يقول الخبراء إن إصابة المرء بخمس نوبات قد تبدو كثيرة، لكن التقدم الهائل الذي حققه الطب خلال السنوات الأخيرة أبعد الخطر بصورة كبيرة. فالنوبة القلبية، التي كانت تقتل المرء قبل عشرين عاماً، لم تعد تمثل خطراً قاتلاً هذه الأيام. كما أن الشخص يمكن أن يصاب بها حتى من دون أن يشعر بها، ذلك أن التشخيص الحديث بات يلعب دوراً رئيسياً في العلاج.
الدكتور غريغ فونارو، الاختصاصي في أمراض القلب ويعمل لدى مركز رونالد ريغن التابع لجامعة كاليفورنيا، يقول إن الفحوصات الحديثة لإنزيم "تروبونين"، الذي يفرزه القلب المصاب ببعض التلف نتيجة النوبة، باتت في متناول الأطباء في المستشفيات الحديثة، وبالتالي صار في إمكان هؤلاء الأطباء معرفة أدق التفاصيل عن حالة القلب، لأن النوبة الخفيفة لا تلحق بالقلب ضرراً يذكر، مما يعني أن عمل القلب لن يتأثر بصورة كبيرة.
وبدوره، يقول الدكتور روبيرت كلونر، الاختصاصي في أمراض القلب من كلية الطب التابعة لجامعة كارولينا الجنوبية إن تقدم الطب والعقاقير التي تمنع تجلط الدم وتلك التي تحارب الكوليسترول وغيرها مما يخفض ضغط الدم، باتت مجتمعة أشبه بالموانع التي تحمي الإنسان من النوبات القلبية في معظم الأوقات.
وإذا ما حدثت النوبة فضررها في الغالب يمكن أن يكون تحت السيطرة. والأمر هنا يعتمد على مدى الضرر أو التلف الذي تلحقه النوبة القلبية بالبطين الأيسر، الذي يضخ الدم إلى الشرايين.
ويقول الأطباء إن الضرر في هذا البطين إذا وصل إلى حدود %40 تكون النتيجة إما أن يموت المصاب أو يصبح بحاجة لزراعة قلب أو لعلاج طويل الأمد.
وبالرغم من أن الإحصائيات لا تشير من قريب أو بعيد إلى أصحاب الأرقام القياسية في عدد النوبات القلبية التي أصيبوا بها، فان لدى الدكتور فونارو مرضى أصيبوا بثماني أو تسع نوبات قلبية وما زالوا على قيد الحياة "بل وفي صحة جيدة أيضاً".
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 7 (0 من الأعضاء و 7 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)