خطب السيد حسن نصر الله، فقال حازما جازما من دون لبس، إن الشعوب أرادت الحياة فاستجاب لها القدر. واتهم الأنظمة بانها بدلا من ان تبادر إلى حوار صادق وإجراء إصلاحات حقيقية وجدية، بدون مناورات ونفاق، بادرت إلى القمع والقتل والاتهام والاضطهاد والإهانة والإذلال، وكالت للثوار الشتائم وقيل انهم فئران وجرذان ومتعاطو حبوب هلوسة وطائفيون، واتهموا بالعمالة للقاعدة او أمريكا، وهذا عقد الأمور وعطل إمكانية الحوار، وبالتالي رفع من سقف مطالبات وتوقعات الشعوب.
وتابع السيد حسن تضامنه الصريح مع المستضعفين والتائهين والموجوعين في انحاء بلاد العرب، وخص اليمن والبحرين بقوله: دماؤكم وجراحكم ستهزم الظالمين والطواغيت، وتجبرهم على الاعتراف بحقوقكم المشروعة، ثم قفز السيد إلى ليبيا وجمرها متجاهلا بشكل تام ما يحصل في سورية.
لا نريد إحراج السيد حسن، وهو يعرف حوران جيدا، ويوما من الأيام قدّم لابن درعا وحوران رستم غزالة بندقية الشرف، التي ظفرها المقاومون من ضابط (إسرائيلي) غاشم.
فما كان من أهل حوران إلا ان مزقوا صورة للسيد حسن، بالحقيقة مزقوا صورة واحدة لا غير، وللدقة فصلوا تلك المصافحة بين سيد المقاومة وسيد القمع رستم غزالة. مزقوا تلك الصورة التي لا تليق بك يا سيد المقاومة، فدم أبنائهم الحار كان يسيل في الساحات وعيونهم مشرعة على كلامــــك، وإذ بالخذلان حليفهم.
كانوا يقولون نعم للحرية، ولا للخــــوف.. لا لفساد رامي مخلوف بالذات، وكل الفساد الآخر بالعام. قالوا ان الشعب لم يعد يريد أن ينذل تحت أي مسمى. كلها شعارات سلمية ليس بها خطر واحد على أي نظــــام، أو الرئيس الوطني، بل على العكس تعطيه الفرصة ليباشر فورا باستغلال الثقـــــة والأمل الذي داعب السوريين يوما بان التغيير ممكن، وإن الاصلاح السوري سيكون أنموذجا يحتذى، فسال دم عشرات الجرحى وخمسة قتلى.
هؤلاء هم أهلك وناسك يصرخون في وجه الظلم والقمع، حضنوا المقاومة وحموها بكل طوائفهم ومشاربهم وانتمائتهم. باسم المقاومة قبلوا أن تتحول حياتهم لبونات مازوت، وتشرد شبابهم في أنحاء الأرض بحثا عن لقمة رزق وصونا للمقاومة. تحملوا خلطات التجريب الاقتصادي والحريات المقننة والقوانين المفصلة على مقاس ثلة من رجال المال والأعمال والمنافذ. النفق الذي بدأ يدخل به المشهد السوري المطمئن، بالتأكيد يقلق السيد حسن قبل السلطة. ولكن حين يتكلم الدم السوري البريء مستصرخا، بأي ذنب سكبت، يصبح الصمت أقرب للخيانة.. انهم أهل سورية، إذا استكثرت على دمهم الطاهر في درعا كلمة عزاء علنا، نرجو ان تكون فعلتها سرا. وإنهم المعتقلون الوطنيون يتهمون بأشنع الصفات والألقاب وتسحل كراماتهم بالشوارع، فإذا كان هؤلاء هم عملاء مأجورين، يعني إنه يوما ما يمكن أن نصدق إنك عميل ومأجور 'حاشاك'.
نرجو أن تكون قد همست ولو من باب المحبة لمن يتحاور مع كل قوى العالم من الأعداء الالداء والسفلة التي اتسع لهم قلب سورية الكبير وضاق على أبناء شعبه. نرجوك ونتوسطك أن تخبره إن الدم السوري ليس رخيصا وان السوري لا يستحق هذا الظلم وهذا الحيف وهذه العنجهية. وإن قمع السوريين هو الخطر على المقاومة. إن زج أحرار سورية بالمعتقلات باسم إضعاف الشعور القومي وبث الوهن في جسد الوطن، هو الذي سيضعف روح المقاومة. فيا سيد المقاومة، لأن سورية المفعمة بالحرية هي سورية المقاومة حتما. ننتظرك في خطابك القادم ان تقول ما يستحقه الشعب السوري فعلا.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)