هذه القواعد أو القوانين المصاغة في عبارات يرددها الفرد لنفسه ليعدل بها حواره الذاتي ..
فاكتبها وضعها فوق مكتبك أو في حافظة نقودك واغرسها في ذهنك بالتأمل والتكرار والتركيز .. خلال جلسات الخلوة ( راجع الخلوة العلاجية ) أو في لحظات الفراغ والاسترخاء بعد أن تطرد من ذهنك كل الأفكار الانهزامية المزعجة المسببة للتوتر والقلق والأفكار الاكتئابية السلبية المسببة لليأس والمخاوف .. وسوف تصبح هذه العبارات بعد فترة قصيرة قوانين وقواعد تحفز إرادتك وعزيمتك .. و مرجعاً لقراراتك وتصرفاتك .. ومنبعاً لقوتك وثباتك .. ومفجراً للكامن من قدراتك وطاقاتك ..
درب نفسك باستمرار على الاحتفاظ بهدوئك و ثباتك في أشد و أقصى الظروف و في أصعب المواقف .. وهذا هو أعظم مكسب في الدنيا .. وردد دائماً في مثل هذه المواقف الآيات الكريمة .. : " رب اشرح لي صدري ،و يسر لي أمري ، و أحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي" صدق الله العظيم
إرادتي و عزيمتي لا يمكن أن تلين و لو فشلت مائة مرة سأحاول من جديد....
" أفكر و أفكر ، لشهور و سنين و بعد تسع و تسعين محاولة أصل إلى نتيجة خاطئة ، و في المرة المائة ، أصل إلى النتيجة الصحيحة "....ألبرت اينشتاين
الخايف هايف .. واللي يخاف من الناس ينداس ..
و حقاً أن : .." دائماً ما يتحول رأي المجموعة بكل طغيانه نحو من يظهر خشيته منهم ، أما هؤلاء الذين لا يكترثون فنادراً أن يتحول رأي المجموعة ضدهم "
لا توجد مشكلة يستعصي على حلها وسوف أتغلب على أي مشكلة بالحلم و الاتزان و التعقل .
لحظات من الخلوة و التأمل تحقق لي الهدوء والتوازن والتركيز وتدفع في نفسي قوة هائلة لمواصلة الطريق..
من هذه اللحظة سوف أتمتع بالصبر و المرونة وإهمال الصغائر ..والنظر إلى مشاكلي بحجمها الحقيقي .. فالعالم لن يتوقف عند هذه الصغائر..
سوف أستمر بصبر نحو هدفي ..
و سأضع أمام عيناي دائماً أن:
"المثابرة و الصبر هي التي تصنع الأعمال العظيمة "
صامويل جونسون
قدرات و قوى الإنسان الكامنة اعظم بكثير مما يتوقع ..وهو غالباً لا يعرف عنها شيء ولا يستغلها .. و الآن أخذ قراري بإطلاق هذه الطاقات و سوف ابذل الجهد الجبار .. ولن أتعجل النتائج والانتصار..
سوف أتجنب كثرة نقدي للناس ..فالنقد يدفع من حولي بقوة لكراهيتي و يدفعهم إلى المرض النفسي...ويدفعني أنا نحو الحقد و الفشل و الاكتئاب .. وحقاً أن :
"أخبر أبنائك أنهم فاشلون مرات عديدة ، وسوف يصبحون كذلك.."
الفطام الذاتي...هو الحل..فبدلاً من أن ألوم والداي على المشكلات و الصعوبات التي أواجهها..وأصرخ و أبكي و أطلب المساعدة دائماً...سأتعلم أن هذه المشكلات هي التي ستقويني و سأتعلم منها الطريق إلى النجاح .
لن أقول أنني فاشل أو تعيس ..بل سأعمل دائماً على مضاعفة تقديري لذاتي ..فكل شيء يمكن إصلاحه إلا تقدير و احترام المرء لذاته.
سأستخدم خيالي في تصور أهدافي و أحلامي وكأنها تتحقق بالفعل ...
" انظر لأهدافك و تخيلها حقيقة واقعة "
لن يهزمني ضعفي أو عجزي أبداً .. لن أكون أضعف من المكفوفين العباقرة الذين أخذوا بأيدينا نحو النور
" لو خلا العالم من البهجة و السعادة ، ما كنا لنتعلم الشجاعة و الصبر " ..
هيلين كيلر
لن أترك نفسي لحظه بدون هدف أو بلا معنى..
" إن الإنسان الذي ينظر إلى حياته على أنها عديمة المعنى ليس تعيساً فحسب ، بل يكاد يكون غير صالح للحياة.."......
البرت اينشتاين
لوم الناس لا يفيد .. وتكرار لوم الآخرين يظهر ضعفي و يعلن أنني ضحية قابلة لسيطرة الآخرين...ويظهرني بمظهر ضعيف ..وقد يغرى البعض بالتمادي بعد أن عرف ما يضايقني..
الحل هو تحمل المسؤولية و الثبات وإعلان رفضي بثبات وحلم و اتزان..
تقدير الآخرين والثناء علي إيجابياتهم بذكاء هو أعظم استثمار لأنهم سيعطونك أفضل ما لديهم ...أما نقدهم و تعمد كشف عيوبهم سيحولهم إلى أعداء كارهين و سترى منهم أسوأ ما فيهم
ما هو أسوأ شئ ممكن أن يحدث .. ليكن ما يكون .. لن تكون نهاية العالم.. وحقاً :
" إن الإنسان يشعر بالهدوء في مواقف الخوف عندما يتخيل أسوأ ما يمكن أن يحدث وكأنه قد حدث بالفعل .. ويقنع نفسه بأنها ليست نهاية العالم .." برتراند رسل
كل إنسان له دور رئيسي في متاعبه .. ولن أكون من هؤلاء الذين يصطدمون بالمشكلات دائماً ويهدرون طاقاتهم في تضخيمها..
وحقيقة أن مشاكل المضطربين نفسياً سببها تكرار التعامل مع الأشياء المستحيلة والبحث عن الكمال , و عدم الاستفادة من الممكن وتنميته , و الاصطدام بالمواقف المثيرة للاضطراب .
لا يوجد مستحيل .. فقط ركز فيما تسعى إليه...و هناك دائماً طريق يوصلك إلى هدفك ...الحمد لله..الحمد لله.. كررها و أنت تستخدم مخيلتك في استعراض نعم الله التي تتمتع بها .. وسوف يزول قلقك في الحال
انظر إلى ما لديك..وقل الحمد لله ، أحذر أن تفكر في ما ليس لديك و تحزن..وإلا سوق تقلق و تتوتر في الحال.
كلما حزنت أو تضايقت .. تصور انك على شاطئ البحر تلقي بالماضي و همومه .. و تراه يغرق و يتجه نحو القاع .. وقل لنفسك " ليس أمامي إلا الحاضر و المستقبل .. و خسارة أن تضيع لحظة واحدة في التفكير في تجارب ومواقف الماضي الفاشلة ..
لن أتخيل النجاح و الوصول إلى القمة فقط بل سأتخيل نفسي و أنا ابذل الجهد و أتجاهل المشاكل التافهة و أتخطى العقبات واقهر الصعاب بصبر صعوداً نحو القمة " كل شئ يمكنك تخيله هو شئ حقيقي " بيكاسو
كل فشل يكشف لنا الأخطاء التي يجب ألا نقع فيها .. وكل فشل هو تجربه إيجابية و درس عظيم .. و خطوة حقيقية نحو النجاح ..
الفشل هو أعظم معلم..
و.."الفشل أمر سيئ ، ولكن الأسوأ منه هو ألا تحاول النجاح أبداً "
تيودور روزفلت
الرجل الذي يتسم بالحلم والثبات الانفعالي ويملك نفسه عند الغضب هو أسعد رجل في العالم لأنه يملك أهم أركان القوة النفسية و تأكيد الذات , ويملك قلبا خاليا من الحقد والحسد والشماتة..
والغضب مثل البخار المضغوط في إناء محكم إن لم يجد مفرا لخروجه فإنه يخترق أحد أعضاء الجسم فيسبب قرحة في المعدة أو قولونا عصبيا أو ذبحة صدرية ..الخ ويفضح ضعفنا وقلة حيلتنا
حقاً :لا ينال العلا من كان طبعه الغضب
ولكل داء دواء يستطاب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
و حقاً :
الكلام اللين يغلب الحق البين
وبالرغم من أن القوة النفسية وقوة الشخصية لا تمثل تعريفاً علمياً مباشراً لموضوع بعينه فهذه الاصطلاحات تستخدم للتعبير عن قدرة الفرد على الثبات الانفعالي والضبط الذاتي وتوكيد الذات كما أنها تعكس أخلاق و عادات الفرد وقت التعامل مع الضغوط و الأزمات وقدرته على الحلم وكظم الغيظ وعدم الاهتمام بصغائر الأمور.
وقد فسر الفيلسوف الإنجليزي "هوبس" منذ أمد بعيد القوة على أنها كل خلق حميد فهو يرى أن الصبر قوة، لأن الضعيف يجزع ، ولا يقوى على الصبر والاحتمال وقد ثبت حديثاً أن الصبر وتحمل ألم الحرمان يزيد من قدرة الجسم على إفراز الأندورفينات وهى أفيونات الجسم الطبيعية التي تحميه من الألم وتحقق له حالة مزاجية عالية !!
ويرى هذا الفيلسوف أيضاً أن الحلم قوة لأنه مزيج من الصبر و الثقة و أنه ينطوي على شئ من الترفع عن صغائر المسيء وتجاوزاته بل والاستخفاف بها بتجاهلها تماماً، وهو يرى أيضاً أن الشجاعة قوة لأنها ترفض الجبن والمذلة، وأن العدل قوة لأنه يعكس تغلب الإنسان على نوازع الطمع وظلم الأخر بدوافع الأهواء، وكذلك فإن العفة قوة لأنها تقاوم الشهوة و الإغراء.
فالقوة النفسية هي القدرة على ضبط الذات في حدود الأخلاق السوية الجميلة, وأن مصدر الأخلاق الجميلة هو " عزم الأمور " كما جاء في القرآن.
أيضاً هناك معيار أخر هام للقوة النفسية هو المسئولية وتحمل تبعات الاختيار و اتخاذ القرار..
وبالتأمل يسهل على الإنسان إدراك أن القوة هي الأخلاق الحميدة والقدرة على الضبط و التحكم وتحمل المسئولية و بالتالي تكون الحكمة في ارفع و أعظم الأخلاق التى قد ورد في الصفات التي وصف بها الخالق نفسه في أسمائه الحسنى.
وينظر الإسلام للغضب – وهو من دلالات الافتقار للقوة النفسية - على أنه ضعف وخلل في عمليات الضبط الذاتي ونقص في السلوك التوكيدي lack of assertiveness.
وقد أطلق عليها في القرآن و السنة اصطلاح مجاهدة النفس ونهي النفس عن الهوى.. ويشير الدكتور محمد محروس الشناوي إلى مجاهدة النفس أنها عملية مستمرة يعدل بها الفرد من سلوكياته بمنع نفسه من الاستجابة الموجودة في البيئة بأفعال تخالف الدين والعرق.
وقد ظهر في السنوات الأخيرة أسلوب ضبط النفس -self control- الذي يشير إلى المواظبة على تنظيم الفرد لسلوكه ووضع قيود على السلوكيات غير المرغوبة "و يقول ويلسون و أوليري Wilson & oleary 1980" أن التوجيه الذاتي يمكن أن يمارسه الفرد بجهده الفردي و أن يعدل من سلوكياته الرديئة و السلبية إذا لاحظها و سجلها و تابع يومياً تدريباته على التخلص منها و إبدالها بسلوكيات سوية مرغوبة وأن يلاحظ مدى قدرته على النجاح و التغيير بل و أن يكافئ نفسه (معنوياً و مادياً) كلما نجح في تحقيق النتيجة المرغوبة
(أنظر أساليب العلاج النفسي الديني و أساليب العلاج النفسي الحديثة)
المثابرة و الصبر هي التي تصنع الأعمال العظيمة
كلام يستحق التقدير
يا خير من دفنت في الترب أعظمه *** فطاب من طيبهـن القـاع والأكـم
نفسي الـفـداء لـقبـر أنـت ساكـنـه *** فيه العفاف وفيـه الجـود والكـرم
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)