تقع قرية" كفرشلايا" في الجهة الشمالية الغربية من جبل الزاوية مشكّلة نهايته الشمالية الغربية، حيث تبعد عن مدينة "إدلب" 24 كم وعن مدينة "أريحا" 8 كم... وتطل على سهل الروج بارتفاع 900متر عن سطح البحر مما يعطيها الطبيعة الخلابة والهواء العليل.
و"كفرشلايا" هو اسم سرياني أصلها "كفرشلّاية" وتعني القرية المشلولة أو الهادئة.
للقرية سمات عدة تميزها عن باقي قرى محافظة "إدلب" فالغطاء النباتي المنتشر يجعل من القرية تبدو كأنها نقطة بيضاء في بحر من الخضرة.
«قرية "كفرشلايا" هي من القرى حديثة العهد من الناحية التنظيمية حيث أُنشئت البلدية عام 2005 ورغم ذلك فهي مخدمة بشبكة من الطرق الزراعية وطرق عامة تربطها بالقرى والمناطق المجاورة وتوجد بها شبكة ري قادمة من مياه "اللج" التي تروي كل "جبل الزاوية" ومدرستين للتعليم الأساسي ويبلغ عدد سكان القرية القاطنين حوالي 3500 نسمة ومثلهم خارج القرية وعدد من المغتربين في دول "الخليج العربي" ودول "أوروبا" وتمثل الزراعة مصدر رزق الغالبية من سكان القرية».
«تعتبر القرية من القرى ذات الموقع الجغرافي المتميز والهواء النقي لكثافة الغطاء النباتي فحتى جبال القرية يكسوها "السنديان" دائم الخضرة، وسهول القرية تزرع بمحاصيل متنوعة فزراعة الزيتون في القرية تعود إلى العهد الروماني ولا تزال بعض أشجار الزيتون القديمة قائمةً حتى الآن بالإضافة لوجود لوح فخاري رسمت عليه بعض أوراق الزيتون ويقدر عدد أشجار الزيتون في القرية بـ20 ألف شجرة، وكذلك زراعة العنب حيث توجد بعض معاصر العنب الرومانية المنحوتة في الصخر وحتى وقت قريب كان محصول العنب من أهم المحاصيل في القرية».
«وفي القرية زراعات حديثة كزراعة الكرز والمحلب وأصناف اللوزيات والتين والفستق الحلبي والجوز والرمان ويبلغ عدد تلك الأشجار حوالي 22 ألف شجرة ومحصول الكرز والمحلب والتين هي من المحاصيل الهامة للمزارعين بالإضافة لمحصول الزيتون».
«من أهم معالم القرية التي تشير إلى قدمها شجرتان: الأولى هي شجرة "الميس" والتي تنبت على سطح أحد البيوت البيزنطية، ويقدر عمر هذه الشجرة بألف عام ونيف... وهي أكبر أشجار جبل الزاوية عمراً وما يميزها هو ضخامتها ورؤيتها من أماكن بعيدة جداً فجذعها الذي يبلغ قطره أربعة أمتار وطولها الفارع وقدمها يجعلانها من أكثر الأشجار أهمية للباحثين».
«أما الشجرة الثانية وهي شجرة "السنديان" (البلوط) فهي أقل عمراً من الشجرة الأولى وأقل ارتفاعاً ولكن انتشار أغصانها بكل الاتجاهات يجعلها تطغى على ما حولها، ويعود تاريخ هذه الشجرة إلى العهد المملوكي ويقدّر عمرها بنحو 700 عام، وتنبت هذه الشجرة من أحد القبور حيث توجد في جذعها إحدى حجارة هذا القبر ويطلق أهل القرية تسمية "الشيخ علي" على هذه المنطقة نسبةً إلى صاحب القبر وكانت فيما مضى مزاراً يرتاده المرضى لاعتقادهم بالشفاء».
وتعتبر كل من الشجرتين دليلا يستند إليه الباحثون لاكتشاف هذه المناطق وما يجاورها من أماكن أثرية.
تبعد الشجرتان عن بعضهما 400 متر لتشكلان مع أشجار الزيتون القديمة تاريخ أرضٍ معطاءة شهدت التاريخ من مهده وما زالت تواكبه.
__________________
متـــــــــى
الزفاف ياعروس الربيع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)