كشفت دراسة حديثة أن "حرص المرء على تأكيد صواب رأيه, أمام مجموعة من معارفه أو أصدقائه, نابع من شعور باللذة تمنحه مناطق محددة في الدماغ تتفاعل مع إحساس الشخص بانتصاره الفكري".
وذكرت شبكة (cnn) الإخبارية الأمريكية, نقلاً عن أحد الباحثين في الدراسة, أن "مناطق الشعور بالمتعة في الدماغ تزداد نشاطاً عندما يتأكد المرء مثلاً عبر آراء الخبراء أن الأغنيات التي يحبها تتصدر قائمة الأغاني الأكثر شعبية".
ووجد الباحثون أن "نشاط المتلقيات العصبية في الدماغ يزداد لدى المرء لدى تلقيه معلومات تؤكد رأيه، ما يؤكد أن تشارك وجهات النظر يترك لدى الناس لذة مماثلة لتلقي الطعام أو المال".
وتشير الدراسة إلى أن "سبب هذا الشعور هو رغبة الناس في الاجتماع و المشاركة في الآراء وقد يكون هذا هو السبب الرئيسي وراء كذب الناس في آرائهم ليحظوا بقبولهم ضمن المجموعات".
ودعت الدراسة إلى "مراعاة هذا العامل لدى دراسة تكوين المجموعات البشرية الاجتماعية ككل"، إذ قد يكون هذا الشعور بالرضا خلف قيام البشر ببناء المجموعات الأولى التي تتشارك القيم نفسها وتتساعد لتوفير الغذاء والحماية لأعضائها.
واعتبر أحد الباحثين أن "قول ما يرغب الناس بسماعه قد يلعب دوراً أيضاً في ظهور القادة، الذين يعمدون إلى الإدلاء بالآراء الموافقة للمشاعر العامة كي يزداد تقديرهم في المجتمع, إذ أن العامة سيشعرون بالرضا عن أنفسهم بعد أن يسمعوا بأن مسؤولين كبار يشاركونهم الأفكار نفسها".
إلا أن السر الأساسي الذي سيواصل العلماء البحث فيه هو تفسير ميل البعض إلى مخالفة الجماعة والتمرد عليها، وصولاً إلى إحداث الثورات والانقلابات الفكرية والسياسية..