عندما يصبح الانتماء لعرق او هويةتهمة بنظر ابنائها, يمكن انو نقول هزلت يا عرب. لست بمعرض الكلام عن المحاولاتالاعلامية المعادية التي تقوم بتسويق هويتنا كشي يدعو للخجل, و لست هنا لالعنالامبريالية و لا الصهيونية و لا حتى الرجعية و لن احاول ان اسحق اي اداة منادواتهم العميلة. أريد الكلام عن تهمة "انا عربي" الذي اصبحت هاجسا عند الكثير منالعرب, و خصوصا اولئك الذين يعيشوف في المهجر و غيرهم.


العربي فيالمغترب ,و لا تعميم, من اكثر العروق خجلا بهويته, بلغته و اصله, فهو يدين نفسهلانه عربي قبل ان يتهمه اي شخص. بمجرد ان نحط الرحال في بلاد جديدة حيث لا يهتمفيها احد بغيره, لا من اين اتى و لا ماذا يتكلم او بماذا يؤمن...يبدأ العربي منا, ان يشعر بنظرة, قد لا تكون موجودة بأغلب الاحيان, نظرة تجلعه يتهيأ انه بموضعالدفاع عن النفس...و خير دفاع يكون بأنكار الذات,فمن كان اسمه عبدالله يصبحاليكس
و من كان شادي يصبح شون
و محاسن بنت ابو صبحي تصبح اشلي
و مازنيتحول الى مايكي...
من كان منا في يوم ما يحرص على كتابة اسمه العربي على كلحائط في اي مكان نزوره سواء اكان عمر الحائط الاف السنين او كان مجرد حائط بحماممدرسي..يقرر ان يترك ذلك الاسم على تلك الحيطان و يبحث عن اسم جديد.... تنتفي عناالاسماء التي قد تدل على مسقط رأسنا في بلدان العرب, نطمر رأسنا بالتراب كأن العيبانو نكون من بلاد العربان..يصبح اسمنا الذي ولدنا لنتسمى به...مجرد ذكرى "مازن كانهنا" او " شادي و محاسن الى الابد" على حائط مصيره الانهيار تمام مثل هويتنا انبقينا كما نحن.
نبدأ بالكلام بلغة غربية مكسورة, و عندما نواجه بأصعب سؤال, السؤال الذي نخشاه,
ما هي لغتكم الاصلية؟...
نقول بصوت صامت, انا اتكلم اللغةالسورية,
و ذاك يجيب بأنه يتكلم اللغة اللبنانية
او حتى المصرية..
حيث كنانعيش. سنخترع لغات جديدة, طالما انها تساعدنا على تلافى ذكر كلمة الادانة "عرب"..."عربية".. اصبحنا نتهم انفسنا قبل ان نكون متهمين. اصبح كلامنا دفاعا و ليسفخرا, و حتى ان لم نجد ما نفتخر به, فنحن السبب, ليسو هم, و ليس الاستعمار و ليستالظروف و ليست اسرائيل...نحن السبب...
الهروب مما نحن عليه بحجب كلمة "عرب" هوانتصار لما يحاول القيام به بعض الاعلام الغربي, ما نقوم به هو اكثر مما كان يحلمبه ذلك الاعلام...فهو اخترع الكذبة, و نحن صدقناها و نحاول ان نخفي انفسنا كالمجرمالمدان و الهارب, هو اراد ان يتهمنا في عيون العالم, فكانت عيوننا اول من صادقت علىالاتهام.
في اجتماع مع مجموعة من النساء العربيات . سارعت نسائنا بحياكة قفصالاتهام و جلسن فيه...دون ان يُطلب منهن ذلك..دون ان يكون هناك اي اتهام...بدلا منان يتكلمن عما نحن عليه...حاولن ان ينفين ما لسنا عليه...بدئن الدفاع عنا و نفيالتهمة...دون ان يذكر احد اي تهمة.....فالتهمة اصبحت موجودة برؤوسنا و قلوبنا...ونحاول ان ندور حول انفسنا لكي نقنع انفسنا ببرائتنا.
الى ان نبرئ انفسنا...الىان يعود اسم شادي و مازن...الى انو تعود لغتنا لتكون العربية...لا يجب ان نلوم احدبل انفسنا, لا يجوز ان نلعن احد, بل انفسنا.... فنحن اكثر من يسئ لانفسنا....و نحناكثر من شوه كلمة "عرب" في رؤوسنا قبل رؤوس الاخرين.