للشاعر /محمد التركي


أنا من عزفت الشعر لحنا في كهوف التائهين!
أنا
من نزفت الشعر دمعا في ليالي العاشقين!
أنا
من وقفت على الطلول مرددا :هل ترجعين؟
أنا
من قُتلت على مشارف ذلة للمسلمين!
أنا صرخة القدس الشريف و تمتمات من جِنين
!
طفل
أنا يبكي ببغداد الأهالي الميّتين!
أنا
من لعقت الصاب من خل تنكر من سنين!
أنا ذلك المحزون يقتله الأسى في
كل حين!
أنا
ذلك الملاّح يبكي عند تذكار السفين!
لم يبق تمت مؤنس غير الدموع فهل
تعين؟!
أنا
ذكريات الأمس تحيا في مفازات الحنين!
أنا
فارس ينقض ساعة يرهب القوم المنون!
أنا
في مُثار النقع سيف لامع أفنى المئين!
أنا
ذلك المدام إن كبّرت يرتعد الخؤون!
حتى و إن كُسِر الحسام فقلبه جيش مكين
!
أنا
خيمة رُغم انكسار عودها لا لا تلين!

أنا من أنا..؟
!

أنا
من فصول العام فصل لا يحين!
أنا
شوق الأعمى لم ير البدر الجميل فيستكين!
أنا
قيس ليلى في زمان قد تغشّاه الجنون!
أنا
حكمة الشيخ المسن على شفا موت و طين!
أنا
سخر خنساء الذي أضحى ضياء المهتدين!
أنا
نار إبراهيم بردا للعباد المكرمين!


أنا.. من
أنا؟!


أنا
بئر يوسف فيه بشرى السائرين!
أنا
شمس يوشع لم تغب ترجو انتصار المؤمنين!
أنا
زفرة الليل الطويل و بهجة الصبح الضنين!
أنا
من بحور الشعر بحرماؤه ماء معين!
أنا
ذلك التنوين يبقى رغم رفض المانعين!
عمر و إن ثار النحاة بما حكاه
الأولون!
خبر
أنا و المبتدا قد ضل ركب الساهرين!
أنا
همزة للقطع تجثوفوق رسم الواصلين!
أو همزة للوصل تحيى غربة
في القاطعين!
أنا
في الردود إجابة أعيت عقول السائلين!
تركتهمُ بين ادعاء الشك طورا
و اليقين!
********