لمحــــة تاريخيــــــة :
يذكر بعض المؤرخين أن البناء الأول لتحصين في هذا الموقع يعود الفترة الرومانية ، وذلك أن الرومان بنوا مجموعة من الحصون على القمم الغربية للجبال الساحلية منها ( مصياف وأبو قبيس ) .
ولكن قلة المعلومات التاريخية و ندرة الدراسات عن هذه القلعة يجعل تتبع الفترات الأولى للبناء أمرا صعبا ورهنا بالتكهنات .
ولكن المخطط المعماري المعتمد في القلعة هو نموذج القلاع البيزنطية من القرن العاشر الميلادي . أي أن البيزنطيين سيطروا على هذا الموقع و أعادوا تخطيطه و تحصينه على النمط المعتمد لديهم .
ولكنها ما لبثت أن إنتقلت إلى السلطة العربية حيث إستولى عليها بنو مرداس أمراء حلب في القرن الحادي عشر الميلادي عند توسيع إمارتهم ، ثم آلت إلى سلطنة محمود بن زنكي ثم الأمراء الأيوبيين فالمماليك ، ولا يعرف إن كان المغول قد هدموها عند اجتياحهم بلاد الشام في عام 1258م .
أما في الفترة العثمانية فقد قلت أهمية القلعة وهجرت لتبقى عمارتها الحالية عمارة عربية ممتزجة بإسلوب التخطيط و التحصين البيزنطي .
الـــوصف المعمــــــاري :
للقلعة شــــــــكل مثلث رأسه من الشـــــــمال و قاعدته من الجنوب . وتتألف القلعة من أربعة أقســـــــــــــام :
القسم الأول (المدخل ) :
يقع المدخل من الجهة الشمالية الشرقية ، ويأخذ شكلا منكسرا يحميه برج مربع من الغرب . ويولج من الباب شرقا حيث يقوم برج مربع صغير من الخارج و من الداخل يحمي الباب برج دائري يتصل بالقلعة الداخليــــة .
وقد زود المدخل بهــــــذه الأبراج لحمايته وزيـــــادة منعته بسبب إمكانية الوصل السهل نسبيا من هذه الجهة .
القسم الثاني (الأسوار الخارجية) :
الســــــــور الخارجي مثلث الشـــــــــكل مبني من الحجر الكلســــــي الصغير المتوفر بكثرة في هذه الجبال .
تقوم على زوايا المثلث أبراجا مريعة ، حيث يوجد برجان مربعان من الشمال قرب الباب الخارجي و برج مربع على كل زاوية من الضلع الجنوبي و تتوسط هذه الأبراج في كل ضلع أبراج دائرية رشيقة حيث لا تزيد المسافة بين برجين عن 10م وقد يلتصق برجان أحيانا ، حيث يقع برج مربع إلى الشرق من المدخل الخارجي من الجهة
الشمالية ملاصقا لبرج دائري يقابله تشكيل مماثل من الغرب .
أأما السور فيمتد بين الأبراج بشكل رشيق بسماكة متوسطة بحيث يظهر أن السور والأبراج قد بنيت بنفس الفترة في استخدامها نفس التقنية والأسلوب وبسبب الترابط القائم بين عناصر الإنشاء .
القسم الثالث : ( القلعة الداخلية ) :
هي قلعة صغيرة متكاملة ترتفع جدرانها عالياً داخل الأسوار وقد بنيت على قمة صخرة الجبل حيث ترتفع الجدران من كل الجهات وقد زودت هذه الجدران من الخارج بأبراج دائرية وأبراج مربعة لحمايتها ودعمت هذه الجدران بتصفيح حجري منضد بشكل جميل ومتين .
يقع المدخل الرئيسي للقلعة الداخلية المثلثية الشكل في الشمال الشرقي مقابل الطريق الواصل من المدخل الرئيس للقلعة حيث يوصل إليه عبر مدخل يمر بين برجين ويولج إلى القلعة الداخلية من خلال قنطرة . أما السور فيمتد من الجهة الغربية من البرج المربع الذي يقع غرب المدخل جنوباً بشكل مضلع منحني حيث تقوم في الزاوية الجنوبية الغربية بقايا لبرجين مربعين مازال أحدهما قائماً ثم يضيق الجدار من الجنب ليتجه شمالاً مستنداً إلى تسفح حجري منضد وبرج دائري في الزاوية الجنوبية الشرقية والجدار الشرقي مزود بتصفيح مائل عالي جداً تقوم عليه جدران القلعة من الأعلى حيث تنتشر مرامي السهام . حتى نصل إلى شمال شرق الباب حيث يقوم البرج المربع الحامي للمدخل .
يولج إلى القلعة عبر قنطرة تغطي المدخل يقع إلى يمينها محرس يحمل سقفه عقد مربع ثم يفضي المدخل إلى ممر يقود إلى الغرف الداخلية والمستودعات التي تظهر بقايا جدرانها وقناطرها حتى نصل إلى الجزء الجنوبي حيث يقوم برج دائري كبير تتصل فيه الأبراج الثلاثة الجنوبية التي تدعم القلعة من هذه الجهة .
القسم الرابع : ( الفسحة الداخلية ) :
وهي الفسحة المحصورة بين السور الخارجي والقلعة الداخلية حيث تضيق من الغرب والجنوب لتشكل ممراً حول القلعة الداخلية وتتسع من الشرق والشمال حيث تحوي عدداً من خزانات المياه وغرف الجند والمؤنة .
ملكيـــــة القلعـــة :
تقع القلعة وسفوح الجبال المحيطة بها في أملاك الجمهورية العربية السورية .
الوصول إلى القلعة :
يوصل إلى القلعة بطريق معبد بشكل جيد يمر عبر وادي أبو قبيس الجميل حيث يصعد الجبل إلى مسافة قريبة من المدخل .
متـــــــــى
الزفاف ياعروس الربيع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)