نشرت صحيفة ملاذا فرونتا التشيكية -الأكثر شعبية- مقالا لمحررها في شؤون الشرق الأوسط بافيل نوفوتني، تناول فيه دور قناة الجزيرة والمدونين والمواقع الاجتماعية في التغيرات التي يشهدها الشرق الأوسط.
وجاء هذا المقال على غير العادة، خاصة وأن الصحيفة دأبت في خطها التحريري على معاداة قناة الجزيرة والمسلمين والعرب وربطهم بالمتطرفين، أو وصف القناة في بعض الأحيان بالناطقة باسم القاعدة.
وبدأ نوفوتني مقالته في صفحة "حول العالم" بقوله "قديما كان يكفي حكام الشرق الأوسط المهيمنين إعطاء الأوامر للتلفزيون المحلي لعرض ما يوافق توجهاتهم وآراءهم على أنها واجبات الإعلام".
بيد أن "ظهور قناة الجزيرة وكذلك المواقع الاجتماعية العالمية للإنترنت والمدونين عكر على هؤلاء الحكام طريقة حكمهم".
ويتابع نوفوتني -بعد سرد تاريخ ومكان تمركز قناة الجزيرة- أن لهذه القناة التي تحظى بشعبية كبيرة في العالم العربي دورا أساسيا في الثورتين التونسية والمصرية، الأمر الذي دفع بالقذافي ونظامه إلى مهاجمتها والتنديد بها، بعد أن قلبت كل الأساسيات المعروفة في مجال الإعلام العربي.
ويضيف الكاتب أن الجزيرة أصبحت من أهم مصادر الإعلام للمشاهد العربي، الأمر الذي أوجد لها الكثير من الأعداء في منطقة الشرق الأوسط، وهذا بحد ذاته يعد في اللغة الإعلامية نجاحا كبيرا، حسب قوله.
ويستشهد الكاتب بما قاله شادي حميد من "معهد بروكينغز" في فرعه بقطر من أن هذه المحطة وصفت وبوضوح الأوضاع الحقيقية الخطيرة للتونسيين والمصريين، وشرحت للجمهور العربي تفاصيل الأحداث الحالية، التي تخطت إطار الاعتراضات والمظاهرات الاعتيادية لتكون أحداثا تاريخية في العالم العربي.
وفي تفصيل هذه النقطة، يقول الكاتب إنه ليس من الغريب قيام نظام حسني مبارك المخلوع وبشتى الوسائل بإيقاف بث الجزيرة واعتقال بعض العاملين في طاقمها.
وبالإضافة إلى ذلك، بث النظام المصري عبر التلفزيون الرسمي أنباء كاذبة ودعايات مغرضة ليس فقط بحق الجزيرة، بل أيضا بحق المراسلين الأجانب الذين قاموا بتغطية أحداث الثورة المصرية.
كما عملت السلطات هناك على قطع شبكات الاتصال والإنترنت، مما أدى إلى تشويه سمعة النظام ليس في نظر المصريين فحسب بل وفي نظر العالم أجمع.ويشرح نوفوتني الطرق الحديثة التي استخدمها الجيل العربي الشاب الذي اعتمد على الإعلام التكنولوجي في مجال التواصل ونقل الصور ومقاطع الفيديو من الهواتف النقالة.
ويشبه هذه الحالة بما حدث في نهاية السبعينيات من القرن الماضي في إيران عندما أطاحت الثورة الإسلامية هناك بحكم الشاه.
وقال الكاتب إن تهريب أشرطة تسجيل بصوت آية الله الخميني حينها كان له دور كبير في نجاح الثورة عام 1979.
وقد طبق الشباب العربي نفس المبدأ حينما استعملوا التقنيات الحديثة بدءا من الهاتف النقال إلى شبكات التواصل الاجتماعي، التي مكنتهم من المحادثة والدعوة والاتفاق على أساليب متعددة للتظاهر والاحتجاج، بتواصل سريع ودون عوائق.
ويختم نوفوتني مقالته بالتوضيح للقارئ أن الجيل -الذي يسميه جيل فيسبوك من الثوار العرب- لا يختلف بوضعه الحالي عن الذي سبقه في الاحتجاجات والاضطرابات عام 2009 في إيران عقب الانتخابات الرئاسية هناك.
وقال إن الشباب الإيراني وظف مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال كل ما يحدث محليا، وليشاهد العالم الأخبار والصور ومقاطع الفيديو بشكل غير مسبوق، الأمر الذي استفاد منه من سماهم "الثوار العرب الجدد".
ويضيف الكاتب التشيكي أن البلدان التي تسيطر على وسائل الإعلام بالكامل يكون المتنفس الوحيد فيها للناس هو مدونات المعارضين، كما كان الحال في مصر وتونس وإيران والجزائر وحتى في الصين.
وقال إن المدونين يجدون في صفحات الإنترنت فضاء للتعبير عن آرائهم ونشر مقالاتهم التي تصبح مصدرا للمعلومات الموضوعية إلى حد ما تأخذ بها أيضا وسائل إعلام ضخمة بحجم قناة الجزيرة.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)