بسم الله الرحمن الرحيم
جرت العادة على وصف المرأة بالرجولة عندما تحسن التصرف في موقف من المواقف التي تعودها الناس أن لا تصدر إلا من الرجال، يقولون : فلانة وقفت وقفة رجال
وأحيانا توصف بأنها بمائة رجل من فرط الإعجاب بها
في حين تسلب صفة الرجولة من بعض الرجال عندما يقفون وقفة لا تليق بالرجال ..!!
رجل .. كلمة لا تقال إلا لصفوة البشر
كلمة .. حين تسمعها لا تستطيع إلا أن تقرنها بتحمل المسؤولية والثبات على الحق و الوفاء بالعهد و مع ذلك ..
تاه معناها
و اختلط مفهومها الحقيقي عند الكثير من الناس
العجب كل العجب أن يرى أحدهم أن الرجولة
ما هي إلا تحرر فكرى و مادي يكسر بهما كل القيود ..
حرية تكفل له فعل أي شيء و كل شيء في أي وقت و في أي مكان
و منهم من يرى أن الرجولة
هيمنة و سيطرة و زعامة و فرض رأى
و هناك من يراها قوة و شجاعة وفتوة و صوت جهوري
سواء في الحق أو في الباطل
و لان ..تعددت المفاهيم الخاطئة للرجولة
و تاه معناها في هذا الزمان
و لان بالرجولة ترفع أقوام وتذل و تدخل الأمم التاريخ
و لان الرجولة ..
غاية كل الآباء لأبنائهم وحلم يراود كل فتاة تبتغيه في زوج المستقبل
عندما تهتز القيم و يعم الفجور
و يموت الحياء
و تنعدم المروءة
و يستبد الهوى
لا تسأل أين الرجــال .. ؟؟؟
عندما ترى الرقعاء المخنثين في كل مكان ((لا أجد وصف لهولاء!!!!))
لا تسأل أين الرجــال .. ؟؟؟
عندما تعول النساء البيوت في وجود الرجال
لا تسأل أين الرجــال .. ؟؟؟
عندما ترى المقاهي و النوادي مرتع للكسالى الخاملين
لا تسأل أين الرجــال .. ؟؟؟
عندما تتمايل الكاسيات العاريات في الطرقات و على الشواطئ و في الأسواق
لا تسأل أين الرجــال .. ؟؟؟
أسوق لكم هذا النموذج الرائع لامرأة من السلف أحيا الله بإيجابيتهاآلاف أموات الهمم من الرجال الأشداء
إنها ميسون رحمها الله
تلك المرأة الدمشقية التي استشهد إخوتها الأربعة في جهاد الصليبيين على أرض فلسطين 000جمعت النساء اللاتي حضرنّ لتعزيتها وقالت لهم
إننا لم نُخلق رجالاً لنحمل السيوف ولكن إذا جبن الرجال لم نعجز نحن عن العمل، فهذا والله شعري أثمن ما أملك أجعله قيدًا لفرس تقاتل في سبيل الله لعلي أحرك به هؤلاء الأموات
وأخذت المقص وجزت شعرها وقّلدها في ذلك جميع النسوة ثم جلسّن يضفرنه لجمًا وقيودًا لخيل الله وأرسلن تلك اللجم إلى خطيب الجامع الأموي سبطبن الجوزي رحمه اللهفحملها معه إلى خطبة الجمعة وخطب في المسلمين خطبة ملتهبة لم يسمع بمثل بلاغتها وقوتها فكان مما قال فيها
أتدرون مم صُنعت هذه اللجم والقيود؟
لقد صنعها النساء من شعورهن لأنهن لا يملكن شيئًا غيرها يساعدن به فلسطين فإذا لم تقدروا على الخيول تقدونها بها فخذوها فاجعلوها لكم ذوائب وضفائر
ثم ألقاها من فوق المنبر على رؤوس الناس صارخًا
تصدعي يا قبة النسر، ميدي يا عُمُد المسجدوانقضي يا رجوم فلقد أضاع الرجال رجولتهم
فصاح الناس صيحة لم يسمع بمثلها ووثبوا يدكون جحافل الصليبيين حتى جاء النصر المبين على يد امرأة فذة أحيّت بإيجابيتها أمة ميتة عندما استخدمت دائرة نفوذها لتغيير ذلك الواقع المهين .
((رحم الله هذه القدوة))00000
دمتم بخير وعافية000أسألكم الدعاء أخوتي بارك الله فيكم
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)