بين شظايا الوجود هناك في تجمع نقاط الحضارة الباقية من خلال حجارتها القديمة السمراء بقي حمام السوق القديم باقي مع تعدد الأجيال التي مرت على إدارته ابتداءً من الأجداد فالآباء ومن ثم الأبناء لتبقى رغم السنين الثلاثمائة التي مرت على بلاطات أرضياته المزينة بألوان الحياة وأختام من وقعوا بأجسادهم عليها ومن ثم ولوا الرحيل ليتركوها هي فقط وحدها باقية رغم صعوبة صد الرياح.
الحمام الجديد هذا اسمه اليوم ويعود هذا الاسم إلى أن الأسرة التي استثمرت الحمام منذ أكثر من مئة عام من صالح الجامع الجديد القريب منه اليوم في محلة تدعى بساحة أوغاريت حيث أن الحمام يعد إلى الآن وقفاً للمسجد القديم نفسه الذي يدعى بالجامع الجديد حالياً.
خلف الجدران النائمة لا تريك عينيك سوى البخار المتصاعد منذ اليوم الأول لانطلاقة هذا الحمام وبين عتباته القديمة والتي وجدت من حجارة وقديم الثلاثة قرون الماضية،وعند لقاءك للوهلة الأولى بعتبة الحمام الجديد اسماً والقديم ببنائه يتلقاك عجوز باسم الوجه وبكلمات الود والترحيب الكثيرة تصبح في بهو كبير ومرتب وخبايا الجدران يغطيها سجاد أحمر اللون وبلاطات ارتمت على الأرض فخورة بنفسها وموجودة من قدم المكان وأصالته.
الحاج أنس دباغ واحد من مالكي الحمام وحين لقاءه مع "نوبلز نيوز" قال هذا الحمام هو الأقدم في المحافظة ولم يبق من الحمامات القديمة التي كانت تقارب 13 حماما إلا هذا الحمام القديم بكل ما فيه من قباب ومسطحات باتونية مسلحة منذ ثلاثة قرون تقريباً ولا ننسى منظر القبة الكبيرة والمفتوحة إلى العالم الخارجي من خلال فتحات مدورة للسماح للبخار بالصعود والتخلل من خلالها.
أما عن مدى الإقبال على هذا النوع من الحمامات في ظل انتشار الحمامات الحديثة والمتطورة تقنياً ومكانياً :أن من اعتاد على الماضي بقي في حياة الماضي في كل تحركاته اليومية وما ظهر اليوم من تطور و تقانة كفيل في استراحة مميزة ولكن الأحجار القديمة و لمة الشبان من بعد حمام ممتع كفيل أن يعطي استراحة أكثر تميزاً وأكثر متعة من خلال الراحة النفسية والمناخ الشعبي الذي سيضفيه اللقاء وعدا عن ذلك ما يفضل تناوله من مشروبات ساخنة وباردة ولا تنسى الأركيلة وكثير من الناس يأتون فقط إلى هنا من اجلها من بعد الاستحمام و قضاء جلسة سمر لا تنسى.
الحمام والعديد من المباني القديمة اليوم باتت تنتهي مكان بعد مكان لتتحول إلى مبان حديثة ترتفع عن سطح الأرض، فالعمران الحديث قضى على كل قديم وتراثي، فحتى الحمامات والسينمات وبعض الخانات انتهى مشهدها التراثي والاثري وقضى على جماليتها وتاريخ كل من مر على تلك الاحجار.
__________________
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض مااعنيه؟! وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها ؟! فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري .. وهذه كتاباتي بين يديكم .. أكتب مااشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به .. انقل هموم غيري بطرح مختلف .. وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية .. هي في النهاية .. مجرد رؤيه لإفكاري مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً يجبر قلمي على أن يحترمه ..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)