«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
الضمير ينيرللإنسان طريقه أكثر من عينيه... فالعين قد تخدع صاحبها أما الضمير الحي ذلك الصوتالخفي فيهمس من خلف ستار مجهول يضيء للإنسان كالإشارة الضوئية ولكن الإشارات هناروحية إيمانية توقظ الإنسان من غيبوبة تغلف كيانه وتجعله غير قادر على التمييز بينالحق والباطل وبين النور والظلام.
أما الإسلام فقد أتى بمفهوم يشابه مفهومالضمير حين قرر أن الإيمان يغرس الوازع الديني والحاجز الوقائي والبصيرة الحيةالنقية في نفوس المؤمنين فيكفهم عن المعاصي والشهوات ويحجزهم عن المآثم والمحرماتويوقظ فيهم الندم القلبي الذي يؤنب النفس ويحاسبها قبل أن تُحاسب أمام خالقهاالعظيم.
لقد بلغ من أثر هذا الوازع الديني أن جعل من أغواهم الشيطان وغرّهمهواهم وأعماهم ضلالهم وفتنتهم أنفسهم ودنياهم وشهواتهم فوقعوا في المخالفات ومارسواالممنوعات فغدوا لا تهدأ لهم حال أو يطمئن لهم بال من شدة ندمهم على ما اقترفوا منمعاصي حتى يبادروا بأنفسهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون منه أن يقيم الحدالمقرر عليهم وينفذ عقوبة الله فيهم حتى لو كان الحد المقرر أن تزهق أرواحهم حرصاًمنهم على أن يلقوا ربهم بأرواح طاهرة وأنفس بريئة زكية لأنهم أدركوا أن الحدود فيالإسلام زواجر وكفارات.. زواجر تزجر من تسول لهم أنفسهم ارتكاب الآثام والمحرمات ،وكفارات تكفر ذنب وتطهر من يقام عليه الحد في الدنيا فلا يعاقب على نفس الذنب فيالآخرة .
وما أكثر النماذج على أناس زكاهم الوازع الديني وطهرهم الشعاع الإيماني ... فهذا (( عروة بن سمرة )) يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم فيقول له: (( يا رسولالله إني سرقت جملاً لبني فلان فطهرني )) فأرسل النبي إليهم فقالوا: (( إنناافتقدنا جملاً لنا )) فأمر به النبي فقطعت يده، فلما سقطت صاح فرحاً وهو يقول : (( الحمد لله الذي طهرني منك، أردت أن تدخلي جسدي النار )) ...
وجاءت امرأة إلىالرسول عليه السلام وهي حبلى من الزنا... فقالت: يا نبي الله أصبت حداً فأقمه علي ... وبعد أن اعترفت وشهدت على نفسها أربع مرات وتأكد صلى الله عليه وسلم من جريمتهالأن الحدود تُدرأ بالشبهات... دعا نبي الله وليها فقال له أحسن إليها، فإذا وضعتوأرضعت وفطمت طفلها فائتني بها .. ففعل .. فأمر نبي الله أن تُرجم ثم صلى الرسولصلى الله عليه وسلم عليها فقال عمر بن الخطاب: (( أتصلي عليها يا رسول الله وقد زنت ))؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( لقد تابت توبة لو قسمت على سبعين من أهلالمدينة لوسعتهم، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى؟))
لقد ربى الإسلامالإنسان الرشيد وكون المجتمع السعيد، على حين فشل الفلاسفة والمصلحون عبر التاريخفي إنشاء المدينةالفاضلة والحياة المطمئنة وبقيت أمانيهم أوهاماًُ وأحلاماًوخيالات وأساطير الأولين...
لقد سجل التاريخ أن عمر بن الخطاب حين أسندت إليهحقيبة وزارة العدل في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما مكث ما يقرب من سنةٍ لميتقدم إليه اثنان في خصومة فعلام يدل ذلك؟
لقد كان المجتمع نظيفاً طاهراً وكانللإيمان أزكى الأثر في إصلاح المجتمع وإرساء قواعد الأمن والطمأنينة في جوانبهوآفاقه وبث السلام والسعادة بين ربوعه وأرجائه والإنسان يضعف تارة ويقوى تارة أخرىولكنه يجب أن لا يخلد إلى اليأس إذا أسرف على نفسه أو حين يخلط عملاً صالحاً وآخرسيئا فهو في إطار قول الحق سبحانه:
((
وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْخَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (102))). سورةالتوبة.«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»