««صديقة الدرب»»
أصبح موضوع الماء الأبيض، أو المياه البيضاء، كما تسمى، هاجساً يؤرق الشباب والكبار، نتيجة الخوف من النتائج المترتبة عليه، ولكن مع تطور العلم ودخول اجهزة طبية حديثة أصبح هذا المرض اذا صحت تسميته في «خبر كان». «الحواس الخمس» التقى الدكتور أحمد المعتصم قطب، أخصائي العيون، ليضعنا أمام أعراض المياه البيضاء وكيفية التغلب عليها، يقول: المياه البيضاء هوعتامة بالعدسة الطبيعية بالعين، تظهر أحياناً مع تقدم السن أو فى وجود أمراض أخرى بالعين أو الجسم. ويتوجب علاجها قبل أن تؤثر في وظيفة البصر بدرجة تتعارض مع النشاط الطبيعي للإنسان. والعلاج يكون عن طريق إزالتها جراحياً مع زرع عدسة صناعية مكانها، وهي عملية شائعة بنسبة عالية من النجاح. ولا يوجد دليل علمي أو إمكانية نظرية لإصلاحها بالليزر.
طبقات العين
ويضيف أن العين هي العضو المسؤول عن الإبصار، وتشبه الكاميرا، وتتكون من ثلاث طبقات؛ طبقة خارجية واقية تتكون من جزء امامى شفاف يسمح بمرور الضوء يسمى القرنية، وجزء خلفي معتم يسمى الصلبة. والطبقة المتوسطة هي الطبقة المغذية للعين وتتكون من القزحية والجسم الهدبي والمشيمي التي تغذي الطبقة الثالثة الداخلية، والتي تنقل الأشعة الضوئية إلى المخ بعد ان تقع الصورة على الشبكية بالضبط عن طريق عدسة العين.
عدسة العين
ويوضح المعتصم أن عدسة العين هي العضو المسؤول عن تركيز الأشعه القادمة من الجسم للتركيز على نقطة على الشبكية، وهي شفافة وإذا حدثت بها عتامه يطلق عليها لفظ المياه البيضاء او الكتاركتا، وتحتاج إلى عملية جراحية لإزالتها وزرع عدسه أخرى صناعية مكانها.
ويعيدنا الدكتور احمد الى بدايات زراعة العدسات، والتي كانت على يد سير هارولد ريدلى سنة 1958 بعد اكتشافه لها مصادفة عندما استُدعى لعلاج أحد الطيارين الذى أصيب فى عينه منذ فترة في الحرب العالمية الأولى، ودخل زجاج الطائرة واستقر فى عدسة عينه لسنوات طويلة، ففكر في أن هذا الزجاج مادة خاملة ولا تؤثر على العين، ومن هنا جاءت فكرة زرع العدسات داخل العين بدلاً من عملية ازالة المياه البيضاء أو عدسة العين من دون استبدالها بعدسة أخرى. وكانت العمليات الجراحية تتم قبل زراعة العدسات بإزالة الطبيب للعدسه المعتمه من دون استبدالها بعدسة أخرى، فكان المريض الطبيعي الذي يرى جيداً في الصغر عندما يصاب بالمياه البيضاء سواء مع السن أو نتيجة الإصابات أو الامراض العامة مثل السكر أو الغدة الدرقية أو الامراض الموضعية التي تسبب المياه البيضاء مثل الالتهابات القزحية المزمنة، وكان الطبيب يزيل عدسة العين المعتمة من دون استبدالها بعدسه أخرى؛ فكان المريض يرى متراً واحداً من دون نظارة، ويحتاج إلى لبس نظارة ثقيلة جداً لكي يرى جيداً.
الماء الأبيض
ويضيف المعتصم أن الكتاراكت أو الماء البيضاء عبارة عن إعتام يصيب عدسة العين التي في الاحوال الطبيعية تكون شفافة. وتبدو العدسة في هذه الحالة مثل لوح من الزجاج متسخ بالغبار. وعادة ما يستغرق الأمر سنوات حتى يبلغ الاعتام حداً يمنع الضوء من الوصول إلى الشبكية أو تفريق أشعة الضوء، وفي الحالتين يحدث فقدان البصر.
وعلى عكس ما يعتقده كثيرون، لا تحدث المياه البيضاء بسبب سرطان، والغلالة التي تغطي العين ليس لها علاقة بإجهاد العينين، وهي لا تمتد من إحدى العينين إلى الأخرى، على الرغم من أن في بعض الحالات قد تصاب العينين معاً.
ومع الشيخوخة، تصبح العدسة أقل مرونة، وأكثر سمكاً، وتصبح الألياف المكونة للعدسة اكثر انضغاطاً وتصبح العدسة أكثر صلابة، وعلاوة على ذلك تبدأ جزيئات البروتين بداخل العدسة في الالتصاق معاً، وهذا التغير الذي يطرأ على العدسة مشابه لما يحدث عندما نغلي بياض البيض فيتحول من اللون الشفاف إلى المعتم.
الفيكو
ويضيف المعتصم أنه في الوقت الحالي يمكن إزالة المياه البيضاء بتقنية دقيقه تسمى «الفيكو»، تتم إزالة الماء من خلال فتحة صغيرة لا تتجاوز 3 ملم، وفي الغالب لا تحتاج العين الى خياطة. مع التقنية الحديثة في جراحة الماء الابيض أصبحت عملية روتنية تحتاج الى دقائق معدودة، وتمكن المريض من الصلاة وممارسة حياتة في فترة وجيزة جداً.
زرع العدسة
ويقول المعتصم إنه بمجرد استئصال العدسة، تصبح العين مصابة بطول نظر شديد، وتفقد قدرتها على تجميع الضوء في بؤرة. ويتم زرع عدسة بلاستيكية بصورة دائمة في العين، وهي لا تحتاج إلى أي عناية وعادة ما تحقق إبصاراً جيداً.
وفي الغالب توضع العدسة خلف القزحية، وتسمى هذه عدسة الحجرة الخلفية. أما إذا زرعت أمام القزحية، سمّيت عدسة الحجرة الامامية، وتقوم حلقات بلاستيكية دقيقة الحجم بتثبيت العدسات المزروعة في موقعها.
وفي الاذابة بالموجات الصوتية، يتم ادخال عدسة مطوية مصنوعة من مادة السيليكون أو الإكريليك في فتحة دقيقة بعد شفط العدسة المعتمة، ثم تعود العدسة الجديدة لتفتح طياتها من تلقاء نفسها داخل موقعها بالعين.
أما إذا استعملت عدسة تقليدية بعد الإذابة بالموجات، فإن على الجرّاح في هذه الحالة أن يوسع الفتحة التي صنعها حتى يتمكن من زرع العدسة.
أحدث الأنواع
ويستطرد المعتصم أن أحدث أنواع العدسات هي العدسة ذات القطعة الواحدة المصنوعة من مادة الاكريلك وتزرع أحدث العدسات من خلال جرح طوله 2,4 مللم أو 2,2 مللم وأخذ حجم الجرح فى الإنخفاض حتى اثنين ملليمتر فقط، ويعتبر الجرح الذى يكون مقداره 2,6 مللم جرح متعادل، بمعنى ان هذا الجرح وأى جرح أصغر منه لا يؤثر في تكور القرنية ولا يؤدي إلى أي تغير في تكور القرنية أو ما يطلق عليه بانحراف القرنية (الاستيجماتيزم) وتزرع بواسطة محقن (Injector) يحقن العدسة اللينة المثنية على نصفين داخل العين لكي تنبسط العدسة داخل المحفظة وتأخذ الشكل النهائي.
العدسات المتعددة البؤرة
ويوضح المعتصم أن كل العدسات السابقة أحادية البؤرة بمعنى أنها كالعدسة المحدبة الزجاجية التي تجمع الضوء في نقطة واحدة فالمريض في أحسن الأحوال بالعدسات السابقة يرى عند مسافة واحدة أوضح صورة وعادة ما تكون هذه المسافة هي المسافات البعيدة.
وقد يستطيع المريض ان يشاهد التليفزيون ويرى اللافتات البعيدة ويقود السيارة من دون نظارة أو بنظارة خفيفة جداً تعادل بعضاً من الاستيجماتيزم المتبقى، ولكن لابد من لبس نظارة للقراءة والكتابة والأعمال القريبة.
اعتبر المعتصم أن أحدث تطور في زراعة العدسات داخل العين هي العدسات متعددة البؤرة والتي بها يستطيع الشخص أن يرى بعيداً وقريباً في الوقت نفسه، أي يشاهد التليفزيون ويقرأ في الوقت ذاته.
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)