اختارت وزارة الصحة عام 2011 عام مكافحة سرطان الثدي كونه يشكل أعلى نسبة بين السرطانات التي تصيب النساء في سورية وحددت تشرين الأول موعدا لإطلاق حملة الكشف المبكر عنه تحت شعار "فحصك اليوم أمان للغد" لتستهدف سيدات تتراوح أعمارهن بين 35 و 59 عاما في محافظات دمشق وريفها والقنيطرة.
وتعمل الوزارة خلال هذا العام على رفع الوعي والتثقيف الصحي لدى أفراد المجتمع عموما والسيدات خصوصا بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي ودوره في إنقاص عدد اللواتي يتم تشخيص سرطان الثدي لديهن في مراحله المتقدمة وتشجيعهن على طلب خدمات الكشف المبكر وتعزيز مفهوم الوقاية من الأمراض بشكل عام والسرطان بشكل خاص.
كما تسعى باتجاه تحسين وتطوير خدمات فحص الثدي وجعلها في متناول جميع السيدات وفي كافة المناطق السورية وتدريب الكوادر الطبية والفنية التي تعمل في وحدات الكشف لرفع مستواها وبناء قدراتها من خلال التعليم المستمر وتطوير قاعدة بيانات عن نسبة الإصابة تساعد في وضع السياسات والبرامج ذات الصلة إضافة للقيام بدراسة وبائية ثم تعميم الحملة لتشمل كافة المحافظات وذلك بعد تقييمها وتصحيح الأخطاء التي حصلت خلالها.
وقال الدكتور زياد مسلاتي مدير برنامج مكافحة السرطان في وزارة الصحة إن البرنامج مستمر وسيختار كل عام عنوانا محددا مبينا أن حملة الكشف المبكر ستتم بالتعاون مع جميع الجمعيات الأهلية المعنية بالسرطان إضافة إلى الوزارات والهيئات والروابط الطبية ذات الصلة والمنظمات الإقليمية والدولية والمحلية.
واعتبر مسلاتي أن حملة الكشف المبكر تحتاج إلى خطوات تمهيدية ستعمل عليها الوزارة خلال هذا العام أهمها ضبط جودة أجهزة الماموغراف في المشافي والمراكز الصحية العامة والخاصة وتدريب وتأهيل الكوادر الطبية العاملة في هذا المجال والمختصة بقراءة الماموغراف وذلك لضمان تحقيق الفائدة المرجوة من الحملة وهي الكشف المبكر الوسيلة الأفضل لخفض عدد السيدات المصابات وبالتالي لزيادة فرص شفائهن والتقليل من تكاليف العلاج الباهظة على الأسر والدولة معا.
وبين مسلاتي أن الوزارة ستركز على برنامج إعلامي كامل ويومي يساعد من جهة على تنبيه السيدات لضرورة إجراء فحوص دورية ذاتية وسريرية وماموغراف وتسهيل الوصول إلى هذه الفحوص ومن جهة أخرى تغيير النظرة السائدة تجاه المرض وتحويله إلى أمر واقع ملموس يمكن التعامل معه وعلاجه وبالتالي يمكن للسيدة المصابة العودة إلى حياتها اليومية مع أسرتها ومحيطها بعد خضوعها للعلاج.
بدوره بين الدكتور عادل باكير رئيس دائرة الطب النووي في هيئة الطاقة الذرية رغبة الهيئة في المشاركة بالحملة واستعدادها من خلال التعاون مع وزارة الصحة ونقابة الأطباء للعمل على ضبط جودة أجهزة الماموغراف وإخضاعها للمراقبة الشعاعية بحيث تضع برنامجا تفصيليا يتضمن مراقبة دورية لكافة الأجهزة في المشافي والمراكز العامة والخاصة وتخصيص استمارة لكل جهاز تشمل مواصفاته وتاريخ صنعه ومواعيد صيانته ونتيجة مراقبته.
وأضاف باكير أن دور الهيئة يمكن أن يشمل أيضا العاملين الفنيين على الأجهزة عبر توفير سجل تعرض شعاعي لكل عامل وإجراء التحاليل المخبرية الدموية لهم لمراقبتهم صحيا وضمان سلامتهم ومعرفة أي ممارسة خاطئة أدت لتعرضهم إلى مستوى عال من الأشعة.
من جانبه لفت الدكتور ياسر صافي رئيس رابطة الشعاعيين السوريين إلى وجود 150 جهاز ماموغراف في سورية مبينا ضرورة إجراء مراقبة ذاتية يومية من قبل المراكز والمشافي لهذه الأجهزة ومراقبة شهرية من قبل جهات محددة مختصة إضافة لإجراء دورات تدريبية للعاملين الفنيين لتطوير مهاراتهم وضمان دقة عملهم واعتماد معايير موحدة لتقرير الماموغراف.
وأشار صافي إلى أن حملة الكشف المبكر يمكن ان توفر معلومات وبيانات دقيقة من كافة المحافظات تفيد فيما بعد في إجراء أبحاث علمية ودراسات قد تبين أسباب انتشار السرطان في مناطق معينة أكثر من غيرها والإجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من هذا الانتشار مضيفا ان الحملة يجب أن توضح للسيدة الخطوات اللاحقة للكشف المبكر في حال تبين أنها مصابة.
وبين الدكتور إياد الدهوي خبير الأمراض المزمنة بمنظمة الصحة العالمية أن المنظمة تعمل باستمرار على دعم جهود الوزارة في مجالات الوقاية والكشف المبكر عن الأمراض المزمنة بصورة عامة والسرطان بشكل خاص لافتا إلى أن المنظمة ستوفر خلال الفترة المقبلة أجهزة ماموغراف متطورة وحديثة في بعض المناطق السورية.
ولفت الدهوي إلى ضرورة أن تخصص وزارات الصحة والمنظمات العاملة موارد مالية أكبر لمجالات الوقاية والكشف المبكر مبينا أن لدى سورية عددا كبيرا من المراكز الصحية وبالتالي يمكن الاستفادة منها خلال الحملة كونها أكثر قربا للسيدات والأسر وذلك عبر تدريب كوادرها الطبية والتمريضية على الفحص السريري وتزويدها بملصقات وبروشورات توضح كيفية الفحص الذاتي وأهمية الكشف المبكر.
واعتبر المهندس مروان ميداني أمين المبادرة الوطنية لمكافحة السرطان ورئيس جمعية دعم البحوث الطبية أن نجاح الحملة يقاس بمدى وصولها إلى كافة السيدات من مختلف الشرائح الاجتماعية والاقتصادية وقدرتها على تصحيح المفاهيم الخاطئة المرتبطة بهذا المرض وتحفيز المجتمع على تقبله بشكل أكبر كأي مرض مزمن الأمر الذي يشجع السيدة على إجراء الكشف المبكر والاعتراف بمرضها فيما بعد وتقبل العلاج وصولا إلى الشفاء مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بالعامل النفسي للسيدة المصابة وأسرتها كونه عاملا أساسيا في شفائها.
وبين التقرير التجميعي الأول لمعدل الإصابة بمرض السرطان في سورية للفترة بين 2002 و 2007 أن الحالات المكتشفة والمسجلة لهذه الفترة عند المواطنين السوريين وغير السوريين بلغت 73198 حالة وأن أكثر السرطانات شيوعاً بين الرجال سرطان الرئة ثم سرطان المثانة فسرطان الدم والبروستات أما بالنسبة للنساء فجاء سرطان الثدي أولاً ثم سرطان الدم فسرطان الدرق
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)