ما الطرق التي نستطيع من خلالها السيطرة على عواطفنا؟
لا تقتصر العواطف والأفكار على العقل فقط. فخلال السنوات العشرين الماضية، قام العلماء بتطوير مادة واسعة من العمل تثبت أنّ عواطفنا وأفكارنا وتخيلاتنا تؤثّر في أجسامنا وصحتنا. ومن المعروف أن الإجهاد، والعواطف السلبية، والأنماط السيئة للتفكير.. تؤدّي إلى العديد من الأمراض البدنية.
ومنذ أن بدأت الشركات بخسارة بلايين الدولارات بسبب الموظفين المرضى، بدأت مسيرة العمل للبحث عن الأسباب. وتعتبر التأثيرات البدنية انعكاساً للحالة العقلية. وهذا ما اعتبر مفتاحاً أساسياً للمديرين وأرباب الأعمال. ببساطة، إذا كنت تملك عواطف أو أفكاراً سلبية، فقد يسبّب ذلك لك المرض؛ لأنَّ الطريقة التي نشعر بها تؤثر على أهدافنا.
أظهرت الدراسات، مراراً وتكراراً، أنّ الأفكار السلبية والحالات العاطفية السلبية، مثل الغضب أو الاستياء، تؤدّيان إلى تأثيرات بدنية حقيقية جداً؛ ربما إلى أمراض جدية طويلة الأمد. بعض الحالات، مثل القروح وبعض المشاكل القلبية، في الحقيقة ترتبط مباشرة بالحالات العاطفية السيّئة. الإجهاد أكثر من اللازم، والقلق، والتوتر.. يمكن أن يضع إجهاداً على كامل الجسم. في الحقيقة، أظهرت البحوث أنّ كلاً من الإجهاد، والقلق، والعصبية، والغضب.. يمكن أن يؤدّي إلى عدد من المشاكل البدنية، ضمن ذلك الأرق، وفقدان الشهية، وخسارة الوزن، والارتجاج، ومتلازمة الفمّ الجافّة، وتفاوت ضربات القلب، وآلام القلب، وآلام الصدر، والصداع، وألم العضلات، والتشنجات، وانزعاج المعدة، وضغط الدم العالي، والأرق، ومشاكل التنفس، ومجموعة كبيرة من الأمراض الأخرى.
إنها ليست عواطفك ومزاجك فقط ، لكن أفكارك أيضاً هي التي يمكن أن تؤثّر على أهدافك.
في الحقيقة، سواء كانت أفكارك إيجابية أم سلبية، فإنَّ تأثيراتها تسهم في تقدّمك في حياتك. الأفكار الإيجابية ترتبط بقوة جداً بإنجاز الأهداف. فالناس الذين يملكون موقفاً إيجابياً في أغلب الأحيان يكافحون أكثر لنيل أهدافهم. الأفكار الإيجابية، لاسيما أفكار مثل "أنا يمكن أن أعمل هذا"، يمكن أن تبعث على الاسترخاء وتعطيك حافزاً شخصياً بأنك من الضروري أن تكون ناجحاً وتصل إلى أهدافك. لطالما اعتبرت التأكيدات أسلوباً فعّالا جداً لتوليد مواقف إيجابية. تكمن الفكرة في تكرار النغمة الإيجابية. الفكرة هي في استعمال بيانات إيجابية في الحاضر.
¶ كيف تسيطر على عواطفك؟
هل سبق وسألت نفسك: لماذا تقوم بتلك الأشياء التي تظنّ أنها تقوم بمساعدتك على التخلص من الإجهاد والغضب والمشاكل العاطفية الأخرى، وهي ليست إلا حلولاً مؤقتة فقط في أغلب الأحيان. على سبيل المثال، هل تقوم بالأفعال التالية بانتظام؟..
1 . الإفراط في التدخين، شرب الكحول، أو أي عادة سيئة.
2. تناول العقاقير المهدئة.
3. استعمال العنف لحل المشاكل.
4. الانغماس أكثر من اللازم في تناول الطعام.
قد تبدو هذه الحلول رائعة في الوقت الراهن، أليس كذلك؟.. لكن اسأل نفسك هذا السؤال: «هل حللت إحدى هذه المشاكل؟»
الجواب: بالطبع، لا. فهذه الأشياء تخلق مشاكل أكثر في النهاية. وفي أغلب الأحيان تصبح الأشياء أسوأ بسبب تدخلها في حياتك. ومن أسف، يخلق هذا التطرف في السلوك مستويات مرتفعة من النشوة، تتبعها مستويات منخفضة من الشعور بالسوء.
ولكن ماذا يمكن أن تفعلي لحلّ هذه المشكلة؟
حسناً، بدلا من أن انتظار الحلول المؤقتة أو العابرة، لم لا تتأمّلي في استعمال مشاعر تحملينها فعلاً مثل الهدوء والسعادة؟..
إذا كنت ترغبين في قبول الأشياء بطريقة مختلفة إلى حدّ ما، فسوف تشعرين قريباً بمنافع استعمال عقلك وجسمك، وحتى تنفسك بطريقة صحيّة وطبيعية وشمولية.
¶ ركز على نفسك
هل تعرف أن طريقة تنفسك يمكن أن تساعدك على التخلص من بعض المشاعر السلبية، مثل:
• العداوة.
• الخوف.
• القلق.
• الإجهاد.
تعلّم دمج تنفّسك مع الصور والألوان العقلية، وسرعان ما ستشعر بزوال العديد من المشاعر المحصورة، والألم والمخاوف العاطفية.
أعط التمرين التالي الفرصة واستمتع بالفوائد:
• اجلس بطريقة مريحة.
• خذ شهيقاً عميقاً أربع مرات- أمسكه مرتين (ثانيتين)- ازفر خلال ست ثواني.
• قم بعمل هذا التمرين من خمس إلى عشر مرات.
• الآن، بينما تستنشق ستشعر بالراحة كلياً، تخيّل أنّك تسحب إلى جسمك طاقة خفيفة صافية.
• مع الزفير تخيل أنك تنفث غيمة ثقيلة سوداء.
• ادمج هذا الزفير مع ألمك العاطفي السلبي. وستشعر بأنه يتركك.
• ستجد أن كل ما تبقى في جسمك طاقة صافية بلون أزرق بهيج.
• جرب هذا التمرين في بيئة هادئة، وسوف تشعر بزوال الهموم والأثقال السلبية.
تعمل التأكيدات بشكل أفضل إذا اقترنت بالتصور الواقعي. إذا صوّرت نفسك تنجز تأكيدك، بالإضافة إلى ترديده، فسوف تقنع نفسك بحقيقة البيان، لذا ستنتج فكراً إيجابياً وتنجز أهدافك.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)