باب الباء مع الهمزة وما يليهما
البئر: مهموزة الوسط وهي. الجب معروفة وجمعها بئار وأبار وتقلب فيقال ابار وحافرها بئار ويقال، بأر وبأرت بئرا إذا حفرتها، واشتقاق ذلك من بأرت الشيء وابتأرته إذا ختأته وادخرته. قال الأموي ومنه قيل - للحفرة البؤرة. ويوم البئر من أيام العرب.
بئر أرما: بفتح الهمزة من أرما وسكون الراء وميم وألف مقصورة، بئر على ثلاثة أميال من المدينة عندها كانت غزاة ذات الرقاع.
بئر أريس: بفتح الهمزة وكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف وسين مهملة. بئر بالمدينة ثم بقبا مقابل مسجدها. قال أحمد بن يحيى بن جابر نسبت إلى أريس رجل من المدينة من اليهود عليها مال لعثمان بن عفان رضي الله عنه وفيها سقط خاتم النبي من يد عثمان في السنة السادسة من خلافته واجتهد في استخراجه بكل ما وجد إليه سبيلا فلم يوجد إلى هذه الغاية فاستدلوا بعده على حادث في الإسلام عظيم وقالوا إن عثمان لما مال عن سيرة من كان قبله كان أول ما عوقب به ذهاب خاتم رسول الله من يده وقد كان قبله في يد أبي بكر ثم في يد عمر ثم في يد عثمان رضي الله عنهم، والأريس في لغة أهل الشام الفلاح وهو الأكار وجمعه أريسون وأرارسة وأرارس في الأصل جمع أريس بتشديد الراء وأظنها لغة عبرانية وأحسب أن الرئيس مقدم القرية تعريبه.
بئر الأسود: قال محمد بن إسحاق الفاكهي في كتاب مكة. بئر الأسود بمكة منسوبة إلى الأسود بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي وهي في الأصل ثنية أم قردان.
بئر ألية: بلفظ أليه الشاة. ذكرت في ألية.
بئر أنا: بفتح الهمزة وتشديد النون والقصر. هكذا ذكره ابن إسحاق، وقال عبد الملك بن هشام النحوي إنما هو بئر أني بشديد النون والياء، قال ابن إسحاق: لما أتى رسول الله بني قريظة نزل على بئر من ابارها وتلاحق به الناس.
بئر بضاعة: بالضم ويروى بالكسر. في دار بني ساعد وقد ذكرت في بضاعة.
بئر بني بريمة: بضم الباء الموحدة كأنه تصغير برمة. وبنو بريمة من بني عبد الله بن غطفان قرب معدن البئر بنجد.
بئر جشم: بضم الجيم وفتح الشين المعجمة. بالمدينة.
بئر جمل: بالجيم بلفظ الجمل من الإبل، موضع بالمدينة فيه مال من أموالها.
بئر حاء: بالحاء المهملة ويقال بيرحا بفتح الباء بغير همزة وبيرحاء بالمد وبيرحا بفتح الباء والراء والقصر وبريحا بفتح الباء وكسر الراء وياء ساكنة وحاء مقصورة. كل ذلك قد روي في اسم هذا الموضع، وهو أرض كانت لأبي طلحة بالمدينة قرب المسجد ويعرف بقصر بني جديلة. وسنذكره بمشيئة الله وعونه بوجوهه وروايته في آخر هذا الباب.
بئر حصن: منسوبة إلى حصن بن عوف بن معاوية الأكبر بن كليب، كانت ببطن المروت طمها بنو مرة بن حمان. وفيها يقول جرير:
وفي بئر حصن أدركتنا حفيظة ** وقد رد فيها مرتين حفيرها بئر الدريك: كأنه تصغير الدرك. بالمدينة قال قيس بن الخطيم:
كأنا وقد أحلوا لنا عن نسائهم ** أسود لها في غيل بيشة أشبل
ببئر الدريك فاستعدوا لمثلها ** وأصغوا لها اذانكم وتأملوا
وروى أبو عمرو ببئر الدريق: بئر ذروان: بفتح الذال المعجمة وسكون الراء. كذا يقوله رواة كتاب البخاري كافة وكذا روي عن ابن الحذاء، وفي كتاب الدعوات من كتاب البخاري هي. بئر في منازل بني زريق بالمدينة، وقال الجرجاني ورواة مسلم كافة هي بئر ذي أروان. وقال الأصيلي. ذو أروان موضع اخر على ساعة من المدينة وفيه بني مسجد الضرار. وقال الأصمعي وبعضهم يخطىء فيقول بئر ذروان، والذي صححه ابن قتيبة ذو أروان بالتحريك.
بئر رومة: بضم الراء وسكون الواو وفتح الميم. وهي في عقيق المدينة، روي عن النبي أنه قال نعم القليب قليب المزني وهي التي اشتراها عثمان بن عفان فتصدق بها، وروي عن موسى بن طلحة عن رسول الله أنه قال نعم الحفير حفير المزني يعني رومة فلما سمع عثمان ذلك ابتاع نصفها بمائة بكرة وتصدق بها على المسلمين فجعل الناس يسقون منها فلما رأى صاحبها أن قد امتنع منه ما كان يصيب منها باعها من عثمان بشيء يسير فتصدق بها كلها، وقال أبو عبد الله بن مندة رومة الغفاري صاحب بئر رومة روى حديثه عبد الله بن عمر بن أبان بن عبد الرحمن المحاربي عن ابن مسعود عن أبي سلمة عن بئر بن بشير الأسلمي عن أبيه قال لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء وكان لرجل من بني غفار بئر يقال لها رومة كان يبيع منها القربة بالمد فقال له رسول الله بعنيها بعين في الجنة فقال يا رسول الله ليس لي ولعيالي غيرها لا أستطيع ذلك فبلغ ذلك عثمان فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم الحديث. كذا قال رومة الغفاري، ثم قال عين يقال لها رومة، وقال مصعب بن عبد الله الزبيري يذكر رومة ويتشوقها وهو بالعراق:
أقول لثابت والعبن تهمي ** دموعا ما أنهنها انحدارا
أعرني نظرة بقرى دجيل ** تحايلها ظلاما أو نهارا
فقال أرى برومة أو بسلع ** منازلنا معطلة قفارا
وقال أهل السير لما قدم تبع المدينة وكان منزله بقبا واحتفر البئر التي يقال لها بئر الملك وبه سميت فاحتوى ماءها فدخلت عليه امرأة من بني زريق يقال لها فاكهة فشكا إليها وباء بئره فانطلقت واستقت له من ماء رومة ثم جاءته به فشربه فأعجبه فقال لها زيدي فكانت تصير إليه مقامه بالماء من رومة فلما ارتحل قال لها يافاكهة مامعنا من الصفراء ولا البيضاء شيء ولكن ما تركنا من أزوادنا ومتاعنا فهو لك فلما سار نقلت جميع ذلك فيقال أنها وأولادها أكثر بني زريق مالا حتى جاء الإسلام، وقال عبد الله بن الزبير الأسدي يرثي يعقوب بن طلحة بن عبيد الله ومن قتل معه بالحرة:
لعمري لقد جاء الكروس كاظما ** على خبر للمسلمين وجيع
شباب ليعقوب بن طلحة أقفرت ** منازلهم من رومة وبقيع
بئر رئاب: بالمدينة، قال الشاعر:
اسل عمن سلا وصالك عمدا ** وتصابى وما به من تصاب
ثم لا تنسها على ذاك حتى ** يسكن الحي عند بئر رئاب
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
بئر الشعوبي: بفتح الشين المعجمة، والشعوب قرية من نواحي اليمن في مخلاف سنحان..
بثر شوذب: الذال معجمة مفتوحة والباء موحدة. بئر بمكة تنسب إلى مولى معاوية بن أبي سفيان يقال له شوذب وقد دخلت في المسجد، ويقال إن شوذب كان مولى لطارق بن علقمة بن عريج بن جذيمة بن مالك بن سعد بن عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة، ويقال بل كان مولى لنافع بن علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن جمل بن شق الكناني خال مروان بن الحكم بن أبي العاص.
بئر عائشة: بالمدينة منسوب إلى عائشة بن نمير بن واقف رجل من الأؤس وليس هو اسم امرأة عن أحمد بن جيى بن جابر.
بئر عروة: بعقيق المدينة تنسب إلى عروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنه، قال علي بن الجهم:
هذا العقيق فعد أيدي ** العيس من غلوائها
وإذا أطفت ببئر عر ** وة فاسقني من مائها
إنا وعيشك ماذمم ** نا العيش في أفنائها
قال الزبير بن بكار كان من يخرج من مكة و غيرها إذا مر بالعقيق تزود من ماء بئر عروة وكانوا يهدونه إلى أهاليهم ويشربونه في منازلهم قال الزبير ورأيت أبي يأمر به فيغلى ثم يجعله في القوارير ويهديه إلى الرشيد وهو بالرقة، قال السري بن عبد الرحمن الأنصاري:
كفنوني إن مت في درع أروى ** واجعلوا لي من بئر عروة مائي
سخنة في الشتاء باردة الصي ** ف سراج في الليلة الظلماء بئرعكرمة: بمكة تنسب إلى عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
بئرعمرو: بمكة منسوبة إلى عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي. وإليه أيضا ينسب شعب عمرو بمكة.
بئر أبي عنبة: بلفظ واحدة العنب. بئر بينها وبين مدينة رسول الله مقدار ميل وهناك اعترض رسول الله أصحابه عند مسيره إلى بدر، وفي حديث لقد ربيته حتى سقافي من بئر أبي عنبة أو لفظ هذا معناه، وقد جاء ذكرها في غير حديث.
بئر غدق: بالتحريك أوله غين معجمة واخره قاف غدقت العين والبئر فهي غدقة أي عذبة وماء غدق أي عذب، وهي بئر بالمدينة وعندها أطم البلويين الذي يقال له القاع.
بئر غرس: بسكون الراء وسين مهملة. بئر بالمدينة ذكرت في غرس.
بئر مرق: بفتح الميم وسكون الراء وقاف ويروى بفتح الراء، بئر بالمدينة ذكرها في حديث الهجرة.
بئر مطلب: بضم الميم وفتح الطاء وكسر اللام. قال أحمد بن يحيى بن جابر، بئر المطلب على طريق العراق وهي منسوبة إلى المطلب بن عبد الله بن حنظب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم هكذا يقول النسابون حنظب بضم الحاء المهملة والظاء المعجمة والمحدثون يفتحون الحاء ويهملون الطاء والحنظب الذكر من الجدي والحنظب لا أدري ما هو قيل قدم صخر بن الجعد الخضري المحاربي إلى المدينة فأتى تاجرا يقال له سيار فابتاع منه بزا وعطرا وقال له تأتيني غدوة فأقضيك وركب من تحت ليلته وخرج إلى البادية فلما أصبح سيار سأل عنه فعرف خبره فركب في جماعة من أصحابه في طلبه حتى أتوا بئر مطلب وهي على سبعة أميال من المدينة وقد جهدوا من الحر فنزلوا عليها وأكلوا تمرا كان معهم وأراحوا دوابهم وسقوها حتى إذا أراحوا انصرفوا راجعين وبلغ الخبر صخرا. فقال:
أهون علي بيسار وصفوته ** إذا جعلت سرارا دون سيار
إن القضاء سيأتي بعده زمن ** فاطوي الصحيفة واحفظها من الفار
يسائل الناس هل أحسستم أحدا ** محاربيا أتى من دون أظفار
وما جلبت إليهم غير راحلة ** وغير قوس وسيف جفنه عار
وما أريتهم إلا ليدفعهم ** عني ويخرجني نقضي وإمراري
حتى استغاثوا بألوى بئر مطلب ** وقد تحرق منهم كل تمار
وقال أولهم نصحا لآخرهم ** ألا ارجعو واتركوا الأعراب في النار بئر معاوية: بين عسفان ومكة. منسوبة إلى أبي عبيد الله معاوية بن عبد الله وزير المهدي كان المهدي أقطعه هذا الموضع فيما أقطعه لما استوزره فسيمت يه.
بئر معونة: بالنون، قال ابن اسحاق بئر معونة. بين أرض بني عامر وحرة بني سليم. وقال كلا البلدين منها قريب إلا أنها إلى حرة بني سليم أقرب، وقيل بئر معونة بين جبال يقال لها أبلى في طريق المصعد من المدينة إلى مكة وهي لبني سليم، قاله عرام. وقال أبو عبيدة في كتاب مقاتل الفرسان بئر معونة ماء لبني عامر بن صعصعة، وقال الواقدي بئر معونة في أرض بني سليم وأرض بني كلاب وعندها كانت قصة الرجيع و الله أعلم.
بئر الملك: بالمدينة منسوبة إلى تبع وقد ذكرت في بئر رومة.
بئر أبي موسى: هو الأشعري، قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق الفاكهي في كتاب مكة من تصنيفه شلقان وكيل بغا مولى المتوكل هو الذي بنى بئر أبي موسى الأشعري بالمعلاة في سنة 242 بعد أن كانت مدكوكة وهي قائمة إلى اليوم على باب شعب أبي دب بالحجون.
بئر ميمون: بمكة، منسوبة إلى ميمون بن خالد بن عامر بن الحضرمي كذا وجدته بخط الحافظ أبي الفضل بن ناصر على ظهر كتاب، ووجدت في موضع آخر أن ميمون صاحب البئر هو أخو العلاء بن الحضرمي والي البحرين حفرها بأعلى مكة في الجاهلية وعندها قبر أبي جعفر المنصور وكان ميمون حليفا لحرب بن أمية بن عبد شمس واسم الحضرمي عبد الله بن عماد، قال الشاعر:
تأمل خليلي هل ترى قصر صالح ** وهل تعرف الأطلال من شعب واضح
إلى بئر ميمون إلى العيرة التي ** بها ازدحم الحجاج بين الأباطح
بئر يقظان: بالظاء المعجمة أوله ياء. ماء لبني نمير وأكثر ما يقال لها البئر غير مضافة. قال أبو زياد وكان يقظان قد اهترى أي ذهب عقله.
باب الباء والأف وما يليهما
با أيوب: هو تخفيف أبي أيوب هكذا جاء. قرية كبيرة بين قرميسين وهمذان عن يمين الطريق للقاصد من بغداد إلى همذان، منسوب فيما قيل إلى رجل من جرهم يقال له أبو أيوب وكانت بها أبنية نقضت وتعرف هذه القرية بالدكان وبالقرب منها بحيرة صغيرة في رأي العين يقال إنه غرق فيها بعض الملوك فبذلت أمه لمن يخرجه الرغائب فلما أعياها إخراجه عزمت على طمرها فحشرت الناس وجاؤا بالتراب وألقوه فيها فلم يؤثر شيئا فأيست من ذلك فجاءت آخرا بحملة من التراب واحدة فأمرت بصبها على شفير البحيرة فكانت تلا عظيما فهو إلى الآن باق وأرادت أن تعرف الناس أنها لم تعجز عن شيء ممكن وماء هذه البحيرة يصب في واد وحياض تحتها.
بابان: باآن وألف ونون بأي بابان. محلة بأسفل مرو، ينسب إليها أبو سعيد عبدة بن عبد الرحيم بن حبان الباباني المروزي سمع الكثير وسافر إلى الشام والعراق ومصر ومات بدمشق سنة 244.
الباب: ويعرف بباب بزاعة. بليدة من طرف وادي بطنان من أعمال حلب بينها وبين منبج نحو ميلين إلى حلب عشرة أميال وهي ذات أسواق يعمل فيها كرباس كثير ويحمل إلى مصر ودمشق وينسب إليها.
باب: جبل قزب هجر من أرض البحرين. وباب أيضا من قرى بخارى، حدث من أهلها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إسحاق الأسدي البابي روى عنه خلف الخيام ونسبه قاله ابن طاهر، وقال أبو سعد بابه بالهاء وستذكر إن شاء الله تعالى.
باب الأبواب: ويقال له الباب غير مضاف والباب والأبواب وهو الدربند دربند شروان. قال الإصطخري وأما باب الأبواب فإنها مدينة ربما أصاب ماء البحر حائطها وفي وسطها مرسى السفن وهذا المرسى من البحر قد بني على حافتي البحر سدين وجعل المدخل ملتويا وعلى هذا الفم سلسلة ممدودة فلا مخرج للمركب ولا مدخل إلا بإذن وهذان السدان من صخر ورصاص وباب الأبواب على بحر طبرستان وهو بحر الخزر وهي مدينة تكون أكبر من أردبيل نحو ميلين في ميلين ولهم زروع كثيرة وثمار قليلة إلا ما يحمل إليهم من النواحي وعلى المدينة سور من الحجارة ممتد من الجبل طولا في غير ذي عرض لا مسلك على جبلها إلى بلاد المسلمين لدروس الطرق وصعوبة المسالك من بلاد الكفر إلى بلاد المسلمين ومع طول السور فقد مد قطعة من السور في البحر شبه أنف طولاني ليمنع من تقارب السفن من السور وهي محكمة البناء موثقة الأساس من بناء أنوشروان وهي أحد الثغور الجليلة العظيمة لأنها كثيرة الأعداء الذين حلوا بها من أمم شتى وألسنة مختلفة وعدد كثير وإلى جنبها جبل عظيم يعرف بالذئب يجمع في رأسه في كل عام حطب كثير ليشعلوا فيه النار إن احتاجوا إليه ينذرون أهل أذربيجان وأزان وأرمينية بالعدو إن دهمهم، وقيل إن في أعلى جبلها الممتد المتصل بباب الأبواب نيفا وسبعين أمة لكل أمة لغة لا يعرفها مجاورهم وكانت الأكاسرة كثيرة الاهتمام بهذا الثغر لا يفترون عن النظر في مصالحه لعظم خطره وشدة خوفه وأقيمت لهذا المكان حفظة من ناقلة البلدان وأهل الثقة عندهم لحفظه وأطلق لهم عمارة ما قدروا عليه بلا كلفة للسلطان ولا مؤامرة فيه ولا مراجعة حرصا على صيانته من أصناف الترك والكفر والأعداء، فممن رتبوا هناك من الحفظة أمة يقال لهم طبرسران وأمة إلى جنبهم تعرف بفيلان وأمة يعرفون باللكز كثير عددهم عظيمة شوكتهم والليران وشروان وغيرهم وجعل لكل صنف من هؤلاء مركز يحفظه وهم أولوا عدد وشدة رجالة وفرسان، وباب الأبواب فرضة لذلك البحر يجتمع إليه الخزر والسرير وسندان وخيزان وكرج ورقلان وزرنكران وعميك هذه من جهة شماليها ويجتمع إليه أيضا من جرجان وطبرستان والديلم والجبل، وقد يقع بها شغل ثياب كتان وليس بأران وأرمينية وأذربيجان كتان إلا بها وبرساتيقها وبها زعفران ويقع بها من الرقيق من كل نوع، وبجنبها مما يلي بلاد الإسلام رستاق يقال له مسقط ويليه بلد اللكز وهم أمم كثيرة ذوو خلق وأجسام وضياع عامرة وكور مأهولة فيها أحرار يعرفون بالخماشرة وفوقهم الملوك ودونهم المشاق وبينهم وبين باب الأبواب بلد طبرسران شاه وهم بهذه الصفة من البأس والشدة والعمارة الكثيرة إلا أن اللكز أكثر عددا وأوسع بلدا وفوق ذلك فيلان وليس بكورة كبيرة وعلى ساحل هذا البحر دون المسقط مدينة الشابران صغيرة حصينة كثيرة الرساتيق، وأما المسافات فمن أتل مدينة الخزر إلى باب الأبواب اثنا عشر يوما ومن سمندر إلى باب الأبواب أربعة أيام وبين مملكة السرير إلى باب الأبواب ثلاثة أيام، وقال أبو بكر أحمد بن محمد الهمداني وباب الأبواب أفواه شعاب في جبل القبق فيها حصون كثيرة منها باب صول وباب اللأن وباب الشابران وباب لازقة وباب بارقة وباب سمسجن وباب صاحب السرير وباب فيلانشاه وباب طارونان وباب طبرسران شاة وباب إيران شاه، وكان السبب في بناء باب الأبواب على ما حدث به أبو العباس الطوسي قال هاجت الخزر مرة في أيام المنصور فقال لنا أتدرون كيف كان بناء أنوشروان الحائط الذي يقال له الباب قلنا لا قال كانت الخزر تغير في سلطان فارس حتى تبلغ همذان والموصل فلما ملك أنوشروان بعث إلى ملكهم فخطب إليه ابنته على أن يزوجه إياها ويعطيه هو أيضا ابنته ويتوادعا ثم يتفرغا لأعدائهما فلما أجابه إلى ذلك عمد أنوشروان إلى جارية من جواريه نفيسة فوجه بها إلى ملك الخزر على أنها ابنته وحمل معها ما يحمل مع بنات الملوك وأهدى خاقان إلى أنوشروان ابنته فلما وصلت إليه كتب إلى ملك الخزر لو التقينا فأوجبنا المودة بيننا فأجابه إلى ذلك وواعده إلى موضع سماه ثم التقيا فأقاما أياما ثم أن أنوشروان أمر قائدا من قواده أن يختار ثلاثمائة رجل من أشداء أصحابه فإذا هدأت العيون أغار في معسكر الخزر فحرق وعقر ورجع إلى العسكر في خفاء ففعل فلما أصبح بعث إليه خاقان ما هذا الذي بيت عسكري البارحة فبعث إليه أنوشروان لم تؤت من قبلنا فابحث وانظر ففعل فلم يقف على شيء ثم أمهله أياما وعاد لمثلها حتى فعل ثلاث مرات وفي كلها يعتذر ويسأله البحث فيبحث فلا يقف على شيء فلما أثقل ذلك على خاقان دعا قائدا من قواده وأمره بمثل ما أمر به أنوشروان فلما فعل أرسل إليه أنوشروان ما هذا أستبيح عسكري الليلة وفعل بي وصنع فأرسل إليه خاقان ما أسرع ما ضجرت قد فعل هذا بعسكري ثلاث مرات وإنما فعل بك أنت مرة واحدة فبعث إليه أنوشروان هذا عمل قوم يريدون أن يفسدوا فيما بيننا وعندي رأي لو قبلته رأيت ما تحب قال وما هو قال تدعني أن أبني حائطا بيني وبينك واجعل عليه بابا فلا يدخل بلدك إلا من تحب ولا يدخل بلدي إلا من أحب فأجابه إلى ذلك وانصرفى العسكر في خفاء ففعل فلما أصبح بعث إليه خاقان ما هذا الذي بيت عسكري البارحة فبعث إليه أنوشروان لم تؤت من قبلنا فابحث وانظر ففعل فلم يقف على شيء ثم أمهله أياما وعاد لمثلها حتى فعل ثلاث مرات وفي كلها يعتذر ويسأله البحث فيبحث فلا يقف على شيء فلما أثقل ذلك على خاقان دعا قائدا من قواده وأمره بمثل ما أمر به أنوشروان فلما فعل أرسل إليه أنوشروان ما هذا أستبيح عسكري الليلة وفعل بي وصنع فأرسل إليه خاقان ما أسرع ما ضجرت قد فعل هذا بعسكري ثلاث مرات وإنما فعل بك أنت مرة واحدة فبعث إليه أنوشروان هذا عمل قوم يريدون أن يفسدوا فيما بيننا وعندي رأي لو قبلته رأيت ما تحب قال وما هو قال تدعني أن أبني حائطا بيني وبينك واجعل عليه بابا فلا يدخل بلدك إلا من تحب ولا يدخل بلدي إلا من أحب فأجابه إلى ذلك وانصرف خاقان إلى مملكته وأقام أنوشروان يبني الحائط بالصخر والرصاص وجعل عرضه
ثلاثمائة ذراع وعلوه حتى ألحقه برؤس الجبال ثم قاده في البحر فيقال إنه نفخ الزقاق وبنى عليها فأقبلت تنزل والبناء يصعد حتى استقرت الزقاق على الأرض ثم رفع البناء حتى استوى مع الذي على الأرض في عرضه وارتفاعه وجعل عليه بابا من حديد ووكل به مائة رجل يحرسونه بعد أن كان يحتاج إلى مائة ألف رجل ثم نصب سريره على الفند الذي صنعه على البحر وسجد سرورا بما هيأه الله على يده ثم استلقى على ظهره وقال الآن حين استرحت. قال ووصف بعضهم هذا السد الذي بناه أنوشروان فقال إنه جعل طرفا منه في البحر فأحكمه إلى حيث لا يتهيا سلوكه وهو مبني بالحجارة المنقورة المربعة المهندمة لا يقل أصغرها خمسون رجلا وقد أحكمت بالمسامير والرصاص وجعل في هذه السبعة فراسخ سبعة مسالك على كل مسلك مدينة ورتب فيها قوم من المقاتلة من الفرس يقال لهم الانشاستكين وكان على أرمينية وظائف رجال لحراسة ذلك السور مقدار ما يسير عليه عشرون رجلا بخيلهم لا يتزاحمون. وذكر أن بمدينة الباب على باب الجهاد فوق الحائط اسطوانتين من حجر على كل أسطوانة تمثال أسد من حجارة بيض وأسفل منهما حجرين على كل حجر تمثال لبوتين وبقرب الباب صورة رجل من حجر وبين رجليه صورة ثعلب في فمه عنقود عنب وإلى جانب المدينة صهريج معقود له درجة ينزل إلى الصهريج منها إذا قل ماؤه وعلى جنبي الدرجة أيضا صورتا أسد من حجارة يقولون أنهما طلسما السور، وأما حديثها أيام الفتوح فإن سلمان بن ربيعة الباهلي غزاها في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتجاوز الحصنين وبلنجر ولقيه خاقان ملك الخزر في جيشه خلف نهر بلنجر فاستشهد سلمان بن ربيعة وأصحابه وكانوا أربعة آلاف فقال عبد الرحمن بن جمانة الباهلي يذكر سلمان بن ربيعة وقتيبة بن مسلم الباهليين يفتخر بهما: وإن لنا قبرين قبر بلنجر ** وقبر بصين أستان يا لك من قبر
فهذا الذي بالصين عمت فتوحه ** وهذا الذي يسقى به سبل القطر
يريد أن الترك أو الخزر لما قتلوا سلمان بن ربيعة وأصحابه كانوا يبصرون في كل ليلة نورا عظيما على موضع مصارعهم فيقال إنهم دفنوهم وأخذوا سلمان بن ربيعة وجعلوه في تابوت وصيروه إلى بيت عبادتهم فإذا أجدبوا أو أقحطوا أخرجوا التابوت وكشفوا عنه فيسقون، ووجدت في موضع اخر أن أبا موسى الأشعري لما فرغ من غزو أصبهان في أيام عمر بن الخطاب في سنة 19 أنفذ سراقة بن عمرو وكان يدعى ذا النون إلى الباب وجعل في مقدمته عبد الرحمن بن ربيعة وكان أيضا يدعى ذا النون وسار في عسكره إلى الباب ففتحه بعد حروب جرت، فقال سراقة بن عمرو في ذلك:
من يك سائلا عني فإني ** بأرض لا يؤاتيها القرار
بباب الترك ذي الأبواب دار ** لها في كل ناحية مغار
تذود جموعهم عما حوينا ** ونقتلهم إذا باح السرار
صددنا كل فرج كان فيها ** مكابرة إذا سطع الغبار
وأفحمنا الجبال جبال قبج ** وجاور دورهم منا ديار
وبادرنا العدو بكل فج ** نناهبهم وقد طار الشرار
على خيل تعادى كل يوم ** عتادا ليس يتبعها المهار وقال نصيب يذكر الباب ولا أدري أي باب أراد.
ذكرت مقامي ليلة الباب قابضا ** على كف حوراء المدامع كالبدر
وكدت ولم أملك إليك صبابة ** أطير وفاض الدمع مني على نحري
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** كليلتنا حتى أرى وضح الفجر
أجود عليها بالحديث وتارة ** تجود علينا بالرضاب من الثغر
فليت إلهي قد قضي ذاك مرة ** فيعلم ربي عند ذلك ما شكري
وينسب إلى باب الأبواب جماعة، منهم زهير بن نعيم البابي. وإبراهيم بن جعفر البابي قال عبد الغني بن سعيد كان يفيد بمصر وقد أدركته وأظنهما يعني زهيرا وإبراهيم ينسبان إلى باب الأبواب وهي مدينة دربند، والحسن بن إبراهيم البابي حدث عن حميد الطويل عن أني عن النبي : تختموا بالعقيق فإنه ينفي الفقر روى عنه عيسى بن محمد بن محمد البغدادي، وهلال بن العلاء البابي روى عنه أبو نعيم الحافظ، وفي الفيصل زهير بن محمد البابي ومحمد بن هشام بن الوليد بن عبد الحميد أبو الحسن المعروف بابن أبي عمران البابي روى عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج الكندي روى عنه مسعر بن علي البرذعي، وحبيب بن فهد بن عبد العزيز أبو الحسن البابي حدث عن محمد بن دوستي عن سليمان الأصبهاني عن بختويه عن عاصم بن إسماعيل عن عاصم الأحول حدث عنه أبو بكر الاسماعيلي وذكر أنه سمع قبل السبعين ومائتين على باب محمد بن أبي عمران المقابري، ومحمد بن أبي عمران البابي الثقفي واسم أبي عمران هشام أصله من باب الأبواب نزل ببزذعة روى عن إبراهيم بن مسلم الخوارزمي.
باب البريد: بفتح الباء الموحدة وكسر الراء بلفظ البريد وهو الرسول. اسم لأحد أبواب جامع دمشق وهو من أنزه المواضع، وقد كثرت الشعراء من ذكره ووصفه والتشوق إليه. فمن ذلك قول علي بن رضوان الساعاتي شاعر عصري.
ألمت سليمى والنسيم عليل ** فخيل لي أن الشمال شمول
كأن الخزامى صفقت منه قرقفا ** فللسكر أعناق المطي تميل
تلاقت جفون ما تلاقي قصيرة ** وليل مشوق بالغرام طويل
شديد إلى باب البريد حنينه ** وليس إلى باب البريد سبيل
ديار فأما ماؤها فمصفق ** زلال وأما ظلها فظليل
نحلت وما قولي نحلت تعجبا ** هل الحب إلا لوعة ونحول
باب التبن: بلفظ التبن الذي تأكله الدواب. اسم محلة كبيرة كانت ببغداد على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر وهي الآن خراب صحراء يزرع فيها، وبها قبر عبد الله بن أحمد بن حنبل رضي الله عنه دفن هناك بوصية منه وذاك أنه قال قد صح عندي أن بالقطيعة نبيا مدفونا ولأن أكون في جوار نبي أحب إلي من أن أكون في جوار أبي ويلصق هذا الموضع في مقابر قريش التي فيها قبر موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ويعرف قبره بمشهد باب التبن مضاف إلى هذا الموضع وهو الان محلة عامرة ذات سور مفردة.
باب توماء: بضم التاء، أحد أبواب مدينة دمشق، لما حاصر المسلمون دمشق في أيام أبي بكر رضي الله عنه نزل أبو عبيدة من قبل باب الجابية ونزل خالد بن الوليد بدير يقال له دير خالد بالجانب الشرقي ونزل يزيد بن أبي سفيان بباب توماء، فقال عبد الرحمن بن أبي سرح وكان من أصحاب يزيد بن أبي سفيان:
ألا أبلغ أبا سفيان عنا بأننا ** على خير حال كان جيش يكونها
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 7 (0 من الأعضاء و 7 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)