[COLOR="rgb(46, 139, 87)"]طرطوس و رحمة التسويق؟..المحافظة تنتج 118 ألف طن ثماراً وأكثر من 17 ألف طن زيتاً
دمشق
صحيفة تشرين
تحقيقات
الاثنين 5 تموز 2010
عائدة ديوب
من المتوقع أن يتجاوز إنتاج محافظة طرطوس من ثمار الزيتون لهذا الموسم ال 118 ألف طناً من ثمار الزيتون يخصص منه نحو 20% لصناعة زيتون المائدة أي 17000طن.
ويستخدم 10% لصناعة الصابون ومن المتوقع إنتاج 17000 طن من زيت الزيتون ومع اقتراب الموسم يزداد قلق المزارعين حول مصير إنتاجهم من زيت الزيتون المكدس منذ أكثر من ثلاث سنوات في البراميل والعبوات والصفائح المعدنية المخزنة، وكميات كبيرة من مادة زيت الزيتون مهددة بالتلف.
وجاء الموسم الجديد ليضيف هموماً جديدة إلى المزارعين في الساحل السوري وعائلاتهم في ظل غياب أي توجه جدي ومسؤول من قبل الدولة للمساهمة أو المساعدة في إيجاد أسواق خارجية لتصريف الإنتاج، الأمر الذي انعكس سلباً على هذا القطاع ويمكن القول والاعتراف بأن هذا القطاع الاقتصادي المهم والذي كان يجب أن يشكل دعامة رئيسة للاقتصاد الوطني ويساهم بشكل فعال في الدخل القومي بات هماً ومشكلة رئيسة يهدد مئات العائلات بلقمة عيشها.
من الضروري البحث عن حلول ناجعة لتسويق إنتاج مزارعنا من زيت الزيتون، وهذا يقتضي من الجهات المعنية البحث عن أسواق خارجية لمعالجة المسألة التي باتت عصية على الحل.
المرتبة الأولى
تحتل طرطوس المرتبة الثالثة على مستوى سورية بإنتاج زيت الزيتون بعد حلب وإدلب.
فقد بلغت المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة في طرطوس 83.6 ألف هكتار، منها 69 ألف هكتار مزروعة بأشجار الزيتون أي نسبة المساحة المزروعة بأشجار الزيتون إلى مساحة الأشجار المثمرة في المحافظة 63.2%.
ويبلغ العدد الكلي لأشجار الزيتون في المحافظة تسعة ملايين و 583 شجرة المثمر منها ثمانية ملايين و640875 شجرة والبقية في طور الاثمار.
ارتفاع التكلفة
يقول المهندس عبد الكريم عيسى- رئيس مكتب التسويق في اتحاد الفلاحين: تقدر كميات زيت الزيتون المخزنة في المحافظة من مواسم 2007- 2008- 2009 بأكثر من 6000 طن.
ويتمتع الزيت المنتج في طرطوس بمواصفات فنية جيدة وأنه زيت عضوي ونظيف.. إلا أن ارتفاع التكلفة وأجور اليد العاملة، وغلاء مستلزمات العملية الإنتاجية، وصغر المساحات الزراعية أدى إلى ارتفاع تكلفة الكغ المنتج ليصل إلى 200 ليرة سنة الحمل- في الوقت الذي يباع الكغ الواحد من زيت الزيتون في الأسواق العالمية بسعر 145 ليرة، ويباع في الأسواق المحلية بسعر 175- 180 ليرة، وتباع تنكة زيت الزيتون وزن 16 كغ بسعر ما بين 2800- 2880 ليرة أي بفارق سعري يصل إلى 35-40 ليرة للكغ الواحد.
ويضيف عيسى قائلاً: إنه لولا عمل جميع أفراد الأسرة بزراعة وتسميد وقطاف الزيتون لكانت هذه الزراعة المهمة خسارة بخسارة..؟!
المنافسة
إذا كانت تكاليف الإنتاج في الأسواق المحلية تفوق مثيلاتها في الأسواق الخارجية..
فما هو السبيل للدخول في ميدان المنافسة بعيداً عن حسابات الخسارة والبيع بأسعار التكلفة الفعلية..؟!
يجدر التنويه بأن حكومات البلدان المنتجة للزيتون مثل تونس وتركيا وإسبانيا واليونان تبادر لدعم المصدرين بمبلغ يصل إلى أكثر من يورو واحد لكل كغ يتم تصديره.. الأمر الذي يعني أن المنتج السوري سيكون بمنأى عن المنافسة ما يستوجب القيام بدعم المصدرين السوريين بمبلغ لا يقل عن نصف يورو عن كل كغ واحد يتم تصديره وهذا الخيار لا مهرب منه في حال استمرار التوسع بزراعة أشجار الزيتون ولاسيما أن المجلس الدولي لزيت الزيتون أكد وفي أكثر من مناسبة إلى أن زيت الزيتون السوري من أفضل الأصناف من حيث تمتعه بمواصفات خاصة ومن أكثر الزيوت المرغوبة عالمياً لاحتوائه على نكهة عطرية ولخلوّه من أي متبق للمبيدات، كما نال الزيت السوري المرتبة الأولى في نوعيته- حسب مصادر مديرية الزراعة.
المناخ والدلتا 7
المهندس سالم عيسى- مدير عام شركة خاصة لتسويق زيت الزيتون قال: يعد الزيت السوري المنتج محلياً ذا مواصفات فنية ونوعية ممتازة خاصة بعد دخول أصناف جديدة تحت إشراف الهيئة العامة للبحوث العلمية وبحوث الزيتون..
إلا أن عدم تقيد المزارعين بمواعيد القطاف وطريقة القطاف، والتأخير في عصر ثمار الزيتون بعد قطافها مباشرة وطريقة تخزين زيت الزيتون.. كل ذلك يؤثر في نوعية الزيت المنتج محلياً ولاحظنا خلال الأعوام السابقة أن هنالك أمراضاً مختلفة تصيب شجرة الزيتون أصبحت مستوطنة في بيئتنا الساحلية، ومن الصعب السيطرة عليها والتخلص منها مثل ذبابة ثمار الزيتون ومرض عين الطاووس وعتة الزيتون.
وتعود الصعوبة في تصدير الزيتون السوري برأيه لارتفاع تكلفة إنتاج زيت الزيتون مقارنة مع دول الجوار وهذا عائد إلى طبيعة وجغرافية ومناخ الساحل السوري الخاص..
حيث لا يساعد على تقديم خدمات لشجرة الزيتون أسوة بالمحافظات الأخرى.
يشار إلى ورشة العمل السورية- الإيطالية المنعقدة في دمشق بحضور نائب المدير العام للمؤسسة الدولية لتسويق زيت الزيتون والتي طرح فيها موضوع مهم وحساس يتعلق بزيت الزيتون السوري وكيفية إيصاله إلى السوق الأوروبية؟..
وأضاف عيسى قائلاً: ناقشنا في هذه الورشة الدلتا 7 المؤثرة على جودة ونوعية الزيت السوري وتصديره للدول الأوروبية- وتترجم إلى السوري بأن زيت الزيتون السوري ممزوج بزيوت نباتية أخرى وحتى يستطيع الدخول إلى الأسواق العالمية والأوروبية يجب التغلب على مشكلة الدلتا 7.
وكان رأي الفنيين في سورية في ورشة العمل أن السبب عائد إلى الطبيعة الجغرافية والمناخية الخاصة ببلاد الشام (سورية ولبنان والأردن) وليس لأمر آخر..؟!
ضعف التصدير
ممثل إحدى الشركات الخاصة قال: أملك منشأة لتصدير زيت الزيتون «الدوكما» على رصيف مرفأ طرطوس، كلفتنا عشرات ملايين الليرات السورية، وقد ساهمت المنشأة- سابقاً- بتصدير كميات كبيرة من زيت الزيتون «الدوكما» وأدخلت للقطر ملايين الدولارات عن طريق التصدير للخارج.. وهي متوقفة الآن عن التصدير فهل يعقل أن تتوقف هذه المنشأة الضخمة عن أداء مهمتها في تصدير مادة زيت الزيتون بعد أن ساهمت سابقاً بتصدير آلاف الأطنان وتوفير القطع الأجنبي النادر للقطر..
وأضاف: تأتينا سنوياً عشرات الطلبات عروض أسعار لدول أوروبية وأجنبية وخليجية لشراء مادة زيت الزيتون يأخذون عروض أسعار ولا يعودون..؟
فهل السبب هو ارتفاع الأسعار عن الدول المجاورة..؟!
أم أن القوانين والأنظمة والقرارات الصادرة من الوزارات المختصة تتحمل مسؤولية إيقاف عمل مثل هذه المنشآت الاقتصادية المهمة وهل يعقل أن يدفع المستثمر عشرات الملايين من الليرات السورية لمنشأة اقتصادية ثم تتوقف عن التصدير والعمل معاً..؟!
السيد سامي تحسين الخطيب- صاحب منشأة لتصدير وتعبئة زيت الزيتون قال: أملك معملاً لتعبئة وتصفية زيت الزيتون حيث نقوم بتعبئة زيت الزيتون المعد للتصدير ضمن عبوات مختلفة الأحجام بوزن ربع ليتر وحتى 6 كغ لنقوم بتصدير زيت الزيتون المنتج محلياً والمستورد من بعض الدول العربية إلى دول إيران وفنزويلا ونيويورك..
وقد وصلت كميات زيت الزيتون المعبأة والمصدرة عن طريق شركتنا لعام 2010 إلى 3500 طن زيت زيتون وبسعر 3200 دولار للطن الواحد ووصلت الكميات المصدرة عام 2009 إلى 2000 طن.
وأضاف الخطيب: قمنا- وخلال العام الماضي- باستيراد عينات من مادة زيت الزيتون من جمهورية تونس العربية بسبب ارتفاع أسعار زيت الزيتون المنتج محلياً وانخفاضها في الدول العالمية والعربية ونتيجة لارتباطنا بعقود خارجية اضطررنا إلى الاستيراد كي لا نخسر أو نبيع بسعر التكلفة..
دعم الزيت
ويضيف الخطيب: طرحنا في أكثر من اجتماع مع المعنيين في وزارتي الاقتصاد والصناعة ضرورة دعم منتج زيت الزيتون كونه المحصول الاستراتيجي الوحيد لمزارعي الساحل ولأن جميع دول الجوار المنتجة تقوم بدعمه وبعد طول مناقشات واجتماعات توصلت اللجنة المشكلة في وزارة الاقتصاد لغرض دعم تصدير زيت الزيتون إلى: دعم زيت الزيتون المنتج في سورية بقيمة 164 مليون ليرة سورية فقط أي ما يعادل ليرة ونصف ليرة للكيلو غرام الواحد المنتج من زيت الزيتون..
في الوقت الذي يدعم الكغ الواحد في دول الجوار بقيمة دولار و20 سنتاً، ويقترح الخطيب: تبسيط عمليات تصدير زيت الزيتون إلى الخارج واختصار المعاملات الروتينية، وإعفاء العبوات الخاصة بتعبئة زيت الزيتون من الجمارك وإقناع المزارعين عن طريق الزراعة واتحاد الفلاحين والإعلام بأن مادة زيت الزيتون سلعة مستهلكة عالمياً ويرتبط سعرها في الأسواق العالمية بالعرض والطلب وليست حكراً على السوق المحلية..
انخفاض التصدير
يعد زيت الزيتون السوري سلعة استراتيجية مهمة، ويوصف بأنه نفط سورية المستقبلي ويتمتع زيت الزيتون المنتج محلياً بمواصفات فنية عالية تؤهله للدخول لجميع أسواق العالم.. إلا أن ارتفاع تكلفة الإنتاج الفعلية محلياً عن دول الجوار والدول المنتجة لزيت الزيتون وقف عائقاً أمام تصديره للخارج فقد فضل المصدرون السوريون شراء زيت الزيتون من دول الجوار لانخفاض أسعاره فيها خشية الخسارة أو البيع بسعر التكلفة ولا يقبل أحد العمل بخسارة- حسب المفهوم الاقتصادي- ونحن الآن أمام موسم إنتاج الزيتون القادم والموسم وفير –كما أشرنا- ومن المتوقع أن يصل فائض الإنتاج من زيت الزيتون السوري إلى 50 ألف طن تضاف إلى الكمية الفائضة من الموسم السابق.
وبسبب انخفاض أسعار زيت الزيتون في الأسواق العالمية الأمر الذي يساهم في انخفاض كمية الصادرات السورية حيث بلغت حتى تاريخه 6 آلاف طن فقط بالرغم من الكميات الفائضة من الزيوت في القطر.. فزيت الزيتون السوري يواجه منافسة كبيرة في الأسواق العالمية خاصة فيما يتعلق بمسألة الأسعار.
لذا: لابد من الوقوف والانحناء والتأثير الإيجابي بما يجري في العالم، ودراسة أسعار منتجاتنا المحلية على هذا الأساس.
وهذا يقودنا إلى ضرورة دعم الصادرات السورية من زيت الزيتون أسوة بدول الجوار والتشجيع لإقامة شركات الفلترة والتعبئة التي تقوم بشراء الزيت البكر الممتاز والبكر الجيد من المنتجين مباشرة كي تقوم هذه الشركات بفلترة وتعبئة الزيوت وفق المواصفات العالمية المطلوبة المستخدمة في التعبئة.
والتفكير بإحداث المجلس السوري لزيت الزيتون أسوة بمجلس زيت الزيتون العالمي خطوة يجب أن تؤخذ على محمل الجدية وأن تفعّل ولا تضاف إلى هيئات شكلية ليس لنا منها سوى الاسم..؟! [/COLOR]
@ اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك @
علي سليمان
@ الميزان @
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)