الميلانوما أكثر أشكال سرطان الجلد فتكا ، وتحدث عندما تبدأ الخلايا الجلدية الصانعة للصبغة والمسماة بخلايا الميلانين Melanocytes في التكاثر دون أن تخضع لأي سيطرة لتشكل ورما يهدد حياة من يصاب به.
الميلانوما غير مؤلمة وقد تنشأ من وحمة موجودة بالفعل أو تظهر فوق جلد يبدو ظاهريا بلا أي عيوب. وقد تقع الميلانوما في أي مكان، ويشمل ذلك أسفل الأظافر وبداخل العين.
الميلانوما نادرا ما تقع قبل سن الثامنة عشر. غير أن خطر الإصابة بالميلانوما يرتفع سريعا لدى الشباب، مما يجعلها واحدة من أخطر أشكال السرطان وأكثرها تهديدا لحياة الإنسان لدى من تتراوح أعمارهم بين العشرين والخمسين. وبعد سن الخمسين يرتفع خطر الإصابة بالميلانوما بصورة أبطأ مع التقدم في العمر.
وقد صار معدل الإصابة بالميلانوما الخبيثة الآن أعلى عدة أضعاف من معدل حدوثه عام 1935م. ويعتقد أن هذا نتيجة ازدياد التعرض للشمس خلال فترة الطفولة.
الأعراض
الميلانوما عادة ما يزيد قطرها عن 4/1 بوصة (حوالي 6 مم) وهو حوالي حجم ممحاة القلم الرصاص، ولكنها قد تكون أصغر حجما . وأكثر مواقعها شيوعا الوجه (خاصة لدى كبار السن)، وأعلى الجذع (خاصة في الرجال)، والساقان (خاصة لدى النساء). وهناك ثلاث علامات تحذيرية عامة تنبئ بالميلانوما . فإذا أصبت بأي مما يلي، ناقش الأمر مع طبيبك.
الوقاية من الميلانوما والتعرف عليها
يسمي الأطباء النمش، والبقع السنية والشامات العادية "بقعا ملونة". وأغلب البقع الملونة لا هي قبل سرطانية ولا هي سرطانية´ وأغلبها غير ضار. الميلانوما هي أقل أنواع البقع الملونة شيوعا ، غير أنها أكثرها فتكا ، وينبغي التمييز بينها وبين العديد من البقع الملونة غير الضارة.
تعود على تمييز العلامات التحذيرية للميلانوما الخبيثة التي سنوردها فيما يلي. الغالبية العظمى من سرطانات الجلد تتصل بالتعرض للشمس. والوقاية أفضل من العلاج.
أساسيات الشامات
أغلب الشامات هي "حسنات عادية" مما يعني أن الصبغة في الشامة موزعة توزيعا متساويا، وأنها منتظمة وحوافها محددة بوضوح. وللشامات خصائص معينة تشير إلى أنها محتمل أن تصبح ميلانوما خطيرة. اتبع هذه الإرشادات لفحص الشامات التي بجلدك واستشر طبيبك إذا كانت لديك شامة مشكوك في أمرها :
أ. غير متساوية الجوانب أحد نصفيها غير متماثل مع النصف الآخر.
ب. بلا انتظام في حوافها وحدودها حوافها متعرجة متآكلة أو غير واضحة المعالم.
ج. لونها غير متجانس وبها أجزاء سوداء أو زرقا ء أو رمادية.
د. قطرها حيث تكون أكبر من ممحاة القلم الرصاص (خاصة إذا كانت أكبر من ضعفي هذا الحجم)ا أو زادت في الحجم.
الشامات المشوهة
الشامات المشوهة (أو غير النمطية) ليست من أشكال الميلانوما ، لكنها قد تتحول أحيانا إلى ميلانوما . إذا أصبت بواحدة أو أكثر من الشامات المشوهة، فإنك محاط بخطر متزايد للإصابة بميلانوما في مكان ما من جسدك، اطلب من طبيبك أن يفحص أي شامة مشوهة. وللشامات المشوهة الخصائص التالية:
- أنها كبيرة الحجم (عادة أكبر من 6 مم، أو أكبر من حجم ممحاة القلم الرصاص).
- حدودها مبهمة وغير واضحة المعالم رغم أن شكلها عادة يكون منتظما .
- تتباين في ألوانها ، فهي عادة تظهر بدرجات مختلفة من القتامة باللونين البني والوردي (لكنها عادة ليست سوداء، أو زرقاء، أو رمادية) .
العلامات التحذيرية العامة للميلانوما :
- شامة تغير حجمها أو شكلها مؤخرا ، حتى إذا لم تحقق جميع المعايير الأولية أ ، ب، ج، د المذكورة في "الوقاية من الميلانويا والتعرف عليها". الشامات لدى الأطفال تنمو عادة بما يتناسب مع نمو الطفل، فلا تقلق إذاً من شامة وصلت لحجم مضاعف إذا تضاعف حجم طفلك.
- شامة تحقق فيها أي من معايير أ ، ب، ج، د في "الوقاية من الميلانوما والتعرف عليها".
- شامة موجودة منذ الولادة. هذه الشامات تحمل فرصة أكبر لكي تتحول إلى ميلانوما . وتبعا لحجمها ولونها وموقعها، قد يتقين استئصالها .
خيارات العلاج
أول شيء تقوم با الميلانوما هو غزو الأنسجة التي تقع مباشرة أسفل الجلد. ومقدار توغلها في الأنسجة المجاورة يؤثر على مستقبل الحالة. فإذا لم تغز الميلانوما سوى النسيج المجاور لها، يمكن شفاؤها . واذا انفلت عيار الخلايا وسبحت داخل الأوعية الليمفاوية واتجهت إلى العقد الليمفاوية القريبة ثم انتشرت إلى الأعضاء الأخرى، حينئذ يكون المرض فتاكا .
ويتطلب تشخيص الميلانوما أخذ عينة نسيجية تستأصل فيها المنطقة المشكوك فيها من الجلد بالكامل. وتحت المجهر، يستطيع الطبيب أن يتعرف على الفارق بين الشامة غير الضارة والميلانوما، ويمكنه أيضا معرفة مدى عمق توغل الميلانوما في الأنسجة المجاورة. وإذا أظهر فحص العينة أنها ميلانوما ، فإن طبيبك قد يأخذ عينة أخرى يستأصل فيها المزيد من النسيج حول الميلانوما . والميلانوما التي نمت إلى أعماق الجلد قد تحتاج لعملية تطعيم جلدي للإقلال من تكوين ندبات مكان العينة.
وتحديد ما إذا كانت الميلانوما قد انتشرت إلى الغدد الليمفاوية المجاورة أم لا أمر في غاية الأهمية. فإذا لم تكن قد انتشرت، فإن فرصة الشفاء تكون أعظم كثيرا . وقد يكون طبيبك قادرا على أن يشعر بأن السرطان قد انتشر إلى الغدة الليمفاوية المجاورة عن طريق تحسس الغدد المتضخمة بإصبعه.
غير أنه إذا لم تكن هناك غدد ليمفاوية متضخمة يمكن استشعارها ، فإن احتمال انتشار السرطان يظل قائما . وفي هذه الأحوال، يحتاج الأمر إلى اختبارات خاصة. قد تحقن الصبغات أو المواد المشعة في موقع الميلانوما . وهذه المواد تتجه إلى، ومن ثم تحدد، أقرب عقدة ليمفاوية للمرض. ويتم استئصال العقدة الليمفاوية جراحيا ، باستخدام مخدر موضعي ثم تفحص تحت المجهر.
فإذا لم يكن هناك سرطان بها ، فلا يصنع أي شيء أخر بعد ذلك عادة. أما إذا وجد بها خلايا سرطانية، فإن جميع العقد الليمفاوية المجاورة للورم يجب إزالتها جراحيا ، على أمل أن الورم لم ينتشر إلا للعقد المجاورة فقط ولم يصل بعد إلى أماكن أخرى.
وحديثا ، تحسنت أساليب التعرف على الجينات المرتبطة بالسرطان في العقد الليمفاوية وعملت على الارتقاء بدقة فحص عينات الأنسجة لتحديد المستقبل التشخيصي للميلانوما .
وإذا توغل السرطان لما بعد العقد الليمفاوية، فإن الورم يصبح في العادة لا شفاء منه. وقد يجرى العلاج الكيماوي، والجراحة والعلاج الإشعاعي لزيادة الفترة الزمنية التي يظل فيها المريض على قيد الحياة. وهناك علاجات أحدث تسمى العلاج المناعي، مصممة لتقوية قدرة الجهاز المناعي على مقاومة الميلانوما . ومن هذه العلاجات استخدام المادة الكيميائية التي ينتجها جهاز المناعة والمسماة بالإنترفيرون. ويؤمن العديد من الأطباء بأن العلاج المناعي سوف يحتل مكانة أكبر في علاج الميلانوما.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)