الربيع العربي بأعين البعض وتجد في ما أطلق عليه تسمية الربيع العربي, وكأنه بات أشبه بسوق عكاظ يكتظ بالمحللين والمنظرين والمعلقات.أو ربما بات ينظر إليه البعض على أنه مسرح يتصدر خشبته كل ما هب ودب, ليصدح ويغني فيه على ليلاه.وحين تدقق ببعض ما قيل في هذا الربيع العربي,ستجد المتفائل به,أو المتشائم منه.وبينهما من هو المتشائل منه. وفي أقوالهم ستجد اختلاط الحابل بالنابل,مع ذكر لبعض الحسنات أو السيئات,وكثير من الأحلام والألغاز.· فرئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتن**** عبر عن سروره بهذا الربيع لصحيفة معاريف. وقال:أن الربيع العربي سوف يقود إلى شتاء إيراني.وأن الربيع العربي سوف يفرز نظمًا ديمقراطية, لن تتوافق مع النظام الثيوقراطي الإيراني, وسوف يتم عزل النظام الإيراني عن محيطه العربي من خلال هذا الربيع. · والجنرال الإسرائيلي عاموس يدلين عبر عن تشاؤله أمام معهد واشنطن.ووقف محاضراً وقال:إن الربيع العربي أهم حدث في المشرق العربي بعد حرب 1973م. وان نتائجه سوف تظهر في إسرائيل في المدى المتوسط وليس الآن. وعلى إسرائيل أن تستعد لتغييرات جوهرية في نمط التفاعلات بالمنطقة.· و المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني عبر عن تفاؤله بهذا الربيع .حين قال:أعتقد أن الربيع العربي قدم لنا فرصة لنقف في الجانب الصحيح من التاريخ، بتأييد الأمور التي نؤمن بها.فالربيع العربي لا يتعلق بإسرائيل،وإنما بالحرية والديمقراطية.وأعتقد أن التعاطف قوي، ويلعب في صالحنا. · والأستاذ فهمي هويدي.يقول:الربيع العربي حقيقة وليس وهماً ولا حملاً كاذباً، لكنها حقيقة محاصرة في محيط الشعوب.ولا سبيل إلى تحويلها من مشاعر فياضة وأمنيات إلى واقع يمشى على الأرض, إلا من خلال ثلاثة عناصر هي: إرادة حرة وديمقراطية حقيقية، ومشروع نهضة يهتدي به الجميع،لكن الأمر في العالم العربي ليس سهلاً على الإطلاق. وهو بالنسبة لمصر خاصة مليء بالألغام والتحديات. · والسيدة راغدة درغام عبرت عن تشاؤمها.وقالت:الربيع العربي سيتبعه صيف وخريف وشتاء, قبل أن يتضح إن كان سيُزهر بما تمنته ثورة الياسمين في تونس. ففي تونس اليوم مخاوف من الإفرازات الاقتصادية ومن الفوضى السياسية.وفي مصر بوادر لافتة جداً لجهة انتصارات انتخابية, آتية للأحزاب الإسلامية،كما لجهة الخيارات الإستراتيجية للحكومة المصرية الانتقالية,والمتمثلة بالتقارب مع إيران. · والسيد صلاح الدين الجورشي عبر عن مخاوفه بقوله:الربيع العربي تفسده من حين لآخر سُحب داكنة وأمطار متفرقة،وأحيانا زوابع رعدية وصواعق خلفت وراءها ولا تزال ضحايا في الأرواح وخسائر مادية... و لكن مع كل هذا الحجم الكبير من الخسائر ، فإن الشعوب العربية,لم تعد مستعدة للعودة إلى الخلف رغم صعوبة المخاض، أو هكذا تبدو الصورة في اللحظة الراهنة على الأقل.· والسيد صبحي زعيتر حدد المخاطر في هذا الربيع .حين قال:أعتقد أن كل ما شهده ويشهده الربيع العربي يسجل في إطاره الإيجابي، من كسر حاجز الخوف في النزول إلى الشوارع والساحات، وصولاً إلى إسقاط أنظمة، وتشكيل وعي عربي يؤمن بالحرية و الديمقراطية.ولكن الشيء الخطير في الربيع العربي ما بدأنا نشهده من دعوات ونزعات انفصالية بدأت بوادرها بشكل علني ومفضوح. · ووزير الدولة الفرنسي ألان جوبيه, أقر بجهل إدارة ساركوزي.حين قال قي معهد العالم العربي:الربيع العربي فاجئنا وأظهر جهلنا لجوانب كاملة من العالم العربي. اليوم نحتاج إلى رؤية المقاولين والقائمين عن الجمعيات و الفنانين والطلبة والمدونين وأولئك الذين يقولون"لا",والجهات الفاعلة الناشئة.· والبيان الختامي لقمة دوفيل الفرنسية.جاء فيه:نحن أعضاء مجموعة الثماني. ندعم بقوة تطلعات الربيع العربي,وتطلعات الشعبالإيراني.و لقد أطلقنا شراكة دوفيل. ونحن على استعداد لفتح هذه الشراكةالشاملة والطويلة الأمد لكل دول المنطقة,التي تبدأ عملية انتقال نحو مجتمع حر،ديمقراطي، ومتسامح.· و كريستوفر بويسك من مركز كارنيجي انداومنت للسلام الدولي. عبر عن بعض مخاوفه من هذا الربيع العربي.فقال:عدم الاستقرار الذي رافق الربيع العربي كان مناسبا للجهاديين.· وإلياس حرفوش عبر عن تشاؤمه.بقوله:ما سمي ربيع العرب تكاد أوراقه تذبل قبل نهاية فصل الربيع.· وصحيفة وورلد تريبيون الأمريكية استبشرت خيراً بهذا الربيع العربي.حين نشرت خبراً قالت فيه:أن روسيا قد تفقد نحو 10 مليارات دولار من صادرات الأسلحة بسبب ربيع الثورات العربية.· ورئيس التمويل الإسلامي في شركة تومسون رويترز رشدي صديقي. توقع أن يتضاعف حجم القطاع خلال السنوات الخمس المقبلة من تريليون حالياً إلى تريليوني دولار.وعزا صديقي السبب, إلى تزامن الربيع العربي مع بدء تخفيف الغرب ربط هذا القطاع بالإرهاب، وخفض حدّة خطاب الولايات المتحدة تجاه الحركات الإسلامية المعتدلة.وهذا من شأنه تغيير الصورة النمطية لهذا النوع من الصيرفة من قبل المستثمرين والزبائن الأجانب.وأشار إلى أن الغرب مضطر إلى التركيز على هذا القطاع ، بهدف استقطاب البتر ودولار. في وقت يعاني شحّاً في السيولة، نتيجة أزمة المال العالمية. · ومنسق الشبكة الأكاديمية العربية لحقوق الإنسان الدكتور إبراهيم الجازي.عبر عن تفاؤله يقوله:إن حالة الربيع العربي هي رسالة ودروس مهمة للعالم. وان الحراك الشعبي والشبابي سببه غياب الحريات السياسية وحريات التعبير.وبكلامه يبرأ الفقر والفساد والاستعمار من كونهم من أسباب هذا الحراك.· والكاتب نقولا ناصر.يقول:الظاهرة الأهم في الربيع العربي, هو أن تأثير "الدومينو" في ثورة الياسمين في تونس ما كان له أن يحدث, لو لم تكن هذه امة واحدة موحدة ثقافياً ولغة وتاريخاً وحضارة وهوية وديانة وحالاً ومصيراً. لكن غياب البرنامج الذي يجيب على سؤال ماذا بعد إسقاط النظام. جعل عضو مجلس إدارة المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية، إيفان كراستيف، يتنبأ بأنه في الشهور المقبلة سوف تفقد التطورات السياسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ببطء طبيعتها الإقليمية. فما يحدث في تونس سوف يكون أثره أقل في ما يحدث في مصر، وبالعكس....والأجندات الأجنبية قد اختطفت الربيع العربي, أو تكاد تختطفه, وحولته من ربيع سلمي إلى ربيع حربي.وكأنما لتوصل الرسالة ذاتها التي حاول الغزو الأمريكي للعراق إيصالها للعرب عام 2003م, بأن خلاصهم الديمقراطي يجب أن يمر عبر بوابة الاستقراء بالتدخل العسكري الأجنبي. وأن إرادة الشعوب عاجزة وحدها عن تحقيق هذا الخلاص.ويسرد بعض ورد في كتاب أعمدة الحكمة السبعة.ويقول:كتب ضابط الاستخبارات العسكرية البريطانية توماس إدوارد لورنس، المعروف ب"لورنس العرب"، في مذكرة سرية مؤرخة في كانون الثاني 1916م, يقول إن الثورة العربية التي دعمتها بريطانيا ضد الخلافة العثمانية ستكون مفيدة لنا، لأنها تتطابق مع أهدافنا المباشرة، لتفكيك الكتلة الإسلامية، وهزيمة الإمبراطورية العثمانية وتمزيقها.لأن الدول التي ستنشأ خلفاً للأتراك لن تكون ضارة بنا. لا بل إن العرب أقل استقراراً من الأتراك، وإذا تمت إدارتهم بطريقة صحيحة، فإنهم سوف يظلون فسيفساء سياسية عاجزين عن التماسك السياسي. ويبدو أن صناع القرار اليوم حريصين على إثبات صحة نبوءة لورنس.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)