!
نعم.. هذه ليست مبالغة؛ أن تحج وأنت في مكانك...والمقصود
بذلك أن تعمل مجموعة من الأعمال التعبدية، طاعة للهسبحانه وتعالى، فتحصل
بسببها على أجر ومثوبة، كأنك قد حججت وعملت عمــرة ..


ذلـك إنه لما كان الحج من أفضل الأعمال،والنفوس تتوق إليه لما وضعـه الله في القلوب من الحنين إلى ذلك البيت المعظم،
وكان
كثير من الناس يعجزون عنه، لا سيما كل عام،شرع الله لعباده أعمالا يبلغ
أجرها أجر الحج، فيتعوض بذلك العاجزون عن التطوعبالحج..


الجهاد أفضل منحج التطوع :..

قال
الله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّوَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِوَجَاهَدَ فِي
سَبِيلِ اللهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِيالْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِيسَبِيلِ
اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَة عِنْدَ اللهِ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [التوبة: 19-20].

فالآيتان تدلان
على أن أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من أعمال النوافل قد يكون
أفضل من حج التطوع، كما تدل الآيتان على أن أفضل ذلك الجهاد مع الإيمان،
فدل ذلك على أن التطوع بالجهاد أفضل من التطوع بعمارة المسجد الحرام،
وسقاية الحاج.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة
رضيالله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الأعمال الإيمان
باللهورسوله، ثم جهاد في سبيل الله، ثم حج مبرور". [رواه البخاري ومسلم].

قال
بعض الصحابة عن الغزو: "ابدأ بنفسك فاغزها، وابدأ بنفسكفجاهدها، وأعظم
مجاهدة النفس على طاعة الله عمارة بيته بالذكر والطاعة، قالتعالى:
{
إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ
الآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ
اللهََ} [التوبة :18].

فضل ذكر الله تعالى

ورد
في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاءالفقراء إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموالبالدرجات
العلى والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضليحجون
بها ويعتمرون، ويجاهدون ويتصدقون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا
أحدثكم بما إن أخذتم به لحقتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من
أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة
ثلاثا وثلاثين".

وفي رواية مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه أن أُناسا
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: يا رسول الله: ذهب أهل
الدُثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول
أموالهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوليس قد جعل الله لكم ماتصدقون
به؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة
صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بُضع أحدكم صدقة".




أجــر حــج و عمــرة : ..

في
الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى الصبح فيجماعة، ثم جلس
في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كان له مثلأجر حجة
وعمرة تامة".. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تامة تامة تامة".

وفي
سنن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تطهر في بيته،ثم خرج
إلى المسجد لأداء صلاة مكتوبة، فأجره مثل أجر الحاج المحرم، ومن خرجلصلاة
الضحى كان له مثل أجر المعتمر".



نفعني الله واياكم