ابن السماك
ابن السماك الزاهد القدوة سيد الوعاظ أبو العباس محمد بن صبيح العجلي مولاهم الكوفي ابن السماك روى عن هشام بن عروة والأعمش ويزيد بن أبي زياد وطائفة ولم يكثر روى عنه يحيى بن يحيى وأحمد بن حنبل ويحيى بن أيوب العابد ومحمد بن عبد الله بن نمير وآخرون قال ابن نمير صدوق قلت ما وقع له شيء في الكتب الستة وهو القائل كم من شيء إذا لم ينفع لم يضر لكن العلم إذا لم ينفع ضر قيل وعظ مرة فقال يا أمير المؤمنين إن لك بين يدي الله مقاما وإنه لك من مقامك منصرفا فانظر إلى أين تكون فبكى الرشيد كثيرا قيل دخل ابن السماك على رئيس في شفاعة لفقير فقال إني أتيتك في حاجة والطالب والمعطي عزيزان إن قضيت الحاجة ذليلان إن لم تقض فاختر لنفسك عز البذل عن ذل المنع وعز النجح على ذل الرد وعنه قال همة العاقل في النجاة والهرب وهمة الأحمق في اللهو والطرب عجبا لعين تلذ بالرقاد وملك الموت معها على الوساد حتى متى يبلغنا الوعاظ أعلام الآخرة حتى كأن النفوس عليها واقفة والعيون ناظرة أفلا منتبه من نومته أو مستيقظ من غفلته ومفيق من سكرته وخائف من صرعته كدحا للدنيا كدحا أما تجعل للآخرة منك خطأ أقسم بالله لو رأيت القيامة تخفق بأهوالها والنار مشرفة على آلها وقد وضع الكتاب وجيء بالنبين والشهداء لسرك أن يكون لك في ذلك الجمع منزلة أبعد الدنيا دار معتمل أم إلى غير الآخرة منتقل هيهات ولكن صمت الآذان عن المواعظ وذهلت القلوب عن المنافع فلا الواعظ ينتفع ولا السامع ينتفع وعنه هب الدنيا في يديك ومثلها ضم إليك وهب المشرق والمغرب يجيء إليك فإذا جاءك الموت فماذا في يديك ألا من امتطى الصبر قوي على العبادة ومن أجمع الناس استغنى عن الناس ومن أهمته نفسه لم يول مرمتها غيره ةومن أحب الخير وفق له ومن كره الشر جنبه ألا متأهب فيما يوصف أمامه ألا مستعد ليوم فقره ألا مبادر فناء أجله ما ينتظر من ابيضت شعرته بعد سوادها وتكرش وجهه بعد انبساطه وتقوس ظهره بعد أنتصابه وكل بصره وضعف ركنه وقل نومه وبلي منه شيء بعد شيء في حياته فرحم الله امرأ عقل الأمر وأحسن النظر واغتنم أيامه وعنه الدنيا كلها قليل والذي بقي منها قليل والذي لك من الباقي قليل ولم يبق من قليلك إلا قليل وقد أصبحت في دار العزاء وغدا تصير إلى دار الجزاء فاشتر نفسك لعلك تنجو توفي ابن السماك سنة ثلاث وثمانين ومئة وقد أسن
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
ابن أبي الزناد
ابن أبي الزناد الإمام الفقيه الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن الفقيه أبي الزناد عبد الله بن ذكوان المدني ولد بعد المئة وسمع أباه وسهيل بن أبي صالح وعمرو بن أبي عمرو وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد وطبقتهم وكان من أوعية العلم أخذ القراءة عرضا عن أبي جعفر القارئ قاله أبو عمرو الذاتي وحدث عنه ابن جريج وهو من شيوخه وسعيد بن منصور وأحمد ابن يونس علي بن حجر وهناد بن السري وداود بن عمرو وعدد كبير قال يحيى بن معين هو أثبت الناس في هشام بن عروة وقال ابن سعد كان فقيها مفتيا قال ابن مهدى ضعيف قلت أحتج به النسائي وغيره وحديثه من قبيل الحسن وقا يعقوب بن شيبة سمعت ابن المديني يقول حديثه بالمدينة مقارب وما حدث به بالعراق فهو مضطرب وقال صالح جزرة قد روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره وقد تكلم فيه مالك لروايته كتاب الفقهاء السبعة عن أبيه وقال أين كنا نحن من هذا قال الخطيب تحول من المدينة فسكن بغداد روى عنه الوليد بن مسلم وابن وهب وسليمان بن داود الهاشمي وقال ابن المديني ما حدث به بالمدينة صحيح وما حدث به ببغداد أفسده البغداديون وقال الفلاس فيه ضعف وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه قال هو كذا وكذا يلينه وقال سليمان بن أيوب البصري سمعت ابن معين إني لأعجب ممن يعد فليحا وابن أبي الزناد في المحدثين قال ابن حبان كان عبد الرحمن ممن ينفرد بالمقلوبات عن الأثبات وكان ذلك من سوء حفظه وكثرة خطئه فلا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات فهو صادق قال الداني أخذ القراءة عرضا عن أبي جعفر وورى الحروف عن نافع روى عنه الحروف حجاج الأعور وسمع منه علي الكسائي وابن وهب وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالحافظ عندهم قلت هو حسن الحديث وبعضهم يراه حجة توفي في سنة أربع وسبعين ومئة أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا الفتح بن عبد السلام أخبرنا هبة الله الحاسب أخبرنا أحمد بن محمد البزاز حدثنا عيسى بن علي أخبرنا أبو القاسم البغوي حدثنا داود بن عمرو حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال أخذ العباس بيد رسول الله صلى عليه وسلم عليهم في العقبة حين وافى السبعون من الأنصار فأخذ لرسول الله عليهم واشترط له وذلك والله في غرة الإسلام وأوله من قبل أن يعبد الله أحد علانية
الأشجعي
الأشجعي ( خمتسق ) عبيدالله بن عبيد الرحمن وقيل ابن عبد الرحمن الحافظ الثبت الإمام أبو عبد الرحمن الأشجعي الكوفي نزيل بغداد حدث عن هشام بن عروة ومحمد بن عمرو بن علقمة وإسماعيل ابن أبي خالد وعبد الملك بن سعيد بن أبجر ومجمع بن يحيى الأنصاري وهارون بن عنترة ومساور الوراق ومالك بن مغول وسفيان وشعبة وجماعة وعنه ابن المبارك وأبو النضر هاشم وعبد الرحمن بن غزوان قراد وأحمد بن حنبل ويحيى بن يمان بن معين وأبو خيثمة وعثمان بن أبي شيبة وأحمد بن حميد الكوفي وأبو كريب وأبوهمام السكوني ويعقوب الدورقي وخلق وابناه أبو عبيدة وعباد قال إبراهيم بن إسماعيل بن النضر سمعت الأشجعي سمعت من سفيان الثوري ثلاثين ألف حديث وقال أبو داود السجستاني كان عند الأشجعي ويحيى بن آدم عن سفيان ثلاثون ألفا وقال ابن سعد روى الأشجعي كتب الثوري على وجهها وروى عنه الجامع وكان من أهل الكوفة فلم يزل ببغداد حتى مات وقال أحمد بن سليمان الرهاوي سمعت قبيصة يقول لما مات سفيان أرادوا الأشجعي على أن يقعد يعني مكان سفيان فأبى حتى كلموا زائدة فقعد قال أبو بكر الأعين سألت أحمد بن حنبل عن أصحاب سفيان فقال يحيى القطان ووكيع وعبد الرحمن ثم الاشجعي وروى أبو داود عن أحمد قال كان الاشجعي يكتب في المجلس فمن ذاك صح حديثه وروى عباس عن يحيى بن معين قال ليس أحد في حديث الثوري يشبه هؤلاء ابن المبارك ويحيى بن سعيد ووكيع وابن مهدي وأبو نعيم فقيل له والاشجعي قال الأشجعي ثقة مأمون ولكن هاتوا من يروي عنه قلت صدق فإن الرواية عنه عزيزة لتقدم موته وقلة ما خرج عنه ثم قال وبعد هؤلاء في سفيان يحيى بن آدم وعبيدالله بن موسى وأبو أحمد الزبيري وأبو حذيفة وقبيصة ومعاوية بن هشام والفريابي وأبو داود الحفري وروى عثمان بن سعيد عن ابن معين ثقة صالح وروى أحمد بن محمد بن محرز عن ابن معين قال ما كان بالكوفة أحد أعلم بسفيان من الاشجعي كان أعلم به من ابن مهدي ومن يحيى بن سعيد وسمى جماعة وقال أبو حاتم سألت يحيى بن معين عن مهران بن أبي عمر والاشجعي في سفيان فقال الاشجعي كأنه قدمه ومهران كانت فيه عجمة وقال النسائي ثقة قال ابن حبان عبيدالرحمن أخو مبارك بن فضالة عن بكر المزني يروي عنه مسلم بن إبراهيم قال وليس في المحدثين عبيدالرحمن سواه ووالد الاشجعي وقال أبو داود في أول سنة اثنتين وثمانين ومئة مات الاشجعي وقال الاشجعي كتبت عن سفيان ثلاثين ألفا أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا أحمد بن أبي الفتح والفتح بن عبد الله أخبرنا محمد بن عمر القاضي أخبرنا أبو الحسين بن النقور أخبرنا علي بن عمر الحربي أخبرنا أحمد بن الحسن الصوفي حدثنا يحيى بن معين حدثنا الأشجعي عن موسى فروى عن الحسن قال إن أزهد الناس في العالم جيرانه وشر الناس لميت أهله يبكون عليه ولا يقضون دينه
الحكم بن عبد الرحمن بن محمد أمير المؤمنين بالأندلس أبو العاص المستنصر بالله بن الناصر الأموي المرواني بويع بعد أبيه في رمضان سنة خمسين وثلاث مئة وكان حسن السيرة جامعا للعلم مكرما للأفاضل كبير القدر ذا نهمه مفطره في العلم والفضائل عاكفا على المطالعة جمع من الكتب ما لم يجمعه أحد من الملوك لا قبله ولا بعده وتطلبها وبذل في اثمانها الأموال واشتريت له من البلاد البعيدة بأغلى الأثمان مع صفاء السريرة والعقل والكرم وتقريب العلماء أكثر عن زكريا بن الخطاب وأجاز له قاسم بن ثابت كتاب الدلائل في غريب الحديث وكتب عن خلق كثير منهم قاسم بن أصبغ ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني وأحمد بن دحيم ولقد ضاقت خزائنه بالكتب إلى أن صارت إليه وآثرها على لذات الملوك فغزر علمه ودق نظره وكان له يد بيضاء في معرفة الرجال والأنساب والأخبار وقلما تجد له كتابا إلا وله فيه قراءة أو نظر من أي فن كان ويكتب فيه نسب المؤلف ومولده ووفاته ويأتي من ذلك بغرائب لا تكاد توجد ومن محاسنة أنه شدد في مملكته في ابطال الخمور تشديد عظيما وكان أخوه الأمير عبد الله المعروف بالولد على أنموذجه في محبة العلم فقتل في أيام أبيه وكان المستنصر موثقا فيما ينقله ذكره ابن الآبار في تاريخه وقال عجبا لابن الفرضي وابن بشكوال كيف لم يذكراه مولده في سنة اثنتين وثلاث مئة وقال اليسع بن حزم كان الحكم عالما رواية للحديث فطنا ورعا وفد عليه أبو علي القالي وأبو علي الزبيدي وغيرهما ولما توفي القاضي منذر بن سعيد استعمل على القضاء الفقيه ابن بشير فشرط عليه نفوذ الحق والعدل فرفع إليه تاجر أنه ضاعت له جارية صغيرة وأنها في القصر فانتهى الأمر إلى الحكم فقال الحكم نرضي هذا التاجر بكل ما عسى أن يرضى به فقال ابن بشير لا يكمل عدلك حتى تنصف من نفسك وهذا قد أدعى أمرا فلا بد من إحضارها وشهادة الشهود على عينها فأحضرها الحكم وأنصف التاجر وفي دولة الحكم همت الروم بأخذ مواضع من الثغور فقواها بالمال والجيوش وغزا بنفسه وزاد في القطيعة على الروم وأذلهم وكان موته بالفالج في صفر سنة ست وستين وثلاث مئة وخلف ولدا وهو هشام فأقيم في الخلافة بتدبير الوزير ابن أبي عامر القحطاني
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 5 (0 من الأعضاء و 5 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)