أين نحن ياأمة الحبيب من هؤلاء الذين أخلصوا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم
كان ثابت البناني رحمه الله إذا رأى أنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على أنس وقبَّل يده ويقول إنها يد مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان الحسن البصري رحمه الله يحدِّث بقصة الجذع الذي كان يخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه ثم تركه واتخذ المنبر فحنَّ الجذع وسُمِع له صوت كصوت العِشار كحنين الناقة التي يُنتزع منها ولدها حتى سمعه كل من في المسجد فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه فسكن
فكان إذا حدّث بهذا الحديث يقول
يا معشر المسلمين.. الخشبة تحِنُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إلى لقائه فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه ولم يقف أمرهم على مجرد المحبة له صلى الله عليه وسلم والشوق إليه فحسب بل تعدَى إلى العمل بسنته والتأسي به حتى يدركوا ما فاتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم
أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يستأثروا به دوننا، فوالله لنزاحمنهم عليه زحاماً حتى يعلموا أنهم قد خلفوا ورائهم رجالاً
لقد أدرك معنى المنافسة الشريفة وأنه لا إيثار في القرب والطاعات، وكما قالوا إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا، فنافسه في الآخرة، وإن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين
فإن المسلم الحق ليشتاق إلى حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم ويتمنى لو كان من أصحابه، يجلس إلى المصطفى ويملأ عينيه من نور وجهه الشريف ويسمع حديثه صلى الله عليه وسلم العذب، ويرى خُلقه الذي يسلب القلب، ويقف على عبادته للرب، ولو بذل لذلك كل ما يملك تحقيقاً لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم
من أشد أمتي لي حباً ناسٌ يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثلاث من كن فيه وجد بهن طعم الإيمان- من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار
وقال تعالى قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين
قال عمر0 يا رسول الله0 لأنت أحب إلى من كل شيء إلا نفسي، فقال 0لا.. والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال عمر فأنت الآن والله أحب إلى من نفسي، فقال الآن يا عمر
والمسلم مطالب بأن يحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكثر من ماله وولده وأهله وعشيرته ومسكنه وتجارته ونفسه، وتلك فريضة من فرائض الله على الإنسان.
من فاتتــه صحبـة المصطفـى صلى الله عليه وسلم فـلا تفتـه صحبـة سنتـه
اللهم ارزقنا حب وشفاعة ومرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
يا خير من دفنت في الترب أعظمه *** فطاب من طيبهـن القـاع والأكـم
نفسي الـفـداء لـقبـر أنـت ساكـنـه *** فيه العفاف وفيـه الجـود والكـرم
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)