««صديقة الدرب»»
إذا كان موضوع هذه الندوة هو الترشيد في استخدام الطاقة الكهربائية فانه من الضروري معرفة الأجهزة التي تعمل على الطاقة الكهربائية والتي بها تستهلك الطاقة لتحويلها إلى أنواع شتى من الاستخدامات . وقد عرف الإنسان الآلات الكهربائية منذ عرف الكهرباء وتطورت هذه الأجهزة تطوراً في القرن العشرين حتى أصبح الاعتماد عليها كثيراً وقد يكون من شبه المستحيل أن نستطيع الاستغناء عن الأجهزة الكهربائية . هذا وقد انتشرت الأجهزة الكهربائية في المملكة انتشاراً كبيراً وذلك نظراً لارتفاع مستوى المعيشة ونظام الاقتصاد المفتوح المتبع والذي يتيح دخول جميع أنواع الأجهزة الكهربائية الضروري منها والثانوي .
ونظراً لازدياد الطلب على الطاقة من هذه الأجهزة الكهربائية فإننا سوف نتطرق إلى
كيفية ترشيد الاستهلاك عن طريق استخدام الأجهزة الكهربائية من خلال النقاط التالية :
أ. المجالات التي تعمل بها الأجهزة الكهربائية .
ب. أنواع الأجهزة الكهربائية الشائع استخدامها في المملكة العربية السعودية من قبل المستهلك .
ج. طرق ترشيد أكثر الأجهزة الكهربائية استخداماً .
المجالات التي تعمل بها الأجهزة الكهربائية :
لقد عرف الإنسان الكهرباء منذ عشرات السنين وقد كانت الحاجة إلى الإنارة أول الطريق في اكتشاف الأجهزة الكهربائية ، وبالفعل فقد تم اختراع المصباح الكهربائي وتوالت بعدة الاختراعات ولاتزال الأمر الذي أصبح من ضروريات الحياة استخدام هذه الأجهزة وذلك لتوفير حياة أكثر رفاهية للإنسان . وبجانب استخدام المصابيح الكهربائية في الإنارة يتم استخدام أجهزة أخرى تساعد على تلطيف درجة الحرارة داخل المباني وسميت مكيفات وأجهزة أخرى تبعث الحرارة إلى داخل المباني لتحافظ على دفء المباني في فصل الشتاء وأطلق عليها الدفايات كما تم تطويع الكهرباء في استخدامها لتسخين الماء والمجالات التي استخدمت فيها الأجهزة الكهربائية كثيرة جداً ومنها على سبيل المثال طبخ الطعام بواسطة أفران الكهرباء وغسيل الملابس وتجفيفها عن طريق الغسالات والنشافات ومجال حفظ الأغذية ومجالات أخرى عديدة
أنواع الأجهزة الكهربائية الشائع استخدامها في المملكة من قبل المستهلك :
نظراً للاختراعات العظيمة التي تمت في مجال الإلكترونيات والكهرباء فقد انتشرت جميع هذه اللت في أسواق المملكة وأصبح استخدامها في متناول يد الجميع ، وحيث ارتفاع مستوى المعيشة فقد قام بعض المواطنين بامتلاك الكثير من هذه الأجهزة منها الضروري ومنها الكمالي ، والرخص تسعيرة الكهرباء في المملكة فإنه تم ملاحظة قيام البعض بالإسراف في استخدام هذه الأجهزة مما أثر سلبياً على زيادة معدلات الطلب على الطاقة الكهربائية والتي أدت إلى اضطرار الشركات الموحدة لصرف مبالغ باهظة لتأمين هذا المطلب . ومن أكثر الأجهزة الكهربائية اقتناء هي مصابيح الإنارة ، وتأتى بعدها في المرتبة الثانية أجهزة التكييف التي تحتل المرتبة الأولى من حيث كمية استهلاك الطاقة الكهربائية نظراً لارتفاع حمل المكيفات وطول مدة استخدامها في الحياة اليومية حيث تتطلب أجواء المملكة عموماً والمنطقة الوسطى خاصة والمعروفة بارتفاع درجة حرارتها معظم شهور السنة إلى زيادة وحدات تكييف الجو داخل المباني
طرق ترشيد أكثر الأجهزة الكهربائية استخداماً
يعتبر جهاز المكيف من أكثر الأجهزة الكهربائية استهلاكاً للكهرباء بالمقارنة مع الأجهزة الأخرى ، هذا وقد رصدت الشركة السعودية الموحدة للكهرباء بالمنطقة الوسطى أحمال التكييف في المنطقة الوسطى ولوحظ إنها تبلغ حوالي 60% من الأحمال الكلية المستهلكة ، لذا فإننا سوف نركز في هذه الفقرة على استخدام أجهزة التكييف ، والسبل المتاحة لترشيد استهلاكها للطاقة الكهربائية . كما سوف نتطرق إلى جوانب الترشيد الممكنة في الأجهزة الأخرى كسخان الماء وأجهزة الإنارة .
جهاز التكييف :
ترتفع درجات الحرارة عالياً في معظم مناطق المملكة صيفاً مما يؤثر على المباني بتسرب الهواء الحار إلى داخلها مما يسبب بعض المضايقات للمستخدم لتعديها متطلبات درجة الحرارة المريحة للإنسان والتي تتراوح بين 20-25 درجة مئوية … لذا تتطلب هذه المباني إضافة بعض أجهزة التكييف للوصول إلى درجات حرارة مريحة ومقبولة ، وقبل الشروع في تركيب جهاز التكييف اللازم لتكييف المبنى يجب معرفة النوع المناسب لهذا المكان والتي تعتمد على بعض العوامل كمساحة المبنى ومواقع أجهزة التكييف والصوت الناجم عنها . ومن أنواع المكيفات : المكيف المركزي والجهاز المنفصل SPLITTYPE والوحدة المتكاملة PACKAGE UNIT ومكيفات الجدار WINDOW TYPE ، وسوف نقوم هنا بالشرح المفصل عن مكيف الجدار نظراً لكثرة استخدامه مقارنة مع الأنواع الأخرى .
أ. مكونات المكيف وطريقة عمله :
يتكون مكيف الجدار العادي من ثلاثة أجزاء رئيسية هي الضاغط ( الكمبرسور ) والمبخر والمكثف ، ويتم تثبيته بالجدار بحيث يكون الضاغط والمكثف ومروحة التكثيف خارج المبنى ويكون المبخر ومروحة التبخير مواجهة لداخل المبنى كما هو موضح في الشكل أدناه :
ويلخص عمل المكيف في استخدام عاز الفريون ( الذي يتمتع بخواص فريدة ) كعامل مساعد رئيسي في انتقال الحرارة من والى المبنى . وحيث أنه في فصل الصيف تكون درجة الحرارة داخل المباني أعلى من المعدل المريح للإنسان ، فإننا نقوم بتشغيل جهاز التكييف حيث يعمل الضاغط على تحريك غاز الفريون داخل مواسير المكثف الذي يعمل على تكثيف الغاز بطرد الحارة منه بمساعدة مروحة التكثيف ، ومن ثم يبرد الغاز ويتحول إلى سائل يمر داخل مواسير المبخر الذي يقوم بنقل الحرارة من الهواء الداخلي وبالتالي تبريده بينما ترتفع درجة حرارة سائل الفريون ويتحول إلى غاز ويعود إلى الضاغط لتتكرار الدورة مرة أخرى طيلة فترة تشغيل جهاز المكيف .
ويعمل الضاغط على تحريك غاز الفريون لفترات أطول كلما كانت درجة الحرارة داخل المبنى أعلى من الدرجة المطلوبة . ويمكن ضبط الدرجة المطلوبة بواسطة استخدام المنظم الذي يعمل على فصل الضاغط تلقائياً بمجرد وصول درجة الحرارة الداخلية إلى الدرجة المطلوبة ثم يعود للعمل مرة أخرى عندما ترتفع هذه الدرجة إلى أعلا بحد معين .
ويتساءل بعض الناس عن سبب ارتفاع قيمة الفاتورة الشهرية لمبنى من شهر إلى آخر ، علماً بأن فترة تشغيل الأجهزة الكهربائية لم تتغير وبخاصة أجهزة التكييف ، ونحن نقول نعم ، ان فترة تشغيل المكيف ظاهرياً تكون ثابتة ولكن الاختلاف الكبير في درجات الحرارة في أشهر الصيف عن بقية أشهر السنة يؤدي وبشكل رئيسي إلى تغير كبير في فترة تشغيل الضاغط في هذه المكيفات ، حيث أنه كلما ارتفعت الدرجة الخارجية للمبنى كلما زادت ساعات تشغيل الضاغط وبالتالي زاد استهلاك الطاقة الكهربائية .
فعندما تكون درجة الحرارة الخارجة مرتفعة 45 درجة مئوية مثلاً فان الفرق بين هذه الدرجة وبين الدرجة المطلوبة بالداخل 25 درجة مئوية يكون كبيراً مما يؤدي إلى أن يظل الضاغط في حالة تشغيل لفترات أطول ، أما إذا كانت درجة الحرارة الخارجية أقل 35 درجة مئوية مثلاً فان الفرق يكون أقل أيضا مما يؤدي إلى أن تكون فترة تشغيل الضاغط أقل في هذه الحالة من الحالة الأولى .
لذا فان ارتفاع درجة الحرارة الخارجية يعد سبباً رئيسياً في زيادة استهلاك الطاقة الكهربائية في اشهر الصيف عن بقية أشهر السنة نسبة الازدياد فترة تشغيل أجهزة التكييف خلال أشهر الصيف كما أن هذه الزيادة في الاستهلاك تجعل الفرصة مواتية لانتقال معدل الاستهلاك من شريحة أقل إلى شريحة أعلى مما ينعكس أيضاً على زيادة في قيمة الفاتورة الشهرية خلال تلك الأشهر.
ب. إرشادات خاصة بالاستخدام الأمثل لجهاز التكييف والتي تساعد على ترشيد استهلاكه للطاقة الكهربائية :
1. صيانة المكيف وتنظيفه مرة على الأقل كل عام حيث تراكم الأتربة والغبار تقلل من كفاءة المكيف .
2. تنظيف مرشح الهواء مرة كل أسبوع حيث أن الغبار والأتربة العالقة به تعيق مرور الهواء الحار من داخل الغرفة إلى خارجها وبالتالي تقليل كفاءة المكيف.
3. تظليل معدات التكييف وتقليل تعرضها للشمس حيث أثبتت الدراسات ارتفاع كفاءات المكيف عندما يكون في مكان مظلل.
4. في حالة وجود واستخدام قنوات التبريد فانه من الواجب عزلها جيداً لتقليل الفاقد من برودة الهواء بداخلها.
5. ضبط مفتاح منظم الحرارة على درجة معتدلة لتقليل الفارق بين درجة حرارة الغرفة والدرجة المطلوبة حيث أن ذلك يقلل من ساعات تشغيل الضاغط ( الكمبرسور ) وبالتالي توفر جزء من الطاقة ، كما أنه يحدث في حالة ضبط المنظم على أعلى درجة تكون جليد على المبخر مما يعيق دوران الهواء داخل الغرفة .
6. إغلاق الأبواب والنوافذ في حالة تشغيل المكيفات حتى تحتفظ الغرفة بدرجة حرارة التكييف المطلوبة دون تسرب الهواء الخارجي الحار إليها ،كما ينصح بتركيب رادات (Door Auto Closer) للأبواب المطلة على الهواء الخارجي كالمداخل الداخلية للمبنى .
7. قفل الفتحات الجانبية لإطار المكيف منعاً لتسرب الهواء إلى الخارج وبالعكس ، ويفضل أن توضع مواد عازلة في مكانها كالفلين حتى تقاوم انتقال الحرارة.
8. وضع المكيف في المكان المناسب للغرفة بحيث لا يوجه مدخل الغرفة منعاً لتسرب الهواء ، كما يجب التأكد من عدم وضع قطع الأثاث أمام واجهة المكيف حتى لا يعيق دوران الهواء وبالتالي تقليل كفاءته .
9. تقوم إحدى الشركات العالمية بتطوير جهاز يسمى ( موفر الطاقة ) ( Energy Saver ) يتم توصليه بجهاز المكيف بحيث يزيد من كفاءة التبريد بنسبة حوالي 30-35 % وبالتالي ترشيد استهلاك المكيف للطاقة بهذه النسبة ، وحين تعلم بأن 60% من استهلاك شهور الصيف ينشأ من أجهزة التكييف فانه باستخدام هذا الجهاز سوف يتم توفير الاستهلاك بمعدل جيد . ويوصل هذا الجهاز بين منظم الحرارة ( الترموستات ) والضاغط ( الكمبرسور ) بحيث يعمل على تأخير بدء الضاغط بالعمل وتقليل ساعات عمله وبالتالي تقليل استهلاك المكيف .
المضخات الحرارية Heat Pumps
لقد تطورت أجهزة التكييف وأصبح بإمكان جهاز المكيف أن يعمل صيفاً لخفض الحرارة الداخلية للمبنى وأن يعمل شتاءاً برفع درجة الحرارة داخلة ، وذلك باستخدام الحرارة الطبيعية من الهواء الخارجي بواسطة دائرة التحويل التي تعكس اتجاه الغاز الذي يدور داخل الجهاز ، وقد أطلق على هذا النوع من المكيفات المضخات الحرارية ، وتعمل هذه المضخات على تكييف المباني شتاءاً بدون استخدام الملف الحراري وهي بذلك ترشد استهلاك الجهاز من الطاقة من 25 – 50% مقارنة باستخدام الملف الحراري العادي .ويتلخص عمل المضخة شتاءاً بضخ الحرارة الطبيعية من الخارج إلى داخل المبنى حتى ولو كانت درجة الحرارة الخارجية صفراً مئوياً ، وذلك بسبب أن الهواء يشتمل على الكثير من الحرارة ، وفي الحقيقة : عندما تكون درجة الحرارة الخارجية صفر مئوي فان الهواء الخارجي يشمل على 82 % من الحرارة التي يشملها نفس الهواء عندما تكون درجة الحرارة الخارجية 100 درجة مئوية ، وتوجد هذه المضخات في الأسواق على شكل وحدات جداريه Window أو مجزأة Split .
سخانات الماء:
نعتقد أن الترشيد في استهلاك الطاقة لا يقتصر على فصل الصيف فقط وإنما في جميع الأوقات ، فان كل كيلوات واحد زائد يمكن توفيره يجب علينا أن نوفره وقد يكون صحيحاً أن ما يترتب على توفير الطاقة في فصل الصيف أكبر أثراً من توفيره وقت الشتاء نظراً لوجود أقصى حمل للشبكة في وقت الصيف ، ولكن هذا لا يمنعنا من طلب الترشيد في كل الأوقات . وتعتبر سخانات الماء من الأجهزة التي تعمل غالباً في فصل الشتاء ، لذا ينصح باتباع التعليمات التالية في سبيل ترشيد استهلاكها للطاقة وبالتالي التوفير في فاتورة المستهلك .
1. نظراً لظروف معظم أجواء المملكة والمتمثلة في ارتفاع الحرارة صيفاً ، فانه يحب استغلال هذه الظروف في الاعتماد على حرارة الشمس في تسخين الماء صيفاً وعدم تشغيل السخانات إلا في وقت الشتاء فقط .
2. استخدام سخانات ذات كفاءة عالية بحيث يكون عزل الخزان جيداً من الداخل لكي يحافظ على حرارة الماء دون أن يفقد الكثير من حرارته والتي يؤدي إلى تشغيل الملف الحراري عن طريق منظم الحرارة .
3. يجب خفض درجة حرارة ماء التسخين إلى الدرجة المعقولة وذلك من خلال منظم الحرارة ( الثرموستات ) .
4. عزل مواسير الماء عزلاً جيداً حتى لا تفقد الحارة بسهولة .
أجهزة الإنارة :
تعتبر الإنارة ثاني أكبر حمل في المباني بعد التكييف لذا فانه من الواجب الانتباه إلى هذه الأجهزة ومحاولة استخدامها الاستخدام الأمثل حتى يتم التقليل من استهلاك الطاقة . ونحن هنا في المملكة العربية السعودية حبانا الله بأشعة شمس مشرقة طوال العام ، ولذا فإنه من الضروري الاستفادة من هذه النعمة وهي الإضاءة الطبيعية خلال ساعات النهار والتي لا تكلفنا شيئاً . وتمثل أحمال الإنارة في بعض المباني من 30 –50% لذا فان استخدام أقل عدد ممكن من أجهزة الإنارة سيؤدي بكل تكيد إلى خفض فاتورة الاستهلاك الشهري على المستهلك بالإضافة إلى خفض تأثيرها على حرارة المبنى من الداخل والذي يعني توفيراً في شراء معدات تكييف أقل وبالتالي صرف مبالغ أقل في قيمتها . كما يترتب على ذلك تخفيض في جميع ما يتعلق بسعات أجهزة التكييف كالأسلاك والمفاتيح .. الخ .
ومن العوامل التي تساعد على الترشيد الاستهلاك في الإنارة ما يلي :
أ. الاهتمام من قبل المصممين المعماريين لاختيار أفضل أنواع الإنارة مع استغلال الإنارة الطبيعية التي توفرها الشمس مجاناً .
ب. التقليل من استخدام أجهزة الإنارة التنجستن واستخدام إنارة الفلورسنت قدر الإمكان بدلا منها وكذلك استخدام أجهزة الإنارة الغازية ( زئبق وصوديوم ) نظراً لزيادة كفاءتها في الإنارة وبأحمال أقل من أجهزة التنجستن .
ج. استخدام أجهزة الإنارة ذات العواكس الجيدة لكي يتم عكس معظم الأشعة إلى المكان المراد أنارته دون تفرقة الأشعة ، كما ينصح . أن تكون أجهزة الإنارة مثبتة في السقف وذلك لتقليل عدد أجهزة الإنارة بأقل ما يمكن مع توفير الإنارة الكافية .
د. المحافظة على نظامه عواكس أجهزة الإنارة والأغطية البلاستيكية الشفافة لزيادة شدة الإنارة بنفس القدرة المستهلكة .
ه. استخدام الخلايا الضوئية Photo Cell في التحكم في الإنارة الخارجية بحيث تعمل تلقائياً في الليل وتطفئ تلقائياً عند بزوغ الإنارة الطبيعية صباحاً وذلك لتوفير الطاقة المهدرة من جراء عمل أجهزة الإنارة الخارجية نهاراً .
و. استخدام الدهانات الداخلية فاتحة اللون حتى يمكنها عكس الإنارة والاستفادة القصوى منها وبذلك يحتاج المبنى إلى عدد أقل من وحدات الإنارة مما يؤدي إلى توفير استهلاك الطاقة وتوفير في شراء أجهزة إنارة إضافية .
العوامل المؤثرة على زيادة استهلاك الأجهزة الكهربائية للطاقة :
يقوم المستهلك بإدارة وتشغيل بعض الأجهزة الكهربائية في داخل المبنى في الأوقات التي يحتاج إليها .. إلا أنه توجد بعض الأجهزة الأخرى التي تحتاج إلى مصدر تيار كهربائي دائم وبدون انقطاع ، وذلك نظراً لطبيعة عملها مثل الثلاجات والبردات والفريزرات وكذلك سخانات الماء شتاءاً .. لذا فانه من الواجب معرفة العوامل والأسباب التي تؤدي
إلى زيادة استهلاك هذه الأجهزة للطاقة والتي منها :
1. صيانة الأجهزة الكهربائية .
2. كفاءة الأجهزة الكهربائية .
3. أثر اختلاف الجهد المقنن للجهاز عن جهد شبكات التوزيع .
4. انخفاض معامل القدرة للأجهزة الكهربائية Power Factor .
5. تأثير استخدام العوازل الحرارية .
1-صيانة الأجهزة الكهربائية :
تعتبر صيانة الأجهزة الكهربائية ضرورية جداً وذلك للمحافظة على سلامتها لأطول مدة ممكنة ، إضافة إلى الدور الكبير الذي تقدمه الصيانة في المحافظة على أداء وكفاءة الجهاز ، فمثلاً أجهزة التكييف والتي تطرقنا إليها كثيراً في هذه المحاضرة تحتاج إلى الصيانة التالية :
أ. فحص الضاغط ومنظم الحرارة للتأكيد من سلامة تشغيلهما .
ب. تنظيف مرشح الهواء ( الفلتر ) بانتظام مع غسيل الأجراء الداخلية للجهاز لإزالة الغبار والأتربة .
ج. فحص مجاري هواء التكييف للتأكيد من سلامة العوازل المنع تسرب الهواء المكيف منها
2- كفاءة الأجهزة الكهربائية :
كفاءة الجهاز هي عبارة عن النسبة بين الطاقة التي نحصل عليها من الجهاز Output Power والطاقة اللازمة لتشغيل ذلك الجهاز Input Power وتسحب هذه الكفاءة كنسبة مئوية ، كأن يقال مثلاً هذا الجهاز 90% أو 80 % .. الخ .. وكلما اقتربت نسبة الكفاءة من 100% كلما كان نوع الجهاز جيداً لان هذا يعني أن الجهاز يفقد نسبة قليلة من الطاقة اللازمة لتشغيله مما يعني أيضاً في استهلاك الطاقة .
ونسبة لانفتاح أسواق المملكة أمام جميع صناعات العالم فقد دخلت للأسواق أنواع شتى من الصناعات منها الجيد ذو الكفاءة العالية ومنها الأقل كفاءة . ونظراً لارتفاع أسعار الأنواع الجيدة من تلك الأجهزة فقد قامت بعض الدول بتقليد تلك الأجهزة وتصنيع أنواع أقل جودة وكفاءة وبأسعار أرخص ، إلا أن اقتناء مثل هذه الأنواع الأخيرة يتسبب في فقدان نسبة من الطاقة الكهربائية المستهلكة دون الاستفادة منها ، إضافة إلى افتقارها أحيانا إلى أصول السلامة مما يعرض حياة المستهلك للخطر .
لذا يجب عند شراء أي جهاز كهربائي التأكد من كفاءته التشغيلية لاختيار الأنواع الجيدة ذات الكفاءة العالية حتى نقلل من فقدان الطاقة الكهربائية المستهلكة وبالتالي نساعد في عملية ترشيدها .
3- أثر اختلاف الجهد المقنن للجهاز عن جهد شبكات التوزيع :
جهد الجهاز هو الجهد الكهربائي Voltage Rating الذي يصمم عليه الجهاز ليتم استخدامه في شبكات التوزيع المماثلة لهذا الجهد . واختلاف جهد الجهاز عن الجهد الخاص بشبكات التوزيع يؤدي إلى زيادة استهلاك الأجهزة للطاقة الكهربائية ، فعندما يكون جهد الجهاز أقل من الجهد المستخدم بالشبكة فان الجهاز الكهربائي يزيد من استهلاكه للتيار مع قصر عمر الجهاز . فمثلا جهاز إنارة ( تنجستن ) مصنع على الجهد 110 فولت يتم شبكات على جهد الشبكة وهو 127 فولت فان ذلك يؤدي إلى زيادة توهج الإنارة مع زيادة استهلاكها للتيار وقصر في عمرها ، كما أن اختلاف تردد الجهاز المستخدم عن تردد الموجود بالشبكة يؤدي إلى تقليل كفاءة الجهاز ، وقد دخل المملكة الكثير من الأجهزة ذات التردد الـ 50 هيرتز لتستخدم في الشبكة الحالية والتي هي تعمل على تردد 60 هيرتز وذلك نظراً لان الكثير من الدول المصنعة تستخدم تردد 50 هيرتز .. ولذا يجب عدم السماح بدخول أي جهاز يعمل على تردد الـ 50 هيرتز والتأكد من الاجهزة التي يكتب عليها تردد 50 /60 هيرتز وذلك بفحصها لتجنب قيام بعض الدول بكتابة ذلك على الجهاز علماً بأنه يعمل على التردد 50 هيرتز .
4- انخفاض معامل القدرة Power Factor
ان من خواص بعض الاجهزة الكهربائية احتياجها إلى حمل يزيد عن الحمل اللازم لتشغيلها ، وهذا يتضح في الاجهزة التي تحتوي على محركات الحث اللتي Induction Motor وتتطلب وجود هذه الاجهزة إلى قيام شركات الكهرباء بزيادة قدرة النظام وبالتالي زيادة الاستثمار اللازم لتوفير هذه القدرة الزائدة ، تقوم شركات الكهرباء باقتناء المكثفات لتصحيح معامل القدرة المنخفضة .
فكلما زاد معامل القدرة في النظام كلما قل الفاقد في النظام الكهربائي ، وقد لا يشكل المشتركون الصغار أي تأثير كبير على معامل القدرة ولكن بالنسبة لكبار المشتركين فانه من الواجب على شركات الكهرباء مراقبة استهلاكهم للطاقة ومعرفة معامل القدرة لكل منشأة كبيرة وفي حالة تدنيها إلى المستوى غير المقبول ( أقل من 80% ) فان الشركة يجب أن تلزم هذا المشترك بإضافة مكثفات تزامنيه Synchronous C ondinsers لتصحيح معامل القدرة .
5- تأثير استخدام العوازل الحرارية :
ان استخدام العوازل الحرارية له دور كبير في توفير استهلاك الطاقة الكهربائية وخاصة تلك الطاقة المستخدمة لأغراض التكييف . وقد أثبتت الدراسات أن وجود نظام العزل الحراري بالمبنى يقلل من استهلاك الطاقة الكهربائية بنسبة 40 % مما يؤدي إلى توفير في قيمة الفاتورة الشهرية للاستهلاك . إضافة إلى ذلك فان دراسات الجدوى الاقتصادية لاستخدام نظام العزل الحراري أثبتت أن تلفة هذا النظام يمكن تعويضها بشراء أجهزة تكييف ذات سعات أقل ، مما يعني دفع مبالغ أقل .
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)