الملقط الكبير والذي يغازل بفكيه المدببَّتين من الرأس تلامسات الفحم المشتعل، ومن خلف دفة المطبخ الصغير والقديم هناك اليوم “أبو محمد” القائم على غلي المشروبات الساخنة والتي تراها عادة موضوعة في خزانات صغيرة مصنوعة من النحاس الأصفر، وإلى جانبه مجموعة من الأواني التي تستخدم في تقديم المشروبات الساخنة.
من قبل البعض من الناس وأصبح دخول هذه المقاهي حكراً على كبار السن، وابتعد قسم كبير من الشباب ليتَّجهوا إلى المقاهي المحدثة من حيث الديكور على الرغم من أسعارها المرتفعة بالنسبة المقاهي القديمة، وهناك الكثير من روَّاد المقهى المداومين منذ زمن إلى غاية اليوم منهم الأدباء والكتاب والأطباء والمهنيون ولم يتغيَّر علينا سوى عنصر الشباب والذي يميل بشكل كبير إلى المقاهي الصغيرة، والتي توفِّر الشاشات الكبيرة حيث تعرض المباريات لأنَّ عصر التلفاز القديم قد ولَّى، ما يلزم لاستقطاب الشباب دون تغيير أي من معالم المقهى القديم وعاداته.
على الجانب الآخر غدت المقاهي الحديثة أو ما استحدث من المقاهي القديمة والتي أضيف إليها بعض الأشكال الديكورية المميَّزة وشاشات العرض الكبيرة قبلة العديد من الشباب وأخذت تستقطبهم من أجل مشاهدة المباريات والاستمتاع بصورة واضحة وكبيرة وسط أجواء شبابية مميَّزة،المقاهي الحديثة بأنَّ روَّاد المقهى أغلبهم من الشباب والسبب هو وجود شاشة عملاقة داخل المقهى وهو مشترك في القنوات الرياضية المشفَّرة التي تقوم بنقل المباريات الأوروبية والعالمية، وأضاف بأنَّ مقهاه يحتوي على صور اللاعبين العالميين وصور للأندية الكبيرة مما يجعل هذا المكان مثالياً ومريحاً جداً للعديد من الشباب الذين يتابعون الرياضة، بالإضافة إلى تقديمه النرجيلة التي اعتاد معظم الشباب على تناولها، وبالطبع أصبحت النرجيلة هي الشيء المشترك والوحيد بين نوعي المقاهي القديمة والحديثة، خاصة وأنَّ المقاهي الشبابية أصبحت تقدِّم المشروبات الحديثة أيضاً والتي قلّما نراها موجودة في مقاهي اللاذقية القديمة.
عدد المقاهي في اللاذقية وصل إلى أكثر من 185 مقهى، ومعظمها من المقاهي الحديثة والتي أصبحت منتشرة وبكثرة وبكافة الأشكال والألوان والمضامين ملبِّية رغبات روَّادها من الشباب، بينما انخفض عدد المقاهي القديمة في اللاذقية ولم يبقَ منها اليوم إلا قلة من المقاهي المنتشرة في المناطق التي مازالت رائحة الماضي تعبق فيها مثل “الشيخ ضاهر والعوينة ومارتقلا وحي الصليبة ومنطقة الكورنيش
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض مااعنيه؟! وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها ؟! فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري .. وهذه كتاباتي بين يديكم .. أكتب مااشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به .. انقل هموم غيري بطرح مختلف .. وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية .. هي في النهاية .. مجرد رؤيه لإفكاري مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً يجبر قلمي على أن يحترمه ..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)