من المرمر المسنون صاغوا مثاله و طافوا به من كلّ ناحية زمر و قالوا – صنعناه لتخليد رسمه ، فقلت – ألا يفنى كما فنى الأثر ؟ و قالوا – نصبناه اعترافا بفضله ، فقلت إذن من يعرف الفضل للحجر ؟ و قالوا – غنيّ كان يسخو بماله فقلت لهم هل كان أسخى من المطر ؟ و قالوا – قويّ عاش يحمي ذمارنا فقلت لهم كان أقوى من القدر ؟ أكان غنيّا أو قويّا فإنّه بمالكم استغنى و قوتكم ظفر فلم يتعشّقكم و لا همتم به كما خلتم لكنه النّفع و الضرر و لم ترفعوا التّمثال للبأس و النّدى و لكن لضعف في نفوسكم استتر فلستم تحبّون الغنيّ إذا افتقر و لستم تحبّون القويّ إذا اندحر رأيتكم لا تعرجون بروضة إذا لم يكن في الروض فيء و لا ثمر و لا تعقلون الشاة إلاّ لتسمنوا ، و لا تقتنون الخيل إلاّ على السفر إذا كان حبّ الفضل للفضل شأنكم و لم تخطئوا في الحسن و السّمع و البصر فما بالكم تكرموا اللّيل و الضّحى و لم تنصبوا التّمثال للشمس و لاقمر ؟
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)