هل أتاكم حديث الخيول ! ؟
للشاعر نور الدين عزيزة
( تونس الخضراء )
1
أَيُّـهَـا النّـائمُـونَ بَـيْنَ الطُّبُـولِ
هَـلْ أَتَاكُمْ إِذَنْ ، حَدِيثُ الخُيُـولِ؟
لَمْ يُفِقْـكُـمْ مِنَ السُّـبَـاتِ نَفِـيرٌ
أَوْ صَهِيـلٌ يَحتَـدُّ بَعْدَ الصَّهِيـلِ
أَوْ صَرِيـرٌ تَسَمَّعَتْـهُ الدُّنَـى مِـنْ
أَمَـرِيــكَـا لِمَـا وَرَا كَـابُـــولِ
السُّيُـوفُ السُّيُـوفُ مِـنْ كُلِّ لـَوْنٍ
مِـنْ خَـفِــيٍّ لِمُغْـمَـدٍ مَسْـلُــولِ
وَالدِّمَـاءُ الحَـرَّى تَهَـامَتْ سُيُـولاً
فَـإِذَا بِالسُّيُـولِ فَـوْقَ السُّـيُـولِ
فَكَـأَنَّ الدِّمَـاءَ لَيْسَـتْ دِمَــاءً
بَـلْ جُفَاءً مِنْ فَيْضِ نَهْـرِ النِّيـلِ
وَكَـأَنَّ الجِـرَاحَ لَيْسَـتْ جِـراحًـا
وَكَـأَنَّ القَـتِيــلَ غَـيْـرُ قَتِيــلِ
وَدُمُـوعَ النِّسَـاءِ لَيْسَـتْ دُمُـوعًا
وَعَـوِيـلَ الأَطفَـالِ غَيْـرُ عَـوِيـلِ
وَكَـأَنَّ الجَلِـيـلَ أوْ بَيـتَ لَحْـمٍ
أو جِـنيـنًا مِـنْ كَوكَبٍ مَجْهُـولِ
وَكَـأَنَّ التَّـاريـخَ بَـاتَ سَـرَابًـا
أَوْ كِتَـابًـا مُمَرَّغًـا في الوُحُـولِ
وَكَأنْ لَمْ يَـكُـنْ لَدَيْـنَا جُـيُـوشٌ
وَالرَّعيـلُ الأَعَـزُّ بَعْـدَ الرَّعِيـلِ
وَكـأَنَّ الفُتُـوحَ مَحْـضُ خَيَـالٍ
مِنْ نَسيـجِ البُهْـتَـانِ والتَّدْجِيـلِ
وَخُيُـولَ الفُتُـوحِ لَيْسَتْ خُـيُـولاً
بَلْ دُمَـى صِبْيَةٍ وَمَسْـخُ خُيُـولِ
وَكَـأَنْ طَـارِقًا لَمْ يَخُضْـهَا بِحَـارًا
وَجِـبَـالاً إِلَى مَنِـيـعِ السُّهُـولِ
وَصَلاحًا لَمْ يَفْتَـحِ القُدْسَ بِالأَمْـس
وَلَـمْ يُـجْـلِ مِنْـهُ كُـلَّ دَخِيـلِ
وَرَحَى الحَرْبِ لَمْ تَـدُرْ بِسِـيـنَـاءَ
وَلَمْ نَشْـهَـدْ أَيَّ نَصْـرٍ بُطُـولِي
وَكّـأَنَّ العَـدُوَّ لمْ يَلْـقَ في لُبنانَ
مَـا لَـمْ يَـجِـدْهُ في الدَّرْدَنـِيـلِ
2
أَيُّهَـا النَّـائِمُـونَ بَيْـنَ الطُّبُـولِ
وَصَلِيـلِ القَنَـا وَهَـوْلِ الصَّلِيـلِ
مَا الّذِي يَجْـرِي يَا تُرَى! مَا دَهَاكُمْ ؟
أَيّ جُـبْـنٍ نَرَى وأَيَّ خُـمُـولِ!
يَا إلـهِي! كَـأَنَّ غَرنَاطَـةً تَصْرُخُ
وَالـقَـوْمُ بَعْـدُ في "يَـا لِـيـلِي"
أَأَبُـو عَبْـدِ الله (1) قَــام هُـنَـا، أَمْ
صَنَعُوا اليَوْمَ مِنْهُ ، كَمْ مِنْ عَمِيـلِ!
أَمْـرُنا يَا أَبَـا البَـقَـاءِ ، عَجِيـبٌ
لاَ أرَى فِي الدُّنْيَـا لَهُ مِنْ مَـثِيـلِ
قَدْ أَعَـادَ التّاريـخُ نَفْـسَ الخَطَـايَا
كَيفَ عَـادَ التَّاريـخُ بالتَّفْصِيـلِ!
إِخْـوَةٌ يُذْبَـحُـونَ في كُـلِّ يَـوْمٍ
بَـلْ أُسـودٌ ذَبائـحٌ كَالعُـجُـولِ
فَـعَـلَ السَّـامِرِيُّ بالسَّيْـفِ فِيـهِمْ
مَـا يُهِيـجَـنَّ رُوحَ عَبْـدٍ ذَليـلِ
فَإِذَا مَا نَجَـوْا مِنَ الْمَـوْتِ أَضْحـوا
عُرْضَـةً لِلسُّجُـونِ وَالتَّرْحِـيـلِ
فَإِذَا مَا نَجَـوْا فَلِلْجُـوعِ وَالْقَصْـفِ
وَهَـدمِ القُـرَى وَجَـرْفِ الحُقُــولِ
أَيْـنَ يَـا هِنْـدُ! أَيْـنَ مُعتَصِمَـاهُ!
أَينَهُ يَا قُـرَيْشُ حِلفُ الفُضُـولِ!؟(2)
3
أَيُّـهَا النَّائِمُـونَ بَيـْنَ الطُّـلُـولِ
المُقيمُـونَ في نَـقِيـعِ الوُحُـولِ
هَا هُمُو "الجَـاهِلون"(3) بينَ يَـدَيـكُمْ
وَالمَـزِيـدُ المَـزِيـدُ بَعْدَ قَليــلِ
هَا هُمُـو يَلْعَـبُـونَ في خَـيْـبَـرٍ
مُنْـذُ زَمَـانٍ بعدَ الجَـلاَءِ، طَوِيـلِ
حَامِـلاَتٌ مِـنْ حَـولِنَا رَاسِـيَـاتٌ
طَفَحَـتْ طَفْحًا، بِالعَتَـادِ الثَّقِـيـلِ
طَائِـرَاتٌ مِنْ فوقِنَا ، يَرْجِعُ الرَّادَارُ
مِـنْ دُونِـهَـا بِطَـرْفٍ كَـلِيـلِ
وَجُيُـوشٌ تَـحِـلُّ بَـعْـدَ جُيُـوشٍ
بِسَـلاَمٍ، فِي الحِلِّ أَوْ فِي الرَّحِيـلِ
يُـلْعَـنُ المُعتَـدُونَ في كُلِّ أَرْضٍ
مِـنْ صَغيـرٍ مُحَـقَّـرٍ لِنَبِيـلِ
بَيـنَـمَا عِـنْـدَنا يُلاقُـونَ أَهْـلاً
وَعَـظَيـمَ الإِجْـلاَلِ والتَّبْجِـيـلِ
كُلَّمَا لاَحَ مُـفْـتَـرٍ مِـنْ ذَوِيـهمْ
لَقَفَـتْـهُ الأَحْـضَـانُ بالتَّهْـليـلِ
يَعْبُـرُونَ البـِلادَ بَـرًّا وَبَحْــرًا
مِـنْ ظَفَـارٍ إِلـى ذُرَى إِرْبِيـلِ
أَيُّهَا " المَـانِعُـونَ " هيَّـا امْنَعُـوهُمْ
مِـنْ مُـرُورٍ بِأَرْضِكُمْ أَوْ نُـزُولِ
لـوْ أَرَادُوا خُـدُورَكُمْ دَخَـلُـوهَا
دُونَـمَا حَـاجَـةٍ لإِذْنِ دُخُـولِ
جَـهِلَ " الجَاهِلُونَ " جَهْلاً عَلَيْـكُمْ
أَيْنَ أَنْتُمْ مِنْ " فَوْقِ جَهْـلِ" الْجَهُولِ!
ذَهَبَ القَـوْمُ في الزَّمَـانِ بَـعيـدًا
لاَ تَظُـنُّـوهُ بَعْـدُ عَـامَ الفِـيـل
لَنْ يَطُـولَ الوَبَـاءُ أَبْرَهَـةَ اليَـوْمَ
وَمَـا مِـنْ حِـجَــارَةٍ سِـجِّـيـلِ
وَقَـفَ " الجَاهِلُـونَ" وقْـفَـةَ أُسْـدٍ
بَلْ رَعَادِيدَ فـي ثِـيَابِ فُحُـولِ
وَقَعَدتُـمْ عَـلَـى المَوَائِـدِ جُـبْـنًا
فـي وُجُـومٍ وَحَـيْرَةٍ وَذُهُـولِ
وَتَرَكْـتُـمْ لِلبَطْشِ خَـيْـرَ رِجَـالٍ
فَـعَـلُوا مَا قَدْ كَـانَ كَالمُستَحِيـلِ
قَدْ هَـرَبتُمْ مِنَ الصِّـرَاعِ وَرُحْـتُمْ
في صِرَاعٍ حَولَ الصِّرَاعِ طَوِيـلِ
وَانْبَرَى فُرْسَـانُ الكَلاَمِ إِلَى المَيْـدَانِ
مِـنْ تَحْـلِيـلٍ إِلَـى تَحْـلِـيـلِ
يَبْحَثُـونَ الحُلُـولَ حَـلاًّ فَـحَـلاًّ
وَيَـرُوغُونَ دُونَ حَـلِّ الحُـلُـولِ
يَنقَـضِي اليَـومُ في عَجِيـبِ الرُّؤَى
بينَ فَـتِيـلٍ وَحُلْـمِ نَزْعِ الفَتِيـلِ
حلْحِلُوا مَـا اسْتَطَعْتُمُو، كَيْفَ شِئْـتُمْ
مَا لَدَيْـكُمْ سِوَى حُلُـولِ الذَّليـلِ
كُلّمَا قُلـتُمُـو انْتَهَـيْـنَا، وَرُحْـتُـمْ
تَتَـهَـانَوْنَ في حَمَـاسٍ طفُـولِي
أَبْـدَعُـوا آيَـاتٍ لَـكُـمْ بَيِّنَـاتٍ
لَـيْـسَ في تَـوْراةٍ وَلاَ إِنْجـيـلِ
كُـلُّ شَيْءٍ أَمَـامَكُمْ، بَيْـدَ لاَ يَدْرِي
دَبـيـرًا فَـهِيـمُـكُمْ مِنْ قَـبِيـلِ
لاَ سَـلاَمٌ يُرْجَى بِـلا قُـوَّةٍ مُنْـذُ
اعْـتَـدَى قَابيـلٌ عَـلَى هَابيـلِ
هَـكَـذَا تُصْبِـحُ الكِـلاَبُ أُسُـودًا
ويَـذِلُّ النَّـبِيـلُ إِبْـنُ النَّـبِيـلِ
و كَـذَا كَـانَـتِ الجِـبَـالُ جِبَـالاً
وَكَـذَا فـي التَّاريـخِ وَالتَّنْزيـلِ
4
أَيُّـهَا النّائِـمُـون بَيْـنَ النُّـقُــولِ
وَطِعَـانِ النِّسَـا وخَفْـقِ الكُحُـولِ
وَوَثـيـرِ الفِـرَاشِ كُـلَّ مَـسَـاءٍ
وصَبَاحٍ في حِضْنِ طَرْفٍ كَحِيـلِ
كَيْفَـمَا كُنْتُـمُو يُـوَلَّـى عَليْـكُـمْ
لَيْـسَ غَيْرَ الشُّعُوبِ مِنْ مَسْـؤُولِ
بِئْـسَ قَـوْمٌ يَحْـيَوْنَ يَـوْمًا فَيَـوْمًا
لِطَـعَـامٍ وزيـجـةٍ ومَـقـيـلِ
عَالَـةٌ أَنْتُـمُو عَلَى الخَلْـقِ صِرتُـمْ
بَعْـدَ دَهْـرٍ مِنَ العَطـاءِ، جَلِيـلِ
رُمْتُـمُو شَهْـوَةَ التَّـواكُـلِ، حـتَّى
لَـمْ يَعُـدْ عِنْدَكُمْ لَهَا مِـنْ بَديـلِ
فَـإِذَا البَـيْـتُ بَـاتَ خُـمَّ دَجَـاجٍ
رَاعَـكُمْ حَوْلَـهُ خَـيَـالُ الغُـولِ
وَالجُيُـوشُ الجُيُـوشُ أَمْسَتْ فُلُـولاً
بَـلْ كَـعَـصْـفٍ مُبَعْـثَـرٍ مَأْكُـولِ
غَـيْرَ أَنَّ التَّـرَابَ قَدْ يَحْتوِي تِبْرًا،
وَفِـي اللَّـيْـلِ، رُبَّ نَجْـمٍ دَلِيـلِ
تِلـكَ بَغْـدَادٌ بَعْـدُ وَاقِـفَـةٌ فـي
وَجْهِهِـمْ، وَقْفَـةَ الكَـريمِ الرُّجُولِي
فِـي يَـدٍ رَايَـةُ العُرُوبَـةِ رَفَّـتْ
وَعَلَى الـرّأَسِ رَايَـةُ لِلـرَّسُـولِ
تِلـكَ بَـغْـدادٌ رَاعَـهَا وَحْـدَهَـا
مَـا رَاعَها، وَالجَبِينُ فَوْقَ الكُبُـولِ
وَفلسْـطِيـنُ هَـاهُـوَ العِـزُّ فِيهَا
يَـتَـلأْلاَ مِـنْ مِعْصَـمٍ مَغلُـولِ
أيُّـهَا قَـطْـرَةٍ مِنَ الـدَّم سَـالَتْ
فـي جِنِيـنٍ فَخْـرٌ بِـدُونِ مَثِيـلِ
دَوَّخَـتْ بَهْجَةُ الشَّـهَـادَةِ فِـيـها
مَا تَبَـقَّى لَـدَى العِدَى مِنْ عُقُـولِ
هَـذِهِ بَـغْـدَادٌ وَهَـذِي جِـنِـيـنٌ
يَـا لَـهُ حَـقًّا، مِنْ شمُوخِ أَصِيـلِ
إنَّ بعضًـا مـن الكَـرامَةِ أَغْـلَـى
مِـنْ جَمِيـعِ البُنُـوكِ والبتْـرُولِ
5
أَيُّـهَا النَّائِـمُـونَ بَـيْنَ الطُّـبُـولِ
هَلْ إِلى الصَّحْوِ عِنْدَكمْ مِنْ سَبِيـلِ!
هَـلْ سَأَلْتُـمْ مَا نَحْنُ لَـوْلاَ رِجَـالٌ
أَشْـرَقُوا مِنْ ظَلامِنَا كَالنُّصُـولِ؟
نَـفَـذُوا فِـي الحَدِيـدِ دُونَ حَدِيـدٍ
وَرَمُـوا الرُّعْبَ فِي فـُؤَادِ الغُـولِ
كَسَـرُوا نَـخْـوَةَ الأَعَـادِيَ حَتَّـى
فَـقَـدُوا الوَجْـهَ مِثْلَ أَيِّ رَذِيـلِ
كَـسَـرُوهَا فَـلاَ أَمَـانَ مِـنَ اليَوْمِ
لِشَيْـطَـانِ البَـغْـيِ وَالتَّنْـكِيـلِ
يَا زُهُـورَ المَوْتِ الجَمِيـلِ سَلاَماتٌ
فَفِيـكُـمْ كُـلُّ العَـزَاءِ الجَمِيـلِ
التَّـبَـاشِيـرُ أَنْـتُمُو مِـنْ جَـدِيـدٍ
فـي زَمَـانٍ الخِـذْلاَنِ وَالتَّخْذِيـلِ
أَصْبَـحَ المَـاءُ في الحُلوقِ حَمِيمًا
كَيْفَ حَوَّلتُـمُـوهُ مِنْ سَلسَبِـيـلِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أبو عبد الله محمد ولي عهد أبي الحسن أمير غرناطة في آخر أيّام دولة العرب بالأندلس.
(2) حلف بين قبائل من قريش تعاهدوا على أن ينصروا كلّ مظلوم بمكّة على ظالمه.
(3) ما بين الظفرين لعمر بن كلثوم
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض مااعنيه؟! وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها ؟! فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري .. وهذه كتاباتي بين يديكم .. أكتب مااشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به .. انقل هموم غيري بطرح مختلف .. وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية .. هي في النهاية .. مجرد رؤيه لإفكاري مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً يجبر قلمي على أن يحترمه ..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)