««صديقة الدرب»»
خلافا لما يشاع من اتهامات باطلة حول ولع المرأة بالإنفاق والصرف، فقد أوضحت بيانات المكتب المركزي للإحصاء أن المرأة السورية أكثر ترشيدا من الرجل وأكثر اعتدالا في الإنفاق.
وتبين ذلك من خلال الارقام التي أوردها المكتب حول وضع الإنفاق الاسري للمسح الذي أجراه خلال عامي 2009/2010 وشمل 28 ألف أسرة سورية من مختلف أنحاء الجمهورية.
وأظهرت هذه البيانات بما لا يدع مجالا للشك أن الأسر التي تديرها السيدات تكون أكثر تدبيرا، حيث يصل متوسط إنفاقها الشهري قرابة الـ 26 ألف ليرة بفارق أكثر من 5 آلاف ليرة عن الأسر التي يديرها رجل، حيث بلغ متوسط إنفاق هذه الأسر نحو 31 ألف ليرة شهريا.
كما أعلن المكتب المركزي للإحصاء أن متوسط إنفاق الأسرة السورية يبلغ 30826 ليرة سورية شهريا حيث بلغت نسبة الإنفاق على الغذاء 45.6% ونسبة الإنفاق على أوجه الإنفاق غير الغذائية 54.4% كالسكن والنقل والاتصالات والتدفئة وغيرها.
عام من المسح
وقال مدير المكتب المركزي للإحصاء شفيق عربش في مؤتمر صحافي لإطلاق النتائج النهائية لمسح دخل ونفقات الأسرة لعام 2009/2010 «إن العمل الميداني لهذا المسح استمر طوال عام 2009 بالتعاون مع معهد فافو في النرويج للدراسات التطبيقية وسبقته أعمال تحضيرية استغرقت عاما كاملا إلى أن تم الوصول لمرحلة معالجة البيانات التي استغرقت أقل من عام».
وضم المسح 28080 أسرة سورية، وكانت العينة عبارة عن عينة طبقية عنقودية منتظمة غطت 780 عنقودا أي ضمت جميع أراضي الجمهورية العربية السورية، وتم تصميمها بالتعاون مع خبراء في المكتب المركزي للإحصاء وخبراء في معهد فافو.
وبلغ متوسط حجم الأسرة في عينة المسح 5.5 أفراد، بحيث كان متوسط عدد أفراد الأسرة في الحضر 5 أفراد و6 أفراد في الريف.
ولفت عربش إلى أن «متوسط إنفاق الأسرة السورية كان له تفاصيله على مستوى المحافظات، وعلى مستوى المحافظة الواحدة في ريفها وحضرها». وبلغ أدنى متوسط للإنفاق في سورية 11208 ليرات شهريا وأعلى متوسط للإنفاق 78680 ليرة شهريا.
وحققت بحسب المسح محافظة دمشق أعلى متوسط للإنفاق بما يعادل 40196 ليرة شهريا وأدني متوسط للإنفاق في دير الزور وقدر ب 24297 ليرة شهريا، وعلى مستوى الحضر كانت حضر طرطوس الأعلى إنفاقا إذ بلغ المتوسط 41503 ليرات شهريا أما حضر دير الزور فكان الأقل إنفاقا حيث بلغ متوسط إنفاق الأسرة 25904 ليرات شهريا.
وفيما يتعلق بالريف، كان ريف طرطوس الأعلى من حيث الإنفاق حيث بلغ متوسط إنفاق الأسرة 31885 ليرة شهريا، وريف ادلب كان الأدنى من حيث متوسط الإنفاق الذي بلغ 22692 ليرة شهريا. وفيما يتعلق بتوزيع الإنفاق لدى الأسر السورية فقد تلا الغذاء، الإيجار الشهري الذي يدفعه السكان بنسبة 17.5% من إنفاق الأسرة ثم النقل ثم الاتصالات ثم الملابس.
دقة الارقام
وخلال المؤتمر سئل عربش عن وجود قناعات لدى البعض بعدم دقة هذه الأرقام فأكد أن «مكتب الاحصاء مهمته تصوير الواقع في لحظة معينة وهذا المسح شمل كل أرجاء سورية ولا يمكن النظر لحالات فردية خاصة واعتبار نتائج المسح غير دقيقة لوجود أسر لا تنفق 30 ألف ليرة شهريا، فالمتوسط يشير إلى وجود أسر تنفق أعلى منه وأدنى منه» مشيرا إلى أن «المكتب المركزي للإحصاء على استعداد لمقابلة من يملك اعتراضا علميا على أي خطوة من خطوات العمل من أجل مناقشته والاعتراف بالخطأ في حال وجد».
وأشار عربش إلى «وجود ارتباط بين المستوى التعليمي لرب الأسرة ومتوسط إنفاقها سواء كان رب الأسرة رجلا أم امرأة، فبلغ متوسط إنفاق الأسرة التي يملك ربها شهادة جامعية وما فوق 49544 ليرة شهريا، في حين بلغ متوسط الإنفاق الشهري للأسر التي يديرها أمي 25753 ليرة شهريا».
وكشفت نتائج الدراسة أن الأسر التي تديرها امرأة أكثر ترشيدا من الأسر التي يديرها رجل فبلغ متوسط الإنفاق الشهري للأسر التي تدار بواسطة امرأة 26419 ليرة شهريا، أما متوسط إنفاق الأسر التي يديرها رجل فبلغ 31332 ليرة شهريا.
وفي تفاصيل الإنفاق على الغذاء بين المسح أن زمرة الخضراوات والبقول احتلت المرتبة الأولى في الإنفاق بنسبة 16.7% من إنفاق الأسرة على الغذاء تليها اللحوم بنسبة 16% ثم الحبوب ومشتقاتها بنسبة 13.5% علما أن الخبز يشكل ثلث الإنفاق في هذه النسبة.
ونوه عربش إلى أن «متوسط استهلاك الفرد للخبز إذا ما قورن بنتائج مسح الإنفاق لعام 2004 يتبين أنه قد زاد من 420غ إلى 470غ يوميا».
ومن ضمن بنود الإنفاق ضم المسح بند الإنفاق للعناية الشخصية بالصحة وبلغت حصة الأدوية من هذا الإنفاق 40%، وفيما يتعلق بنفقات النقل بينت النتائج أن أصل شراء السيارات الخاصة احتل المرتبة الأولى بنسبة 43% من الإنفاق على النقل تلاه النقل البري بنسبة 27.5% ثم الإنفاق على وقود السيارات الخاصة بنسبة 22%.
وفيما يخص الإنفاق على التعليم، بلغت نسبة الإنفاق على التعليم العالي 40% من إجمالي الإنفاق على التعليم، و25% على الإنفاق على التعليم الأساسي وما قبله، وما تبقى للإنفاق على مراحل التعليم الأخرى.
الكهرباء والمازوت
وبين المسح أن الأسر تنفق وسطيا 908 ليرات على الكهرباء والماء شهريا ويشكل هذا الإنفاق 2.9% من الإنفاق الكلي، وتنفق 1021 ليرة شهريا بشكل وسطي على المازوت ويشكل هذا الإنفاق 3.3% من الإنفاق الكلي، في حين تنفق وسطيا 1221 ليرة شهريا على الاتصالات الأرضية والخليوية بمعدل 4% من الإنفاق.
يشار إلى أن هذا المسح هو الثالث، إذ يجري بشكل دوري كل 5 سنوات وكان الأول عام 1997 والثاني عام 2004 إضافة إلى مسح جزئي عام 2007.
ويذكر أن المكتب المركزي للإحصاء يعمل على إصدار مجموعة إحصائية سنوية ترصد جميع المؤشرات والمعطيات الإحصائية في سورية، ويعتبر الجهة الوطنية الوحيدة المخولة حكوميا بإنتاج وصناعة الرقم الإحصائي، حيث لا تستطيع أي جهة أخرى القيام بإحصاءات أو بحوث أو مسوح دون موافقة المكتب وإشرافه.
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)