تجليات البديع في رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في قوله تعالى : بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
والبديع : على وزن فعيل بمعنى مُفعِل ؛ أي مُبدع السموات والأرض . والإبداع : أن تصنع شيئاً على غير مثالٍ سابق ، ومن دون أن تتلقى من أحد معلومة ما . وإذا أردنا أن نبحث فيما يصنعه الإنسان ، فإنه يقلِّد من حيث يشعر أو لا يشعر .
لكنَّ الله سبحانه وتعالى خلق الكون على غير مثال سابق ؛ فمَن قال إنَّ الأرض ينبغي أن تكون كُرة ؟ ومن قال إنَّ الأرض ينبغي أن تدور حول نفسها ، وأن تدور حول الشمس؟ ومن خلق الضوء ؟ من جعل الشمس منبعاً حرارياً وضوئياً ؟ من أعطى الماء صفاته وخصائصه ؟ ومن أعطى الهواء صفاته وخصائصه ؟ من أعطى كل عنصر خصائصه ؟ لو أنّ العناصر كلها تذوب في درجة واحدة ؛ أي تنصهر في درجة واحدة ، لرأيت الكون كله غازاً ، أو صلباً ، أو مائعاً .
من معاني البديع أنٌه بديع في ذاته ؛ أيْ لا يُشبهه شيء ، أو ليس كمثله شيء ، وبديع في خلقه ، فهو خلَق الخلق على غير شكل وعلى غير مثال سابق ، ومن دون أن يُعلِّمُهُ أحد . وبديع في أفعاله فالإنسان أحيانا يأخذ احتياطات جمّة لكن يُفاجأ بما لم يكُن في الحسبان ، فالبديع إذاً اسمٌ من أسماء الله ، اسم لِذاتِهِ و اسمٌ لِصفاته واسمٌ لأفعاله .
أيها القارئ الكريم : الله سبحانه و تعالى بديع السموات والأرض ، فهو الذي خلق السموات والأرض على غير صورة سابقة ، ومن دون أن يعلِّمه أحد ، ابتدع ذوات الأشياء، وابتدع صفات الأشياء وابتدع خصائص الأشياء ، وابتدع أحجامها ، وأشكالها ، وألوانها وحركتها ، وسكونها ، وابتدع الإنسان ، وما حوله من حيوان ، وما حوله من نبات ، وأشكال لا تُعدّ ولا تُحصى ؛ من خلال تأمُلِكَ لآيات الله في الكون ، تستنبط أن الله بديع السموات والأرض . ويجب أن تعلم أيضاً أن الله سبحانه و تعالى واحدٌ في ذاته ، لا مثيل له ولا مُشابه ، ليس له مثل لا في ذاته ولا في صفاته ، ولا في أفعاله ، ولا في خلقه.
أما المؤمن فحظه من اسم الله البديع أن يبدع في الدنيا ، في الزراعة والصناعة وأن يعمر الأرض بإبداعه بما فيه خير البشرية ، وأن يترك الابتداع في الدين ؛ لأنَّ البدعة في الدين ضلالة ، وكل ضلالة في النار، ولأن الدين توقيفي من عند الله تعالى ولا يجوز الإضافة عليه أو الحذف منه قال تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا
والحمد لله رب العالمين
نقلا عن الدكتور : محمد راتب النابلسي
جزاكِ الله الف خير سناء .. انا كتير بحب اسلوب الشيخ النابلسي عنجد كلامو بيدخل عالقلب فوراً
وشرح كتييير حلو وسلس .. شكرا مرة تانية عزيزتي
جعله الله في ميزان حسناتك
...
أهلا و سهلا فيكِ حبيبتي دمعة
و أنا كمان بحب كتير أسلوب الدكتور النابلسي
مشكوووورة ع المرور اللطيف
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)