تكنولوجيا الفضاء تحارب السرطان
بدأ العلماء في استخدام كاميرا خاصة مصممة للكشف عن الأشعاعات في الفضاء للكشف عن انتشار ورم سرطان الصدر
ويتوقع العلماء أن يساعد الجهاز على تجنب العمليات الجراحية المؤلمة والمعقدة التي تخضع لها العديد من النساء المصابات بالمرض
وقد صممت كاميرا أشعة جاما أساسا للكشف عن الإشعاعات الكونية في الفضاء، لكن أجريت عليها في الآونة الأخيرة تعديلات تمكن استخدامها في مجال الطب، ومساعدة الأطباء على معرفة مدى انتشار الورم السرطاني في الصدر
وكان الأطباء حتى الآن يعمدون إلى استئصال عددا من العقد الليمفاوية الموجودة تحت الإبط من أجل تحليلها
وغالبا ماتكون العملية مؤلمة للغاية وتترك تشوهات جسدية، وكذلك تؤدي إلى تعقيدات صحية للمريضة بعدها
إلا أنه باستخدام كاميرا أشعة جاما سيمكن تجنب كل ذلك، وسيستطيع لأطباء تحديد موقع العقدة الليمفاوية الأصلية المصابة الأقرب من ورم سرطان الصدر
وتبين الأبحاث أنه في حالة خلو هذه العقدة من السرطان فأن الجهاز بكامله يكون سليما عادة
وتعتبر عملية استئصال العقدة هذه بسيطة مقارنة بالعملية الجراحية التقليدية التي تستأصل جميع العقد الليمفاوية تحت الإبط
أشعة جاما
وتتم العملية بحقن المريض أولا بمادة كيماوية مشعة تطلق أشعة جاما يمكن تتبعها عبر الجسم، ثم يتم تصوير سير المادة داخل الجسم بالكاميرا الجديدة
وتستطيع الكاميرا، باستخدام الأسلوب المتبع في الكشف عن المعادن، إيجاد العقد الليمفاوية بتتبع المادة المشعة في الجسم
وقام العالم الفلكي ماثيو داليمور من جامعة ساوثهامبتون البريطانية بتطوير الكاميرا بتمويل من مجلس أبحاث علوم فيزياء الجزيئات والفلك
وقال داليمور إنه من الصعب الحصول على تمويل لتطوير أجهزة فلكية ولهذا السبب توجهنا للمجلس، إنه سيتم في المستقبل تطوير الجهاز ليمكن استخدامه تجاريا على مستوى أوسع
وأكد داليمور أنه في حالة نجاح التجربة سيتم استخدام الكاميرا في الكشف عن أنواع أخرى من السرطان
ترحيب واسع
ورحب متحدث باسم مركز أبحاث السرطان التابع لامبريال كوليدج بالجهاز الجديد وقال إنه سيسمح للجراح إجراء شقوق مضبوطة بأقل قدر ممكن من الضرر للأنسجة الصيحة المحاطة بالورم
وأضاف أنه سيعني إمكانية تحديد موقع وإزالة الورم الثانوي مخفضين بذلك من احتمال عودة السرطان في المنطقة
ويقوم مركز أبحاث امبريال كوليدج حاليا بأجراء بحوثه عديدة حول استخدام أخر التطورات العلمية في تكنولوجيا التصوير في الكشف عن مختلف أنواع السرطان بضمنها سرطان الصدر والمبايض عند النساء
وعبر مسؤول عن مؤسسة بريكثرو الخيرية للتقدم في أبحاث سرطان الصدر الريطانية عن ترحيبه بالاستخدام المشترك للبحوث العلمية التي تتم في مجالات متنوعة
وقال إنه يشجع أي تطورات علمية يمكنها أن تقلل من الحاجة إلى عمليات جراحية
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)