طائر القطرس يعتبر أضخم طائر على وجه الأرض إذ يبلغ طول جناحيه أكثر من 12 قدماً كما أنه يستطيع الطيران لفترات طويلة جداً كما أن يتميز بالاخلاص المتناهي وحرصه على تربية صغاره إذ أنه من الممكن أن يقطع رحلة ويسافر لمسافة أكثر من عشرة آلاف ميل ليحضر وجبة لصغاره.
يطير بجناحيه معظم الوقت منفتحين أمام الرياح ولا يتحرك جناحيه لا فهو بإمكانه قضاء فترة طويلة جدا دون كلل أو تعب.
يتكون من ريش وعظام وعضلات تقذفه الرياح ولا يعيش ولا يهبط على اليابسة إلا نادراً ويعيش في البحار المفتوحة .
لكي يستطيع أن يمسك هذا الطائر بهذه الأجنحة العملاقة التي تصل إلى 5.3 مترا مفتوحة في شكل ثابت يحتاج إلى قوة كبيرة جدا, ولكي ندرك إلى أي مدى نجح القطرس في عمله الشاق هذا نقارنه مع الإنسان. فالإنسان يجد صعوبة كبيرة للغاية إذا فتح ذراعيه في الهواء لمدة من الزمن, وبعد مرور فترة معينة يبدأ الألم يدب في العضلات ويجد الإنسان نفسه مضطرا إلى إنزال ذراعيه, غير أن طيور القطرس تستطيع أن تبقى لساعات طويلة في الهواء وذراعيها مفتوحة
كما أنه يوجد نظام متعدد الأقفال في عظام أجنحة القطرس، وهو مهم في عملية فتح الجناحين والمحافظة على هذا الوضع, وبفضل نظام القفل هذا لا يحتاج الطائر إلى استعمال قوة العضلات. وهذا يوفر سهولة كبيرة جدا أثناء عملية الطيران، فيستطيع الطائر أن يطير لأيام وأسابيع بل وشهور دون توقف من غير أن يستهلك أي طاقة .
يذهب طائر القطرس (الالباتروس) في جولات حول العالم
حينما لا يكون منشغلا في موسم التزاوج، هذا ما أكدته دراسة
أجراها المركز البريطاني لأبحاث القطب الجنوبي ونشرت في
الدورية العلمية «ساينس جورنال».
وتتبع فريق من الباحثين على رأسهم جون كروكسال أحد طيورالقطرس
ذات الرأس الرمادية اللون من المنطقة التي يتزاوج فيها في جزيرة
جورجيا الجنوبية في المحيط الجنوبي خلال رحلته التي قطع فيها
22 ألف كيلومترا في 46 يوما.
وتتوالد طيور القطرس مرة كل عامين وتغادر منطقة التزاوج فترة تبلغ
18 شهرا بين موسمي التزاوج حيث ينتهز الكثير من هذه الطيور
الفرصة للتجول في رحلات طويلة للنزهة.
وقال كروكسال إنه «بمعرفة طريقة تجول هذه الطيور والاماكن التي تتوجه إليها في فترة عدم
تكاثرها يمكننا أن نمد الحكومات وهيئات مصايد الاسماك بهذه المعلومات لتطبيق سياسات أكثرحزما لتقليل قتل
هذه الطيور بنسبة تتراوح بين75 إلى 95 في المئة
ويتوقف ذلك على أنواع المصايد».
وتموت طيور القطرس غرقا عندما تحاول التقاط الطعم الموضوع في
الماء على مسافات بعيدة من سفن الصيد فتعلق أرجلها
في شباك الصيد.
ودراسة كروكسال هي أول دراسة تظهر أين يذهب طائر القطرس ذو
الرأس الرمادية بين مواسم تزاوجه.
وتمكن فريق البحث من وضع مجسات للحركة والمواقع في قدم 22
من طيور القطرس لتعقبها واكتشف أن أغلب هذه الطيور تطير من
جورجيا الجنوبية إلى جنوب غرب المحيط الهندي.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)