أصبحت مسألة التنبؤ بالطقس من المسائل الصعبة جداً وأصبح هناك حاجة لإيجاد وسيلة تقوم بهذه العملية ووجدوا أن أجهزة الكمبيوتر هي خير وسيلة لإتمام مثل هذه العمليات حيث قامت بعض المراصد العالمية مثل مرصد نوا الأمريكي والمرصد الأوروبي والمرصد الصيني بصنع أجهزة كمبيوتر عملاقة يبلغ طولها عدة أمتار بالتعاون مع شركات صناعة الكمبيوتر مثل IBM وDEL وشركات أخرى عالمية، يمكنها تحليل سلسلة طويلة من البيانات خلال ساعات قليلة وتعتمد دقة البيانات المخرجة أو ما يعرف ( بالعددية) على دقة البيانات المدخلة من محطات الرصد المنتشرة حول العالم .
والأمر الثاني على سرعة الكمبيوتر في التعامل مع الكم الكبير من البيانات الواردة حيث تصل سرعة هذه الكمبيوترات إلى 69700000000000 عمليــــة حسابية في الثانية الواحدة وهي ما يحتاج إليه الإنسان في تحليلها من خلال آلة حاسبة إلى 300 ألف سنة ويحتوي على 2000 كيلو متر من الأسلاك النحاسية داخل الصندوق، وبلغت تكاليف آخر تحديث لهذه الكمبيوترات في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي نوأ الأمريكية 180 مليون دولار.
تستقبل هذه الأجهزة بيانات الضغط الجوي والحرارة والرطوبة واتجاه الرياح وقياس نسبة الغازات والهباء الجوي في جميع مستويات الغلاف الجوي وحتى ارتفاعات تزيد على 100 كيلو متر ،كما تقوم بتحليل درجات الحرارة فوق المحيطات والبحار حتى عمق 2000 متر، جزء من هذه البيانات يؤخذ عن طريق الأقمار الصناعية والجزء الآخر يتم عن طريق محطات الرصد المنتشرة في جميع أنحاء العالم.
حققت هذه الأجهزة العملاقة نسبة تحسن في التنبؤ بالطقس والمناخ زادت على السابق بـ 30 في المائة لتكون النسبة الحالية 60 في المائة، ويعتبر هذا الرقم إنجازا كبيرا وثورة عالمية متقدمة في مجال التنبؤات الجوية العددية، ويتم إصدار التوقعات بمعدل من ثلاث إلى ست مرات في اليوم، ويتم نشر أغلب هذه التوقعات عن طريق مواقع الإنترنت بالتفصيل حيث يتم إصدار خرائط متعددة منها ما هي خاصة بدرجات الحرارة في جميع مستويات الغلاف الجوي وخرائط المطر واتجاه الرياح في جميع طبقات الجو ، وكذلك خرائط خاصة بنسبة الرطوبة في مستويات الغلاف الجوي ونقطة النداء وحرارة المحيطات والضغط الجوي في جميع مستويات الغلاف الجوي وخرائط كثيرة تهم البحارة والطيارين والمسافرين عبر الخطوط البرية وهي متاحة مجاناً لمن يريد التعرف على حالة الطقس في أي جزء من أجزاء الكرة الأرضية.
ساعدت هذه الأجهزة على التقليل من المخاطر الطبيعية الناجمة عن التقلبات الجوية مثل الأعاصير والعواصف والرياح الباردة والحرارة الشديدة.
ومازالت المرصد العالمية المشهورة تبحث عن نتائج أفضل في مجال التنبؤات الجوية حيث إن هناك إخفاقا كبيرا في التوقعات الطويلة ومتوسطة المدى، التي تزيد على أسبوع ومازالت بعض المراصد العالمية تتسابق في تطوير مجال الرصد العددي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)