بغداد .. لاتجرحي قلبي

فداكِ قلبي بماضيه وآتيه
وما بهِ من مسرّات ومافيه
أراكِ تعتصرين الدمع باكيةً
بغداد لاتجرحي قلبي وتدميه

فداكِ واحة نخلي وهي ذاوية
يانهر روحي الذي جفت مجاريه
فداكِ شاطئ أحلامي بما رقصت
عليه سمراء يغطيها وتغطيه

فداكِ ذكرى التلاقي وهي واحدة
وقصة حيث عاناها تعانيه
فداكِ أيامه في الصيف باردة
وما بشارع (حيفا) من لياليه

هذه رسائلك الصماء يحفظها
عن ظهر قلب وقد باتت تسليه
أرى نجومك عكس النجم جاريةً
وريحكِ العذب ملفوفا بعاليه

أرى طيوركِ نزالاً مهاجرة
ماعاد طيرك معروفاً بأهليه
أصبحت أبحث في الأنقاض عن وطن
شهدته وهو يهدي تلاشيه

قد استعنت بمشكاة معطلة
أما هلالكِ يابغداد فأنسيه
صفق معي لحبيب كان لي وطناً
لو قلت (بغداد) يعني كنت أعنيه

قد كان لحناً اذا الورقاء تبصرني
ظلت على القرب من داري تغنيه
ردي عليّ ظلال الصيف ثانيةً
وماتهدمه الأيام نبنيه

ناجيتك الآن ممنوعاً ومندفعاً
مصرحاً بهوى قلبي ومخفيه
أنا الذي كنت افديكم بعاصمتي
ولا أعد لكم شوقي وأحصيه

بغداد لم تسمعي لحنا نردده
ولا رقصتِ على لحن نؤديه
قد اتجهتِ الى الصحراء لاهثةً
والماء عندكِ لم تنضب سواقيه

تبدلين وجوها نحن ننكرها
وتلبسين لباس الكبر والتيه
تنفين من يتلوى في هواكِ
ومن يغترف بهواكِ الطلق تبقيه

يئست منكِ فلم افرح بخاطرة
سراً لتحكيه أو قولا تقوليه
يئست من مائكِ المسكوب تشربه
حتى الكلاب ولم تشرب شواطيه

يئست من ظلكِ الممدود نام بهِ
خنزير (تكساس) ممنوع لراعيه
يئست من طلحكِ المنضود تأكله
تلك العلوج ولم يأكله ساقيه

يئست من دجلة الزرقاء ماتركت
عُمراً على (شارع السعدون) نقضيه
طفنا على السمك المسقوف نحسده
فغيرنا صار يشوينا ويشويه

ماعدتِ تستنكرين الظلم من أحد
ولا تردينه سهماً لراميه
ماعاد للشاي طعم في مضايفنا
ولا لقهوتنا عطر نناغيه

جاءت سفارات أعضائي مطالبةً
أن تسحب القلب من أحضان ناسيه
جاءت لكِ الروح يابغداد قائلة
يانار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم وعلى آل ابراهيم

.........