[ تجارب العصر الأموي ]
أيام معاوية بن أبي سفيان
ذكر مماحكة جرت بين المغيرة بن شعبة وبين عمرو بن العاص
استعمل معاوية عبد الله بن عمرو بن العاص على الكوفة، فأتاه المغيرة بن شعبة، فقال: « استعملت عبد الله بن عمرو على الكوفة، وأباه عمرا على مصر، تكون أنت بين لحيي الأسد. » فعزله عنها واستعمل المغيرة على الكوفة، وبلغ عمرا ما قاله المغيرة لمعاوية، فدخل عمرو على معاوية، فقال: « أتستعمل المغيرة على خراج الكوفة، فيغتال المال، ويذهب به، فلا تستطيع أن تأخذه منه؟ استعمل على الخراج رجلا يهابك، ويتّقيك. » فعزل المغيرة عن الخراج، واستعمله على الصلاة. فلقى المغيرة عمرا، فبدأ عمرو وقال: « أنت المشير على أمير المؤمنين بما أشرت، في عبد الله؟ » قال: « نعم. » قال: « فهذه بتلك! »
المغيرة بن شعبة يختار الدعة
ولمّا ولى المغيرة بن شعبة الكوفة، أتاها، وترك التشدّد، وإثارة الناس عن أهوائهم، وأحبّ السلامة، واختار الدعة، فكان يرى، فيقال له: فلان بن فلان يرى رأى الشيعة، وفلان يرى رأى الخوارج، فكان يقول: « قضى الله أن لا تزالوا مختلفين، وسيحكم بين عباده. » فأمنه الناس.
فكان عاقبة هذا الفعل منه أن لقيت الخوارج بعضها بعضا، ورأوا أنّ في جهاد الناس الفضل والأجر.
ففزعوا إلى رؤسائهم، وتجمّعوا، وتمّت آراؤهم، واجتمع أمرهم، وبايعوا المستورد بن علّفة، وكان زياد متحصّنا بفارس، قد عمر قلعة إصطخر. فكان معاوية يكاتبه، ويطالبه بالمال، ويستقدمه، فيأبى.
فأرق معاوية ذات ليلة، فلمّا أصبح، دعا بالمغيرة بن شعبة، فقال له: « كيف أنت بسرّ أستودعك؟ » فقال: « يا أمير المؤمنين، إن تستودعنى، تستودع ناصحا، شفيقا، ورعا، وثيقا. »
رأي لمعاوية وتدبير صحيح
قال: « ذكرت زيادا واعتصامه بأرض فارس، وامتناعه بالقلعة، فلم أنم ليلتي. »
فأراد المغيرة أن يطأطئ من زياد، فقال: « ما زياد هناك، يا أمير المؤمنين. » قال: « بئس الوطاء العجز، داهية العرب معه الأموال، متحصّن بقلاع فارس، يدبّر، ويربّض الخيل. ما يؤمنني أن يبايع لرجل من أهل هذا البيت، فإذا هو قد أعاد الحرب جذعة. » فقال المغيرة: « أتأذن لي، يا أمير المؤمنين، في إتيانه؟ » قال: « نعم، وتلطّف! » كان المغيرة يحفظ يدا لزياد عنده، فأتى المغيرة زيادا. فقال زياد لمّا رءاه: « أفلح الزائر. » فقال المغيرة: « إليك ينتهى الخبر، أنا المغيرة، إنّ معاوية استخفّه الوجل، حتى بعثني إليك، ولم يكن يعلم أحدا يمدّ يده إلى هذا الأمر، غير الحسن، وقد بايع معاوية، فخذ لنفسك قبل التوطين، فيستغنى معاوية عنك. » قال: « أشر عليّ، وارم الغرض الأقصى، ودع عنك الفضول، فإنّ المستشار مؤتمن. » فقال المغيرة: « في محض الرأي بشاعة، ولا خير في التمذيق، أرى أن يصل حبلك بحبله، وتشخص إليه. » قال: « أرى، ويقضى الله. » وأقام زياد في القلعة، وجعل يرتأى ويمكر.
ذكر حيلة لزياد على معاوية
فسنح لزياد من الرأي أن دعا بعض ثقاته، وبذل له، ومنّاه ووعده، وقال: « امض، حتى تأتى معاوية، فإنّه سيدعوك، ويسألك عني، فقل له: إنّك قد أمهلته، وأضربت عنه، مع ما قد احتجبه من الأموال، وارتكبه من الأمور، حتى قد شاع في الناس: أنّك إنما ترخى له الحبل، وتساهله، للنسب بينكما. فإذا قال: وما ذاك؟ فقل: يقول الناس: إنّه أخوك، وإنّك قد عرفت ذاك له. »
فذهب الرجل، حتى أتى معاوية، فجرى بينهما ما لقّنه زياد. فقال معاوية: « أو قد تحدّث الناس بذلك؟ » قال: « نعم. » فسكت معاوية، وخرج الرجل من عنده، وشاع المجلس، وقال الناس: « زياد بن أبي سفيان. » ثم كاتب زياد معاوية، وأجابه، واستقرّت المكاتبة بينهما، إلى أن ورد على معاوية، على أن يرفع إليه حسابا بما صار إليه من الأموال، ويصدقه في ما خرج منه إلى أمير المؤمنين، وما بقي عنده.
فخرج إليه زياد، فأخبره بما حمله إلى عليّ بن أبي طالب وما فرّقه في الأرزاق، والحمالات، وبقّى بقيّة، وقال: « قد أودعتها عند قوم. » فصدّقه معاوية، ومكث يردّده بذلك.
ثم كتب زياد كتبا إلى قوم: « قد علمتم ما لي عندكم من الودائع، وهي الأمانة الّتى يقول الله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، الآية، فاحتفظوا بما قبلكم. » وسمّى في الكتب بالذي أقرّ لمعاوية، ودسّ الكتب مع رسوله، وأمره أن يتعرّض لبعض من يبلغ معاوية، فتعرّض الرسول حتى أخذ، فأتى به معاوية.
فقال معاوية لزياد: « لئن لم تكن مكرت بي، إنّ هذه الكتب لمن حاجتي. » فقرأها، فإذا هي بمثل ما أقرّ به لمعاوية. فقال معاوية: « أخاف أن تكون مكرت بي، فصالحنى عليها. » فصالحه على شيء، ممّا ذكر أنّه عنده، فحمله.
ذكر حيلة لعبد الله بن خازم
كان عبد الله بن عامر، واليا على البصرة، من قبل معاوية، فأنفذ إلى خراسان قيس بن الهيثم، واستبطأه في بعض الأحوال، وكتب إليه، يستحثّه حمل المال.
وكان عبد الله بن خازم حاضرا، فقال لابن عامر: « إنّك قد وجّهت إلى خراسان رجلا ضعيفا، وإني أخاف: - إن لقي حربا - أن ينهزم بالناس، فتهلك خراسان، وتفتضح أخوالك. » قال ابن عامر: « فما الرأي؟ » قال: « تكتب لي عهدا - إن هو انصرف عن عدوّ - قمت مقامه. » فكتب له، وسار عبد الله بن خازم إلى خراسان فجاشت جماعة من طخارستان فشاور قيس بن الهيثم الناس، فأشار عليه ابن خازم أن ينصرف حتى يجتمع إليه أطرافه، فانصرف. فلمّا سار مرحلة أو مرحلتين، أخرج ابن خازم عهده، وقام بأمر الناس، ولقي العدوّ، فهزمهم. وبلغ الخبر المصرين، والشام، فغضبت القيسيّة وقالوا: « خدع قيسا وابن عامر ».
وأكثروا في ذلك على معاوية، حتى بعث إلى عبد الله بن خازم، فقدم به واعتذر ممّا قيل فيه.
فقال معاوية: « فإذا كان غدا، فقم في الناس، واعتذر! » فرجع ابن خازم إلى أصحابه، فقال: « قد أمرت بالخطبة، ولست صاحب كلام، فاجلسوا حول المنبر، فإذا تكلّمت، فصدّقونى. » فقام من الغد، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: « إنّما يتكلّف الخطبة، إمّا من لا يجد بدّا منها، وإمّا أحمق يهمر رأسه، لا يبالى ما خرج منه، ولست بواحد منهما، وقد علم من عرفني أنّى بصير بالفرص، وثّاب عليها، وقّاف عند المهالك، أنفذ بالسريّة، وأقسم بالسويّة. أنشدكم بالله، من كان يعرف ذلك مني، لمّا صدّقنى. » فقال أصحابه حول المنبر: « صدقت. » فقال: « يا أمير المؤمنين، [ إنّك ممّن ] نشدتك، قل ما تعلم! » فقال: « صدقت. »
ذكر تدبير نفذ للمغيرة بن شعبة على زياد
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
قدم زياد الكوفة من عند معاوية، ونزل في دار سلمى بن ربيعة الباهليّ ينتظر أمر معاوية، أن يجيبه إمرته على الكوفة. فبلغ المغيرة بن شعبة - وهو أمير على الكوفة - أنّ زيادا ينتظر الإمرة. فدعا قطن بن عبد الله الحارثيّ، فقال: « هل فيك من خير: تكفيني المؤونة حتى آتيك من عند أمير المؤمنين؟ » قال: « ما أنا بصاحب ذا. » فدعا عتيبة بن نهّاس، فعرض عليه ذلك، فقبل.
فخرج المغيرة، فلمّا قدم على معاوية، سأله أن يعزله، وأن يقطع له منازل بقرقيسا بين ظهري قيس. فلمّا سمع معاوية ذلك، خاف بائقته، وقال: « والله، لترجعنّ إلى عملك يا با عبد الله. »
فأبى عليه، فلم يزده ذلك إلّا تهمة له، فردّه إلى عمله، فطرق المغيرة الكوفة ليلا.
قال معيد بن خالد البجليّ: « فو الله إني لفوق القصر أحرسه، إذا قرع الباب، فأنكرناه، فلمّا خاف أن ندلّى عليه حجرا، تسمّى لنا. فنزلت إليه، وسلّمت، فتمثّل بقول القائل:
بمثلي فاقرعى يا أمّ عمرو ** إذا ما هاجني السفر النّفور
« اذهب إلى ابن سميّة، فرحّله، حتى لا يصبح إلّا من وراء الجيش. » فخرجت، فأتيناه، فأخرجناه، حتى طرحناه، قبل أن يصبح من وراء الجيش.
ذكر سياسة زياد العراق حتى صلح بعد الفساد
إنّه بلغ معاوية فساد أهل البصرة، وكثرة العيث، وضعف السلطان بها عن ضبط الناس، وكان والى البصرة عبد الله بن عامر، وكان فيه لين وكرم. فكان إذا أشير عليه بقطع السارق، عفا عنه، وإذا أشير بقتل من يستحقّ القتل، قال: « أنا أتألّف الناس، وأتحبّب إليهم، فكيف أنظر في وجه من قتلت أباه، أو أخاه، أو قطعته. » فكثر الفساد بالبصرة، فعزله معاوية، وكتب إليه يستزيره، وولّى حارث بن عبد الله الأزديّ، فتركه أربعة أشهر، ثم عزله بزياد.
وإنما أراد معاوية أن يولّى زيادا، فولّى الحارث كالفرس المجلّل، فقدم زياد البصرة، فخطب خطبته البتراء، ثم قال:
الخطبة البتراء
« أمّا بعد، فإنّ الجهالة الجهلاء، والضلالة العمياء، والعجز الموقد لأهله النار، الباقي عليهم سعيرها، ما يأتى سفهاؤكم، ويشتمل عليه حلماؤكم من الأمور العظام، ينبت فيها الصغير، ولا يتحاشى منها الكبير، [ كأن لم تسمعوا بآى الله، ولم تقرأوا كتاب الله، ولم تسمعوا ما أعدّ الله من الثواب الكريم لأهل طاعته، والعذاب الأليم لأهل معصيته، في الزمن السرمد الذي لا يزول. أتكونون كمن طرفت عينه الدنيا، وسدّت مسامعه الشهوات، واختار الفانية على الباقية، ولا تذكرون [ أنّكم ] أحدثتم في الإسلام الحدث الذي لم تسبقوا إليه [ من ترككم ] هذه المواخر المنصوبة، والضعيفة المسلوبة، في النهار المبصر، والعدد غير قليل.
« ألم تكن منكم نهاة تمنع الغواة عن دلج الليل، وغارة النهار؟ قرّبتم القرابة وباعدتم [ الدين، تعتذرون ] بغير العذر، [ وتغطّون على المختلس ] كلّ امرئ منكم يذبّ عن سفيهه، صنع من لا يخاف عاقبة، ولا يرجو معادا، فلم يزل بهم ما يرون من قيامكم دونهم، حتى انتهكوا حرمة الإسلام، ثم أطرقوا وراءكم كنوسا في مكانس الريب. حرام عليّ الطعام والشراب حتى أسوّيها بالأرض، هدما وإحراقا، فإني رأيت آخر هذا الأمر، لا يصلح إلّا بما يصلح أوّله: لين في غير ضعف وشدّة في غير جبريّة [ وعنف ].
« وإني أقسم بالله، لآخذنّ الوليّ بالوليّ، والمقيم بالظاعن، والمقبل بالمدبر، والصحيح منكم بالسقيم، حتى يلقى الرجل منكم أخاه فيقول: انج سعد، فقد هلك سعيد، أو تستقيم لي قناتكم. إنّ كذبة المنبر بلقاء مشهورة، فمن تعلّق لي بكذبة، فقد حلّت له معصيتي، من بيّت منكم فأنا ضامن لما ذهب له. إيّاى ودلج الليل! فإني لا أوتى بمدلج إلّا سفكت دمه، وقد أجّلتكم في ذلك بقدر ما يأتى الخبر الكوفة ويرجع إليكم، وإيّاى ودعوى الجاهليّة! فإني لا أجد أحدا دعا بها إلّا قطعت لسانه.
« لقد أحدثتم أحداثا، وقد أحدثنا لها عقوبات فمن غرّق قوما غرّقناه، ومن حرّق على قوم حرّقناه، ومن نقب على قوم نقبت قلبه، ومن نبش قبرا دفنته حيّا. فكفّوا أيديكم وألسنتكم، أكفف يدي وأذاى. لا يظهر من أحد منكم خلاف ما عليه عامّتكم إلّا ضربت عنقه.
« وقد كانت بيني وبين قوم أحن، فجعلت ذلك دبر أذنى، وتحت قدمي. فمن كان منكم محسنا، فليزد إحسانا، ومن كان مسيئا، فلينزع عن إساءته. إني لو علمت أنّ أحدكم قد قتله السلّ من بغضي، لم أكشف له قناعا، ولم أهتك له سترا، حتى يبدى لي صحيفته. فإذا فعل، لم أناظره، فاستأنفوا أموركم، وأعينوا على أنفسكم، فربّ مبتئس بقدومنا سيسرّ، ومسرور بقدومنا سيبتئس.
« أيها الناس، إنّا أصبحنا لكم ساسة، وعنكم ذادة، نسوسكم بسلطان الله الذي أعطانا، ونذود عنكم بفيء الله الذي خوّلنا. فلنا عليكم السمع والطاعة في ما أحببنا، ولكم علينا العدل في ما ولينا، فاستوجبوا عدلنا وفيئنا بمناصحتكم.
« واعلموا أنّى مهما قصّرت عنه، فإني لا أقصّر عن ثلاث:
لست محتجبا عن طالب حاجة منكم، ولو أتانى طارقا، ولا حابسا عطاء عن إبّانه ولا مجمّرا لكم بعثا، فادعوا الله بالصلاح لأئمّتكم، فإنّهم ساستكم المؤدّبون، وكهفكم الذي إليه تأوون، ومتى تصلحوا، يصلحوا، ولا تشربوا قلوبكم بغضهم، فيشتدّ لذلك غيظكم، ويطول له حزنكم. ولا تدركوا حاجتكم، مع أنّه لو استجيب لكم، كان شرّا لكم. »
« أسأل الله أن يعين كلّا على كلّ، وإذا رأيتمونى أنفذ فيكم أمرا، فأنفذوه على إذلاله، وأيم الله إنّ لي فيكم لصرعى كثيرا، فليحذر كلّ امرئ منكم أن يكون من صرعاى. »
وأمهل الناس حتى بلغ الخبر الكوفة، وعاد إليه وصول الخبر منها. فكان يؤخّر العشاء الآخرة حتى يكون آخر من يصلّى. ثم يمهل بقدر ما يرى أنّ الإنسان يبلغ أقصى البصرة من أدناها، ثم يأمر صاحب شرطته بالخروج، فلا يرى إنسانا إلّا قتله.
ذكر قتله البريء
فأخذ ذات ليلة أعرابيا، فأتى به زيادا، فقال: « هل سمعت النداء؟ » قال: « لا، والله، إنّما قدمت بحلوبة لي، وغشيني الليل، فاضطررتها إلى موضع، وأقمت لأصبح، ولا علم لي بما كان من الأمير. » قال: « أظنّك صادقا والله، ولكن في قتلك صلاح الأمّة »! ثم أمر به فضربت عنقه.
ضبطه البصرة بشدة وتأكيده الملك لمعاوية
وكان زياد أوّل من سدّد أمر السلطان، وأكّد الملك لمعاوية، بعد أن كادت البصرة خاصّة تخرج عن حدّ الضبط، وتخرج بخروجها الملك كلّه. فتقدّم زياد في العقوبة، وجرّد السيف، وأخذ بالظنّة، وعاقب على الشبهة، وخافه الناس خوفا شديدا، حتى أمن الناس بعضهم بعضا، وحتى كان الشيء يسقط من الرجل أو المرأة، فلا يعرض له أحد، حتى يأتيه صاحبه فيأخذه، وتبيت المرأة لا تغلق عليها بابها. وساس الناس سياسة لم ير مثلها، وهابه الناس هيبة لم يهابوها أحدا قبله، وأدرّ العطاء.
وقيل لزياد: « إنّ السبل مخوفة. » فقال: « لا أعانى شيئا وراء المصر، حتى أغلب على المصر وأصلحه، فإن غلبني المصر، فغيره أشدّ غلبة. » فلمّا ضبط المصر، تكلّف ما وراء ذلك، فأحكمه.
وكان يقول: « لو ضاع حبل بيني وبين خراسان، علمت من أخذه. » وكتّب خمسمائة رجل من مشيخة أهل البصرة في صحابته، فرزقهم ما بين الثلاثمائة إلى الخمسمائة، واستعان بعدّة من أصحاب رسول الله .
وزياد أوّل من سير بين يديه بالحربة، ومشى بين يديه بالعمد الحديد، واتّخذ الحرس رابطة خمسمائة، فكانوا لا يبرحون المسجد، وجعل خراسان أرباعا، فولّى كلّ ربع رجلا كافيا.
قطع أيدى الحاصبين في الكوفة
ولمّا مات المغيرة بن شعبة، كتب معاوية إلى زياد بعهده على الكوفة، فكان أوّل من جمعت له البصرة والكوفة، واستخلف على البصرة سمرة بن جندب، وشخص إلى الكوفة، وكان زياد يقيم ستّة أشهر بالبصرة، وستّة أشهر بالكوفة. فلمّا دخل الكوفة صعد المنبر، وقال في خطبته: « إني أردت أن أشخص إليكم في ألفين من شرط البصرة، ثم ذكرت أنكم أهل حقّ، وأنّ حقّكم طال ما دمغ الباطل، فأتيتكم في أهل بيتي. » فلمّا فرغ من خطبته، حصب على المنبر، فجلس، حتى أمسكوا. ثم دعا قوما من خاصّته، فأمرهم أن يأخذوا أبواب المسجد، ثم قال: « ليأخذ كلّ امرئ منكم جليسه، ولا يقولنّ: لا أدري من جليسي. » ثم أمر بكرسيّ، فوضع له بباب المسجد، فدعا أربعة أربعة، يحلفون باللَّه: « ما منّا من حصبك. » فمن حلف خلّاه، ومن لم يحلف، حبسه وعزله، حتى صار إلى ثمانين، فقطع أيديهم على المكان.
قال الشعبي: فوالله ما تعلّقنا عليه بكذبة، وما وعدنا خيرا أو شرّا إلّا أنفذه.
ولمّا قدم الكوفة، أتاه عمارة بن عقبة بن أبي معيط، فقال: « إنّ عمرو بن الحمق يجمع من شيعة أبي تراب. » فقام إليه عمرو بن الحارث فقال: « ما يدعوك إلى رفع ما لا تتيقّنه، ولا تدرى ما عاقبته. » فقال زياد: « كلاكما لم يصب: أنت حيث تكلّمنى في هذا علانية، وعمرو حين يردّك عن كلامك. قوما إلى عمرو بن الحمق، فقولا له: ما هذه الزرافات الّتى تجتمع إليك؟ من أرادك، وأردت كلامه، ففي المسجد. »
استخلاف زياد سمرة على الكوفة وتشدده في أمر الحرورية
ثم استخلف زياد على الكوفة سمرة بن الجندب، وهو من أصحاب رسول الله وخرج زياد إلى البصرة، وعاد إلى الكوفة، وقد قتل سمرة ثمانية آلاف من الناس، فقال له زياد: « هل تخاف أن تكون قتلت أحدا بريئا؟ » قال: « لو قتلت إليهم مثلهم، ما خشيت ذلك. »! وكان زياد قد تشدّد في أمر الحروريّة، وأوصى سمرة بذلك، وكان سمرة يخلفه على البصرة، إذا خرج إلى الكوفة، وعلى الكوفة، إذا خرج إلى البصرة، فقتل سمرة منهم خلقا كثيرا.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
ذكر حيلة للمهلب بخراسان
كان زياد ولّى الحكم بن عمرو ناحية من خراسان، وكتب إليه: « إنّ أهل ختّل سلاحهم اللّبود، وآنيتهم الذهب. »
فغزاهم، حتى إذا توسّطهم، أخذوا عليه بالشعاب والطرق، وأحدقوا به فعيّ بالأمر، فتولّى المهلّب الحرب، وولى المغيرة بن أبي صفرة أمر العسكر، ولم يزل المهلّب يحتال، حتى أخذ عظيما من عظماء الأعاجم فقال له: « اختر بين أن أقتلك، وبين أن تخرجنا من هذا المضيق. »
فقال له: « أوقد النار حيال طريق من هذه الطرق، ومر بالأثقال فلتوجّه نحوه، حتى إذا ظنّ القوم أنّكم قد دخلتم الطريق لتسلكوه، فإنّهم سيجتمعون لكم، ويعرون ما سواه من الطرق، إلّا من لا يبالى به، فبادروهم إلى غيره، فإنّهم لا يدركونكم حتى تخرجوا منه. » ففعلوا ذلك، ونجوا، وغنموا غنيمة عظيمة، والقوم كانوا أتراكا.
أسماء كتاب معاوية ومطالبته الهدايا في النوروز والمهرجان
كتب له على الرسائل عبيد الله بن أوس الغسّانى، ثم تولّى له ديوان ما بالعراق من صوافي كسرى وآل كسرى، وكتب له على الخراج سرجون بن منصور الروميّ.
وكان لمعاوية كاتب يقال له: عبد الرحمن بن الدرّاج، كان من مواليه، فقلّده خراج العراق لمّا قلّد المغيرة الحرب بها، وطالب أهل السواد بأن يهدوا إليه في النوروز، والمهرجان. ففعلوا ذلك، فبلغ عشرة آلاف ألف درهم في سنة.
ثم دعا بالدهاقين، فسألهم عمّا كان من صوافي كسرى، فعرّف أنّ الديوان بحلوان، فبعث، فأحضر، ثم استخرج ما كان فيه، فكان أوّل ذلك كلواذى للأساورة، والكتّاب، والحاشية.
وكان كسرى لا يقطع الكتّاب أكثر من ثلاثين جريبا. فكتب ابن الدرّاج إلى معاوية بذلك، فكتب إليه معاوية: أن استصفها، واستخرج ما فيها. ففعل، فبلغت صوافي معاوية على يده خمسين ألف ألف.
وكان عمرو بن سعيد بن العاص يكتب له على ديوان الجند.
معاوية واتخاذ ديوان الخاتم
وكان معاوية أوّل من اتّخذ ديوان الخاتم. وكان سبب ذلك أنّه كتب لعمرو بن الزبير بمائة ألف درهم إلى زياد، وهو عامله على العراق، ففضّ عمرو الكتاب، وجعلها مائتي ألف درهم.
فلما رفع زياد حسابه قال له معاوية: « ما كتبت له إلّا مائة ألف. » وقال معاوية: « المائة الألف ينبغي أن تؤخذ منه. » فحبسه مروان، فصار عبد الله بن الزبير إلى مروان، وهو على المدينة، فأخبره بقصّته، فقال مروان: « فإنّ الخبر كيت وكيت. » فقال عبد الله: « أرأيت - إن أعطيناكها - ألك عليه سبيل؟ » قال: « لا. » قال: « فابعث، فخذها. » ففعل. واتّخذ معاوية ديوان الخاتم، وقلّده عبد الله بن مجمّر، وكان قاضيا.
من سيرة زياد
وكان زياد يجلس في كلّ يوم، إلّا يوما في الجمعة، فيبدأ برسل عمّاله، فينظر في ما قدموا له، ويسألهم عن بلادهم، ويجيبهم عن كتبهم، ثم ينظر في نفقاته، وفي أعطيات رجاله، ثم في ما دخل من البياعات، وفي الأسعار، ويسأل عن الأخبار، وينظر في ما يحتاج إليه من حفر نهر، وإصلاح قنطرة، أو تسهيل عقبة، أو نقل طريق إلى غيره، ثم يأخذ في كتب العمّال، فيمليها بنفسه، فكان معاوية يفعل مثل ذلك سواء، ولا يخالفه حتى كبر. وكان الضحّاك بن قيس يملى وهو يسمع.
وخلا زياد يوما على كاتبه أسرارا له، وبحضرته عبيد الله ابنه. فنعس زياد، فقام لينام، وقال لعبيد الله: « تعهّد هذا، لا يغيّر شيئا ممّا رسمته له. » فعرض لعبيد الله حاجة إلى البول، واشتدّ به ذلك، وكره أن ينبّه أباه، وكره أن يقوم عن الكاتب ويخلّيه، فشدّ إبهاميه بخيط، وختمهما، وقام لحاجته، فاستيقظ زياد قبل عوده. فلمّا نظر إلى الكاتب سأله عن خبره، فأخبره، فأحمد ذلك من فعل عبيد الله.
وأهدى زياد إلى معاوية هدايا كثيرة، وكان فيها عقد جوهر نفيس، فأعجب به معاوية. فلما رأى ذلك زياد، قال له: « يا أمير المؤمنين، دوّخت لك العراق، وجبيت لك برّها وبحرها، وغثّها وسمينها، وحملت لك لبّها وقشرها. » فقال له يزيد: « أين فعلت ذلك؟ لقد نقلناك من ولاء ثقيف إلى عزّ قريش، ومن عبيد إلى أبي سفيان، ومن القلم إلى المنابر، وبعد، فما أمكنك شيء ممّا اعتددت به، إلّا بنا. » فقال معاوية: « حسبك! وريت بك زنادي. »
كل شيء هالك
وقلّد معاوية عبد الرحمن بن زياد خراسان بعد موت أبيه، وكان سخيّا، فلم يزل عليها إلى أن ولى يزيد، وقتل الحسين بن عليّ - عليهما السلام - واستخلف على عمله قيس بن الهيثم، وأقبل إلى يزيد، فأنكر قدومه، ثم رضى عنه، وسأله عمّا حصل له، فاعترف له بعشرين ألف ألف درهم، فسوّغه إيّاها، وكان معه من العروض أكثر منها.
فقال يوما لكاتبه إصطفانوس: « ويحك! كيف يجيئني النوم وهذا المال عندي؟ » فقال له: « وكم مبلغه؟ »، فقال: « قدّرت منه لمائة سنة، في كلّ يوم ألف درهم، لا أحتاج منه إلى شراء رقيق، ولا كراع، ولا عرض من الأعراض. »
فقال له إصطفانوس: « أنام الله عينك أيّها الأمير، لا تعجب من نومك وعندك هذا المال، ولكن اعجب من نومك إن ذهب، ثم نمت. » قال: والله، لقد ذهب ذلك المال كلّه، أودع بعضه فجحد، وأنفق بعضه، وسرق أسبابه بعضه، فآل أمره إلى أن باع فضّة كانت حلية مصحفه، وكان يركب حمارا صغيرا تنال رجله الأرض عليه.
فلقيه مالك بن زياد، فقال له: « ما فعل المال الذي كنت تقول فيه ما تقول؟ » فقال: « كلّ شيء هالك إلّا وجهه، يا با يحيى! »
تحريض معاوية بين سعيد بن العاص ومروان
وكتب معاوية إلى سعيد بن العاص: أن: « اقبض أموال مروان، واهدم داره. » فأمسك سعيد عن ذلك. ثم كاتبه في ذلك ثانيا، فراجعه سعيد، فقال: « يا أمير المؤمنين، قرابته قريبة. » فكتب إليه ثالثا، بقبض أمواله، وهدم داره، فلم يفعل. فعزل سعيدا، وولّى مروان، وكتب إليه أن: « اهدم دار سعيد. » فأرسل الفعلة، وركب ليهدمها، فقال له سعيد: « يا با عبد الملك، أتهدم دارى؟ » قال: « نعم! كتب إليّ أمير المؤمنين، ولو كتب إليك، لفعلت. » قال: « ما كنت لأفعل. » قال: « بلى والله، لو كتب إليك لفعلت. » قال: « كلّا، يا با عبد الملك. » وقال لغلامه: « انطلق، وجئني بكتب معاوية. » فجاء بها، فقرأها عليه في ما كتب في هدم داره.
فقال مروان: « يا با عثمان! وردت عليك هذه الكتب في هدم دارى، فلم تفعل، ولم تعلمني! » قال: « ما كنت لأهدم دارك، ولا أمنّ عليك، وإنّما أراد معاوية أن يحرّض بيننا. » فقال مروان: « بأبي أنت، والله أكثر منّا ريشا وعقبا. » ورجع ولم يهدم دار سعيد.
بين سعيد ومعاوية
وقدم سعيد على معاوية، فقال: « يا با عثمان، كيف تركت أبا عبد الملك؟ » قال: « تركته ضابطا لأعمالك، منفّذا لأمرك. » قال: « إنّه لصاحب الخبزة كفى نضجها، فأكلها. » قال: « كلّا، والله يا أمير المؤمنين، إنّه مع قوم لا يجمل بهم السوط، ولا يحلّ لهم السيف، يتهادون كوقع النبل، سهم لك، وسهم عليك. » قال: « ما الذي باعد بينك وبينه؟ » قال: « خافني على شرفه، وخفته على شرفى. » قال: « فما ذا له عندك؟ » قال: « أسرّه غائبا، وأسوؤه شاهدا. » قال: « تركتني يا با عثمان، في هذه الهنات؟ » قال: « إنّك تحمّلت الثقل، وكفيت الحرم، وكنت قريبا، فلو دعوت لأجبت، ولو وهيت لرقعت. »
كلام واقع ارتفع به صاحبه
ومن الكلام الواقع الذي ارتفع به صاحبه، كلام عبيد الله بن زياد لمعاوية. وذلك أنّه وفد على معاوية، بعد موت أبيه، فقال له معاوية: « من استخلف أخي على عمله؟ » قال عبيد الله: « استخلف خالد بن أسيد على الكوفة، وسمرة بن الجندب على البصرة. » فقال له معاوية: « لو استعملك أبوك، لاستعملتك. » فقال عبيد الله: « أنشدك الله، أن يقولها لي أحد بعدك لو ولّاك أبوك، أو عمّك، ولّيتك. » وكان معاوية لا يولّى أحدا حتى يمتحنه بولاية الطائف، فإن أحسن الولاية، ولّاه مكّة، فإن وفى، ولّاه معها المدينة، ثم يرتّبه كذلك، فلما قال عبيد الله بن زياد ما قال، استرجحه، وعهد إليه، ووصّاه، وولّاه مكان أبيه. فغزا خراسان، وفتح رامين، ونسف، وبيكند، وهي من بخارى. فقدم بألفين من سبى بخارى، وكلّهم جيّد الرمى بالنشّاب.
وكان معاوية ولّى البصرة عبد الله بن عمرو بن غيلان، فاحتال له أهل البصرة، حتى عزله عنهم.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
ذكر حيلتهم هذه
خطب عبد الله بن عمرو بن غيلان، على منبر البصرة، فحصبه رجل من بنى ضبّة، فأمر به، فقطعت يده، فأتته بنو ضبّة، فقالوا:
« إنّ صاحبنا جنى ما جنى، وقد بلغ الأمير في عقوبته، ولا نأمن أن يبلغ خبره أمير المؤمنين أنه قطع على فاحشة، ونسألك أن تكتب إلى أمير المؤمنين أنه قطع على تبرئة، وأمر لم يضح. »
فكتب لهم إلى معاوية بما سألوه، فأمسكوا الكتاب عندهم، حتى بلغ رأس السنة. ثم وافوه، فقالوا: « يا أمير المؤمنين، إنّه قطع صاحبنا، وهذا كتابه بإقراره على غير ذنب. » فقرأ الكتاب، وقال: « أمّا القود من عمّالى، فلا سبيل إليه، ولكن، إن شئتم، ودينا صاحبكم. » قالوا:
« فده. » فوداه من بيت المال، وعزل عبد الله، وولّى عبيد الله بن زياد.
ذكر بعض سيرة معاوية وآرائه ودهائه
ما قاله عمر فيه
كان عمر بن الخطّاب كثيرا ما يقول: « تذكرون كسرى وقيصر ودهيهما وسياستهما وعندكم معاوية. »
بين معاوية وعمرو بن العاص
فممّا يحضرنا من ذلك: أنّ عمرو بن العاص، كان وفد إلى معاوية ومعه أهل مصر، فقال لهم عمرو: « انظروا، إذا دخلتم على ابن هند، فلا تسلّموا عليه بالخلافة، فإنّه أعظم لكم في عينه، وصغّروه ما استطعتم. » فلمّا قدموا عليه، قال معاوية لحاجبه:
« كأنّى بابن النابغة، قد صغّر شأنى عند القوم، فإذا دخل الرجل، أو الوفد، فتعتعوهم أشدّ ما يكون، فلا يبلغنّى رجل منهم، إلّا وقد أهمّته نفسه. » فكان أوّل من دخل عليه رجل من مصر، يقال له: ابن خيّاط، فدخل وقد تعتع، فقال:
« السلام عليك، يا رسول الله! » فتتابع القوم على ذلك، فلمّا خرجوا من عنده، قال لهم عمرو:
« لعنكم الله، نهيتكم أن تسلّموا عليه بالإمارة، فسلّمتم عليه بالنبوّة! » وكان معاوية قد لبس ذلك اليوم أبهى لباسه، واكتحل، وكان من أجمل الناس، إذا فعل ذلك.
بينه وبين عمر بن الخطاب
ومن ذلك أنّ عمر بن الخطّاب، كان خرج إلى الشام، فرأى معاوية في موكب يتلقّاه، ثم راح إليه في موكب.
فقال له عمر: « يا معاوية! تغدو في موكب، وتروح في مثله. ويبلغني أنّك تتصبّح في منزلك، وذوو الحاجات ببابك. » فقال: « يا أمير المؤمنين، العدوّ بها قريب، ولهم عيون وجواسيس فأردت أن يروا للإسلام عزّا. » فقال عمر: « إنّ هذا لكيد رجل لبيب، أو خدعة رجل أريب. » فقال معاوية: « يا أمير المؤمنين مرني بما شئت أصر إليه. » قال: « ويحك! ما ناظرتك في أمر أعتب عليك فيه، إلّا تركتني لا أدري: آمرك، أم أنهاك! »
ما كان بينه وبين المغيرة
ومن ذلك أنّ المغيرة كتب إلى معاوية: « أمّا بعد، فإني كبرت، ودقّ عظمي، وشنفت لي قريش، فإن رأيت أن تعزلني، فاعزلني. »
فكتب إليه معاوية:
« جاءني كتابك تذكر أنّه كبرت سنّك، فلعمري، ما أكل عمرك غيرك، وتذكر أنّ قريشا شنفت لك، ولعمري، ما أصبت خيرا إلّا منهم، وتسألنى أن أعزلك، فقد فعلت، فإن تك صادقا فقد شفعتك، وإن تك مخادعا، فقد خادعتك. »
فلما ورد المغيرة باب معاوية، ذهب كاتبه إلى سعيد بن العاص، وأشار عليه أن يخطب ولاية الكوفة، ودلّه على وجوه من الرغائب. فلما بلغ ذلك المغيرة، شقّ عليه، ودخل على يزيد بن معاوية، وعرّض له بالبيعة، فدخل يزيد على أبيه.
فأعلمه ذلك، فدعا معاوية المغيرة، ورفق به، وردّه إلى الكوفة، وسأله أن يأخذ بيعة يزيد على الناس. وقال عمرو بن العاص: « ما رأيت معاوية متّكئا قطّ، واضعا إحدى رجليه على الأخرى، كاسرا عينه، يقول لرجل: تكلّم، إلّا رحمته. »
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)