ستشهد نهاية هذا الأسبوع اثنتين من أهم مباريات دوري الدرجة الأولى في كوريا الجنوبية حيث يواجه سوون بلووينجز نادي إف سي سيول، قبل أن تجمع موقعة أخرى بين بوهانج ستيلرز وأولسان هورانجي. ورغم أن المباراة الثانية قد تكون أقل أهمية، إلا أنه يُنتظر أن تكون حُبلى بالإثارة والتشويق. يقودكم موقع FIFA.com في جولة على تاريخ ديربي الساحل الجنوبي الشرقي.
الجذور
رغم أن مدينة بوهانج كانت معقل ستيلرز منذ تأسيسه عام 1973، إلا أن هورانجي (نادي النسور) استقر في مدينة أولسان منذ عشرين سنة فقط بعد سلسة من التنقلات قادته إلى مقاطعتي جيونجي وجانجون في الثمانينات. وخلال العقد التالي، بذل الناديان كل ما أوتيا من قوة في سبيل الظفر بلقب ملوك الساحل الجنوبي الشرقي. وكان بوهانج قد حصد لقب الدوري للمرة الثالثة في تاريخه عام 1992 قبل أن يعتلي أولسان منصة التتويج للمرة الأولى بعد ذلك بأربع سنوات.
ويعتبر كثيرون أن مباراتي ذهاب وإياب التصفيات النهائية بين هذين الناديين عام 1998 هي من بين الأهم في التاريخ الكروي للبلاد ومنشأ العداوة التقليدية بينهما. وفي مباراة الذهاب، قلب بوهانج تأخره على أرضه وفاز بثلاثة أهداف لهدفين، قبل يخسر مباراة الإياب بهدفين لهدف ويفوز أولسان بنتيجة ركلات الترجيح.
والأمر الذي زاد من حدة هذه الخصومة الشرسة بين مشجعي الناديين كان انتقال حارس منتخب كوريا الجنوبية السابق كيم بيونج ـ جي من أولسان إلى بوهانج قبيل انطلاق موسم 2001. وحمل هذا الانتقال معه "لعنة كيم بيونج ـ جي" بالنظر إلى أن نادي النمور عانى الأمَرَّين على يد بوهانج لفترة طويلة بعد ذلك. ويبدو أن مفعول هذه اللعنة انتهى موسم 2005 الذي كان الأخير للحارس كيم مع بوهانج. وفي هذه المناسبة وضع أولسان حداً لفترة من القحط في حصد الألقاب بفوزه بالبطولة للمرة الثانية في تاريخه رغم خسارته مبارياته الثلاث أمام خصمه اللدود في مشواره ذلك الموسم.
حقائق وأرقام
على امتداد 27 موسماً، تواجه بوهانج وأولسان 110 مرة في جميع البطولات المحلية، خرج منها ستيلرز بـ47 انتصاراً و31 هزيمة وكان التعادل سيّد الموقف في 32 لقاء.
تميل الكفة أيضاً لصالح بوهانج فيما يتعلق بعدد الألقاب والميداليات، حيث تربع على منصة تتويج الدوري أربع مرات وفاز بكأس اتحاد كوريا الجنوبية لكرة القدم مرتين وكأس الدوري مرتين أيضاً، إلى جانب اقتناص لقب دوري أبطال آسيا AFC في ثلاث مناسبات. أما أولسان، فقد تربع على عرش الدوري الوطني مرتين، وفاز مرة واحدة بكلٍّ من كأس السوبر وكأس الدوري وبطولة كأس شرق آسيا.
قصص من ديربيات الماضي
في الحادي والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول 1998، واجه بوهانج غريمه التقليدي أولسان في نصف نهائي دوري كوريا الجنوبية، وجمعتهما مباراة الذهاب على ملعب بوهانج ستيليارد. خيّم التعادل بهدف لمثله على المباراة حتى الدقيقة التاسعة والثمانين عندما سجل تشوي مون ـ سيك هدف التقدم لأصحاب الأرض بعد أن تلقى تمريرة مثالية من زميله بايك سيونج ـ تشول. لكن الإثارة لم تنتهِ عند هذا، حيث أرسل كيم جونج ـ جون رأسية قوية عدّل بها نتيجة اللقاء في الدقيقة الثالثة من الوقت الإضافي، قبل أن يقتنص بايك هدفه الرائع الثاني في المباراة في الدقيقة السادسة والتسعين.
وفي مباراة الإياب التي جمعت الطرفين بعد ذلك بثلاث أيام وقبل انتهاء الوقت الأصلي بخمس دقائق، عدّل بارك تاي ـ ها النتيجة لصالح بوهانج لتصبح هدفاً لمثله. كان أصحاب الأرض متعطشين لهزّ الشباك وفي الدقيقة التسعين، تمكن الحارس كيم بيونج ـ جي من متابعة ضربة حرة سددها كيم هيون ـ سوك وأدخلها إلى عرين بوهانج لتصبح النتيجة الإجمالية لمباراتي الذهاب والإياب 4-4. وبذلك أصبح كيم أول حارس يُسجل هدفاً في تاريخ دوري كوريا الجنوبية، كما كان له شرف إيصال فريقه إلى الدور النهائي بفضل تألقه في ركلات الترجيح التي تلت هذه المباراة.
تطلب الأمر من بوهانج ست سنوات لكي يثأر من هذه الهزيمة المنكرة بتغلبه في نصف النهائي دوري عام 2004 على أولسان بهدف نظيف. وعام 2007 تمكن ستيلرز من إيقاع الهزيمة بنادي النمور بهدفين لهدف في الجولة الثانية من تصفيات الدوري النهائية في طريقه نحو الظفر بلقب الدوري الأهم في البلاد للمرة الرابعة.
الخصومة اليوم
نجح بوهانج بنقل نجاحاته على الصعيد المحلي في دوري كوريا الجنوبية إلى المحافل الدولية، حيث حصد لقبه القاري الثالث العام الماضي قبل أن يحصل على الميدالية البرونزية في كأس العالم للأندية الإمارات FIFA 2009. في هذه الأثناء، يتحول أولسان إلى فريق يعتمد الفلسفة الهجومية تحت إدارة المدرب كيم هو ـ جون الذي تم تعيينه حديثاً بعد أن تم إقصاء النادي من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا AFC العام الماضي.
اسم آخر كان له دور كبير في إشعال نار العداوة مجدداً بين هذين الناديين وهو أوه بيوم ـ سيوك لاعب بوهانج السابق الذي عاد السنة الماضية من نادي كريليا سوفيتوف سامارا الروسي لينضم إلى أولسان. وقد صنع أوه هدف التعادل الذي هز شباك ناديه السابق لتنتهي مباراة الأخوة الأعداء التي استضافها ملعب ستيليارد بهدف لمثله في مايو/أيار الماضي. وما من شكّ في أن الأنظار ستكون منصبة على الظهير الأيمن لمنتخب كوريا الجنوبية لمعرفة ما إذا كان سيصبّ الزيت على النار في الديربيات المقبلة.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)