تقع مدينة إدلب شمال غربي سورية وسط سهول فسيحة تسمى باسمها، وتشكل الجناح الغربي من هضبة حلب. وتعلو 446 متراً عن سطح البحر. وتمتاز إدلب بموقعها ضمن غابة من الزيتون وعلى الطريق الممتد من أنطاكية إلى معرة النعمان فـحماة ودمشق، والطريق الواصل بين حلب واللاذقية.


كانت إدلب قرية صغيرة تدعى على الأرجح (وادي لب) وتتألف من قسمين: إدلب الكبرى الواقعة شمال طريق معرة مصرين الحالي وهي قرية "دارسة"، وإدلب الصغرى إلى الجنوب من الأولى على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات وهي العامرة اليوم.


إن مدينة ادلب هي مركز محافظة إدلب الواقعة في شمال سوريا , يطلق عليها إدلب الخضراء لكثرة أشجار الزيتون فيها. تقع ادلب غرب مدينة حلب وتبعد عنها 60 كم وعن اللاذقية 132 كم وعن دمشق 330 كم وعن حمص 168 كم وعن حماة 121 كم. مدينة ادلب هي المنطقة الإدارية الأولى في المحافظة، يوجد بها العديد من الأماكن الأثرية المميزة وبها متحف ادلب الغني والعظيم والمميز بآثار محافظة ادلب العريقة تاريخياً، يوجد في هذا المتحف العديد من الآثار ربما يعد أهمها الرُقم المكتشفة في مملكة إيبلا في تل مرديخ.


أصل التسمية
أصل تسميتها فيقال وادي ليب وقد صفحت لتصبح ( ادلب ) وفي الآرامية تعني حكمة ( ادلبو ) مكان تجميع وتسويق المنتجات الزراعية . وقال عنها المؤرخ الغزي أنها قرية كلدانية – تدعى وادي ليب – وضبطها الأستاذ الشيخ شعيب الكيالي بالذال المعجمة ( إذلب ) ونتيجة التشظيف والتصحيف أصبح اسمها اليوم ( إدلب ) ) . وقد ذكرها الزبيدي في كتابه ( تاج العروس ) ان ادلب كانت قبل الفتح الاسلامي ذات محلتين المحلة الكبرى وهي المنطقة الشمالية من المدينة والمحلة الصغرى وهي الجنوبية و ذكر أنها كانت من أعمال وانضمتا إلى بعضهما وأصبحت كتلة واحدة . أما ادلب الحالية فهي مكان ادلب الصغرى وقد اندثرت ادلب الكبرى منذ مطلع القرن السابع عشر وتقع شمالي ادلب الحالية بحوالي /1/ كم . وقد كانت مزدهرة اقتصادياً وفيها صناعة الصابون ودليل ذلك المصبنة الكبرى والتلتان الكبيرتان المؤلفتان من رجيع الصابون والتي تبلغ كل واحدة منها آلاف الأمتار المربعة ولهذا اشتهرت ادلب قديماً باسم ( ادلب الصابون )


يحيط بمدينة إدلب عدد كبير من المناطق الأثرية كـالبارا ورويحة وقلب لوزة وقصر البنات وغيرها. وهي لا تبعد أكثر من 15كم عن جبل الأربعين أفضل مصايف الشمال.



إبراهيم هنانو
وكانت قرية إدلب تتبع سرمين فيما مضى، ثم بدأت أهميتها بالظهور بعد أن اهتم بها الصدر الأعظم محمد باشا الكوبرلي (1583-1661)، فجعل مواردها وقفاً على الحرمين الشريفين وأعفاها من الرسوم والضرائب وأقام فيها مباني ما تزال قائمة إلى اليوم فقصدها الناس من جسر الشغور وسرمين والقرى المجاورة، فاتسعت وازدهرت على حساب إدلب الكبرى التي طوي ذكرها.



في النصف الثاني من القرن الثامن عشر غدت إدلب تتبع جسر الشغور ثم أتبعت بـأريحا ثم صارت مركز قضاء عام 1812م، ثم مركز محافظة في عام 1960م. عانت إدلب ما عانته بقية المدن السورية في أوائل القرن العشرين من المجاعة بسبب الحرب العالمية الأولى وأصابها الدمار وسيق رجالها إلى الجندية الإجبارية وصودرت أرزاقها وغلاّتها باسم الإعانة والإعاشة، كما عانت مرة أخرى من الاحتلال الفرنسي عندما اتخذها إبراهيم هنانو معقلاً لثورته على فرنسا فقصفتها قوات الاحتلال بالمدفعية في 20/1/1920 واعتقلت معظم أهلها فتشرد الكثيرون في البراري، ثم عادوا إليها ثائرين فاحتلوا دار الحكومة، وظلت المدينة على مناهضتها للاحتلال حتى رحيل القوات الفرنسية عنها في 18/1/1945.



نظم محمد باشا الكوبرلي مدينة إدلب وفق مخطط عمراني اختاره بنفسه فبنى فيها الخانات كخان الشحادين وخان الرز ونظم أسواقها فجعل لكل حرفة فيها سوقاً خاصة، ورصف شوارعها بالحجر. ويتألف المخطط العام للمدينة من نواة بيضوية قديمة مكتظة بالسكان، وأحياء جديدة تنتشر حلقات حول النواة وتخترقها شوارع عريضة مستقيمة ومنتظمة.



البارا
وقد استخدم السكان الأحجار الكلسية في البناء قديماً وحديثاً ومنازلهم نوعان: يتألف الأول من فسحة واسعة في الوسط يحيط بها عدد من الغرف وتزينها الأعمدة المزخرفة والأقواس، وهو نمط عالي التكلفة وقليل الاستيعاب للسكان، أما الثاني فهو النمط الأوروبي في الأبنية.



تشتهر إدلب وريفها بمنتوجها من الزيتون حتى أن الأخوين رسل سمّياها عام 1772 بلد الزيتون وهو محصولها الأول، وفي إدلب صناعات قديمة مختلفة، كعصر الزيتون (كان في المدينة زمن العثمانيين 200 معصرة زيتون تحت الأرض اندثرت كلها)، وصناعة الصابون (حصرت هذه الصناعة بها في عهد محمد باشا الكوبرلي، فكان فيها ست وثلاثون مصبنة)، وصناعة الدبس والحلاوة والطحينة والأحذية. وتعد مدينة إدلب سوقاً تجارية واسعة للمناطق المحيطة بها، كما تسيطر على تجارة الزيتون وزيته في سورية عامة.





معالم أثرية
يوجد في محافظة إدلب بشكل عام مئات المدن والمواقع الأثرية التي تعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد يذكر منها:
النيرب
إيبلا
عرشين
البارة
الغدفه
اللوزة
المغارة
سرجيلا
تفتناز
رويحة
جرادة
شنشراح
داعودا
سرمدا
دير فيتا
داعودا
دير سيتا
أرمناز
النيرب
دركوش
بيزة
قلب لوزة
بافرحا
باب الهوى
جبل الاربعين
تلمنس
دير شرقي ( بها قبر الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز )





مصايف
من المصايف الشهيرة في إدلب
القنية
اليعقوبية
الشيخ عيسى
الغسانية
جبل الأربعين
كوارو تقع في شمال غرب
ادلب وكانت تطلق عليها اسم ام الرياح يبلغ عدد سكانها 1500نسمه




الموقع والمناخ :
تقع مدينة
ادلب في الجزء الشمالي الغربي للقطر العربي السوري وتجثم على هضبة منبسطة بمساحة تربو على 90 كم ضمن الحدود الإدارية للمدينة وترتفع عن سطح البجر حوالي /450/ م . وقد اكتسبت بحكم موقعها الجغرافي هذا أهمية استراتيجية خاصة كونها تشكل همزة الوصل فيما بين مناطق القطر الداخلية والساحلية والوسطى كما ان الطريق الدولي ( الأوتوستراد ) الذي تعبر عليه قوافل السيارات القادمة من القارة الأوربية عبر الأراضي التركية يمر بين ظهراني المدينة أيضاً .


الأصول السكانية والسكان:أعمرت أرض المدينة منذ تاريخ طويل بمجموعات بشرية متعددة ذات أصول عربية وعرفت الهجرات الأكادية والأمورية القديمة التي هي أم العربية وهناك حديث شريف يقول بأن النبي (ص ) خيّر في الهجرة إلى قنسرين . ففي الجامع الصغير عن ا (ص ) أنه قال : ( أوصي إليّ : أي الثلاث نزلن فهي دار هجرتك . المدينة او البحرين أو قنسرين ) أخرجه الترمزي والطبراني وهذه دلالة صريحة على ان أهل قنسرين وما جاورها ( محافظة ادلب حالياً ) هم عرب ويستبعد أن يخيرّ البني ( ص ) بالهجرة إلى قوم يبعدون عن مكة تلك المسافة الشاسعة وهم غير عرب ولا تربطه بهم أية رابطة . وقسم السكان إلى قسمين العرب القدماء الذين أوجدوا الحضارة القديمة حوالي الألف الثالثة قبل الميلاد والقبائل العربية التي قدمت بعد الفتح الإسلامي على يد القائد أبي عبيدة بن الجراح عام /637/ م والذي يتواجد قبره الحقيقي بالقرب من مدينة ادلب .


السكان اليوم:ويبلغ عدد سكان مدينة ادلب اليوم حوالي /120.000 / نسمة ويدخل صباح كل يوم مدينة ادلب حوالي خمسة آلاف مواطن من الريف اما للعمل أو لحاجيات أخرى ويعودون إلى قراهم مساء . ادلب زراعياً : وليست أهميتها ناتجة عن موقعها الاستراتيجي فحسب بل لما تعطيه أرضها المعطاء من غلات ومحاصيل زراعية فهي كما قال عنها أحد الرحالة الفرنسيين ( ادلب تلك القطعة من الجنان ، تلك الغابة المثمرة ) .


فهي مثمرة بكل أنواع الأشجار أولها وأهمها الزيتون ذو الخضرة الدائمة والذي من اجله سميت ( ادلب الخضراء ) وفيها المشمش والتين والعنب والرمان والجوز واللوز والتفاح وهي بهذا تدعم بعطائها الوفير اقتصاد الوطن وتحقق لأبنائها العيش الرغيد . وتمتاز المدينة بمناخها المتوسط المعتدل وغزارة أمطارها الشتوية ، فمتوسط درجات حرارتها صيفاً حوالي 28-30 درجة وشتاءً حوالي 13 – 15 درجة ومعدل الخط المطري فيها يصل إلى 495 مم .