لقد ذهب البعض الى انهما لا يختلفان من حيث النوع بل يختلفان من حيث الدرجة فقط


بمعنى ان العصاب ماهو الا حالة مخففة من حالات الذهان والواقع ان حالة العصاب


تختلف اختلافا كبيرا عن حالة الشخص المصاب بالذهان ذلك لان المريض العصابي يكون


ذا بصيرة بمشكلته بعكس المريض الذهاني وبالاضافة الى ذلك فان المرضى العصابين


لا يظهرعليهم تغيركبير في سلوكهم او شخصياتهم كما انهم يعيشون في معظم الحالات في عالم الحقيقة بعكس مرضى الذهان فشخصياتهم في نواحيها المختلفة


[ ادراكية ووجدانية ونزوعية ] مضطربة غير متماسكة ولناخذ لذلك مثلا بالشخص


المصاب باهذيان او بالهلوسة وهي من الامراض الذهانية فشخصية امثال هؤلاء تكون


غير متماسكة مضطربة يصعب التعامل معها ففي مرض الفصام مثلا يشعر المصاب


بالتبلد فلا يبالي كثيرا بما يدور حوله وفي بعض الاحوال يزداد تبلد المريض حتى يصبح


في بعض انواع الفصام الى شبه تمثال اصم ابكم لا يتناول الطعام او يقوم باي نوع من

النشاط وبصفة عامة يتميز سلوك المريض بالفصام بالسطحية وبالتغير المفاجىء

وعدم الترابط او الانتظام كما انه يحيا بعيدا عن عالم الحقيقة والواقع وكثيرا ما يسمع

اصواتا او يرى اشياء ليس لها وجود حقيقي وقد تدفع هلوسة المريض وهذيانه في


الحالات الى الاعتداء او القتل دون انذار او سبق اصرار حيث يبدو له عن طريق الوهم ان


الشخص المعتدى عليه يسبه او يضع له السم وتختلف الجرائم التي يرتكبها مريض


البرانويا عن جرائم المريض بالفصام اذ تكون نتيجة لترو سابق وتفكير فاذا اعتقد


المريض ان الفتاة معينة تحبه وانها لا تظهرله حبها خوفا من قوم معينين يحاربونه و


يمنعون عنه فتاته فقد يقتل هؤلاء القوم لينتزع منهم حبيبته المزعومه .......


يعود الفضل في وضع تسمية العصاب Neuroses إلى الطبيب النفسي الأسكتلندي كولن Cullen عام 1776 ، وقد كانت تشير إلى كل الاضطرابات الاختلاطية مثل الهستيريا والتشنج والربو 0 إن الهستيريا هي النموذج التاريخي للأعصبة حين وصفها الطبيب اليوناني أبوقراط وأعتبره مرضا يصيب النساء خاصة ويتظاهر بأشكال متعددة 0 وقد وصف الطبيب العربي ابن سينا حالات عصابية وهستيرية وعالجها بالإيحاء وتغيير الظروف البيئية والاجتماعية 0 وفي القرون الوسطى في المجتمعات الأوروبية فقد رُبط بين الهستيريا والسحر ، وقد أحرقت العديد من المريضات بتهمة السحر 0 وفي القرن السابع عشر ذكر سيدنهايم أن هذا المرض يتقمص كل الأمراض وأنها ناتجة عن أبخرة غريزية تصعد إلى الدماغ 0 لقد كان للتحليل النفسي في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين دورا هاما في فهم الأمراض العصابية وعلاجها 0
وقد اعتبر فرويد اضطرابات وظيفية ( نفسية المنشأ ) ، وأن الأعراض النفسية عبارة عن تعبير رمزي لصراعات يعانيها الفرد خلال حياته الطفولية خاصة0 وقد ميز فرويد بين العصاب الفعلي Actual Neuroses والأعصبة النفسية Psychoneuroses ، التي يكون الصراع النفسي فيها عاملا حاسما ، وأن تتضمن ذلك بعض حالات الذهان مثل البارانويا 0 من جهة أخرى كان للطبيب الفرنسي ( جانية ) دورا بارزا في دراسة الأعصبة وعلاجها وخاصة الهستيريا والوهن النفسي ، والتوتر النفسي 0 ونظرا لسوء استخدام مصطلح ( العصاب ) فقد قررت الرابطة الأمريكية للأطباء النفسيين عام 1980 إلغاءه كما لو كان يشير إلى وصمة أو سمة غير جيدة كما يتبع التحليل النفسي الذي يرجع أسبابها إلى صدمات وخبرات طفولية والتي ليست صادقة دوما 0 ومع ذلك فإن التصنيف الدولي العاشر للأمراض النفسية ، الصادر عام 1991 عن منظمة الصحة العالمية ( WHO ) ، أبقى على مصطلح ( العصاب ) ويبدو أن طول الفترة التي استخدم فيها المصطلح قد جعلته محصنا ضد مهاجميه 0
• معنى العصاب وطبيعته :
العصاب : مصطلح عام جدا يشمل أنواعا مختلفة من اضطرابات السلوك ، ولكنها تتفق جميعها في أنها ناشئة عن فشل الفرد في التكيف مع ذاته وبيئته الخارجية ، وبالرغم من أن هذا المصطلح ( عصاب ) مشتق من الفكرة التي كانت شائعة بين الأطباء ، من الاضطرابات العصابية هي اضطرابات فسيولوجية متعلقة خاصة بالجهاز العصبي ، إلا أن الرأي السائد الآن هو أنها مشكلات نفسية وانفعالية ، تعبر عن محاولات فاشلة في التكيف مع المحيط الداخلي والخارجي للفرد 0
ونستطيع القول بأن العصاب هو : اضطراب وظيفي في الشخصية دون وجود أساس عضوي إطلاقا 0 ويتسم العصاب بأعراض محددة تتجمع في زملات ، كالقلق والوساوس والمخاوف والهستيريا ، دون أن يعوق قيام الفرد بمسؤولياته وأعماله وتكيفه مع محيطه الخارجي ، وبدون تفكك في الشخصية ، ولكنه يرتبط بمشاعر ذاتية من الضيق والتوتر 0
ويتميز الشخص العصابي بأنه شخص متوتر ، وغير سعيد ، ولا يعرف أسباب مشكلته ، وغير خطر على نفسه أو مجتمعه ، ولذلك ليس بحاجة لوضعه في مشفى ، وهو قادر على القيام بأعماله ومسؤولياته اليومية 0
• الخصائص التي يتميز بها العصابي كما حددها دولارد وميلر :
1ـ يشعر بالتعاسة 0
2ـ يتصرف بغباء وبطريقة غير مقبولة ، بسبب الصراعات التي يحملها 0
3ـ يظهر أعراضا متنوعة 0
• مقارنة بين العصاب والذهان :
هناك اختلاف بين العصاب والذهان ، وذلك من حيث الأسباب ، والسلوك العام ، والوظائف العقلية ، والانفعالات ، والشخصية ، وكذلك من حيث المآل والعلاج أيضا 0
ـ أهم الفروق في الجدول التالي :
العصاب
ــ الأسباب :
1ـ العوامل الوراثية نادرة جدا 0
2ـ العوامل العصبية والعضوية ليس لها دور هام ( نادرة ) 0
3ـ العوامل النفسية هامة وسائدة وتلعب الدور الهام 0
ــ السلوك العام :
1ـ لا يساير الجماعة ولا يهتم بنفسه ، ويبدو شاذا غير عادي 0
2ـ يهتم بنفسه وبيئته 0
3ـ يشعر بمرضه ويعترف به ( لديه بصيرة )
4ـ السلوك نادرا ما يكون ضارا به أوبالآخرين
ــ الوظائف العقلية :
1ـ ليس فيها خلل أو تأخر واضح ، والتفكير سليما 0
2ـ الكلام متماسك ومنطقي 0
3ـ الفهم والإدراك يبقى سويا 0
( لا توجد هلوسات أو أوهام ) 0
ــ الانفعالات :
1ـ تتغير تغيرا خفيفا ، وتحتفظ بطابعها العادي
ما عدا ( الاكتئاب والقلق )
ــ الشخصية :
1ـ متكاملة ومتماسكة ، والأنا سليم 0
2ـ الدفاعات الأولية تكون عاملة والشعور يحتفظ بسيطرته 0
ــ المـآل :
1ـ التحسن ممكن ، ويساعد المريض في تحقيق غاية العلاج 0
ــ العلاج :
1ـ لا يحتاج إلى إيداع في المستشفى 0
2ـ العلاج النفسي فعّال ومثمر 0
3ـ يكفي في علاجه معالج نفسي سريري 0

الذهان
ــ الأسباب
1ـ العوامل الوراثية والتكوينية مهمة 0
2ـ العوامل العصبية والعضوية والسمية تلعب دورا هاما 0
3ـ العوامل النفسية تلعب دورا أقل 0

ــ السلوك العام :
1ـ يساير الجماعة ويهتم بنفسه ويظل في حدود الإنسان السوي 0
2ـ لا يهتم بنفسه وبيئته 0
3ـ لا يشعر بمرضه ولا يعترف به ( ليس لديه بصيرة ) 0
4ـ سلوكه عادة ضارا به وبالآخرين 0

ــ الوظائف العقلية :
1ـ فيها خلل واضح والتفكير مضطرب 0
2ـ الكلام يتشتت وغير متماسك ولا منطقي 0
3ـ الفهم والإدراك يتعطل ، حيث نجد الهلوسات والأوهام 0


ــ الانفعالات :
1ـ تتغير تغيرا كبيرا وتضطرب ، ويبدو عدم الثبات الانفعالي 0

ــ الشخصية :

1ـ مفككة والأنا مضطرب 0
2ـ الدفاعات تكون محطمة ويفقد الشعور أن يحتفظ بسيطرته 0

ــ المـآل :
1ـ التحسن ممكن وحسن في الحالات المبكرة ولكنه ليس كذلك في الحالات المتأخرة 0

ــ العلاج
1ـ يحتاج إلى الإيداع في المستشفى
2ـ العلاج النفسي والطبي والاجتماعي هو الفعال 0
3ـ يحتاج علاجه إلى فريق متكامل 0

ومن خلال الجدول السابق يتبين لنا الفوارق الرئيسية بين العصاب والذهان وهي :
1ـ الذهاني مضطرب التفكير والشخصية ، في حين ليس ذلك في العصاب 0
2ـ الذهاني منسحب من الواقع ، ولا يستطيع العمل وتحمل المسؤولية عكس العصابي 0
3ـ الذهاني لا يشعر بمرضه لأن شخصيته مفككة وهو بحاجة لعلاج شامل يستغرق وقتا طويلا ، والأمر ليس كذلك في العصاب 0



• الذهانات
• معنى الذهان وأشكاله :
يشمل الذهان عددا من الاضطرابات النفسية التي تتفكك فيها محددات الشخصية ومكوناتها حيث يعجز الأنا عن أن يقوم بوظيفته في تنظيم وحدة العالم القائم حول الشخص وعلاقته بالواقع 0 والذهان Psychoses اصطلاح يدل على اضطرابات متنوعة وعميقة ، وخلل في تفكير الشخص ووجدانه ( انفعالاته ) يغير من نظرته وإدراكه للعالم والحياة ويؤثر في سلوكه وانتاجه بصورة خطيرة 0 ويغلب استعمال الجنون في حياتنا اليومية وعند رجال القانون على هذه الحالات التي تجعل صاحبها غير قادر على تحمل مسؤولية أفعاله 0 وفي اللغة العلمية يستخدم مصطلح الذهان أو النفاس 0

• تعريف الذهان :
هو اضطراب شديد يصيب الشخصية ويجعل بالواقع معطوبا بعدد من الاضطرابات النفسية الشديدة التي تصيب الشخصية ، ويكون تفكير الشخص مضطربا ويعيش في عالمه الخاص به مع وجود اضطرابات في الانفعالات والسلوك 0
• أشكال الذهانات وتصنيفاتها :
تقسم الذهانات إلى صنفين رئيسين وهما :
1ـ الذهانات الوظيفية Functional Psychoses : وتضم ، الفصام ، والهذيانات ، البارانويا والهوس والاكتئاب 0 وسميت هذه الذهانات وظيفية لأنها ذات منشأ نفسي ، وتفاعل عوامل نفسية واجتماعية وبيولوجية عديدة 0
2ـ الذهانات العضوية Organic Psychoses : وتضم ، الصرع ، الزهايمر ، داء بيك ، والشلل الطرفي ، وخرف الشيخوخة ، وداء جاكسون ، ورقص هنتغتون 0 وهذه ذكرها الدليل التشخيصي الأخير للاضطرابات العقلية تحت اسم الأمراض العقلية العضوية 0 وسميت بالذهانات العضوية لأنها ذات منشأ عضوي ، وخلل في المراكز العصبية