إخوتي وأخواتي:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد


إن الأيام تذوي يوماً يوماً، والعمر ينقضي شيئاً فشيئاً والحياة تسير بنا لا تقف لحظة، فهذا الطفل قد نما، وذلك الشاب قد انحنى ، وذلك الشيخ قد واراه التراب، فمهلاً مهلاً بني الإنسان.


إن الحياة ليست خالدة، إنها ظل زائل ، وعاريِّة مسترجعة- أيامها تفنى ، وزهرتها تيبس ، وسعادتها تذهب، ويبقى منها عمل الإنسان ليحاسبه الله على عمله خيره وشره.


فلا يحسن بنا أن نقضي أيامنا التي تذهب ولا تعود بما يعود علينا بالحسرة والندم بل نغتنم هذه الساعات ونسخِّرها في طاعة الرحمن فهي كنز ثمين ثمنه لا يقدر بمال.


جهل الناس حقيقة الدنيا وغاية وجودهم فيها فتاهوا حيارى وضلوا منحنيات الطريق، فلم يفيقوا إلا وملائكة الموت تسل أرواحهم، عند ذلك تذكروا- والألم يعصف بالنفوس والحسرة والندم تعصر القلوب- تذكروا العمر المنقضي فيما لا يفيد ولا يجدي، فتأوهوا التأوه الذي لا يغني وعلموا أنهم ضيعوا الحياة.


دعونا نفسح للحق في نفوسنا سبيلاً ، دعونا نعرف حقيقة الحياة: إن الحياة التي تخلو من السير على المنهج الإلهي، إن الحياة التي لاتتصل برب الحياة، إن الحياة التي تنخلع من ظل شريعة الله- إنها لحياة تافهة، يعيش صاحبها يقاسي في نفسه لوعة، وفي روحه جوعة ، لأنه يعيش بدون أن يشعر بوجوده الحق، وبدون أن يعرف سبيله، فاعرف ربك تعرف نفسك وتعرف سعادتك وتهتدي لغايتك، وبدون ذلك حياتك سراب يلمع في وهج الشمس في حر الهاجرة يخيل إليك أنه شيء يغني ويقني ولكنه لاشيء انه سراب.


وفي الختام أسأل الله لي ولكم السعادة


في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب

الهي انت مقصودي ورضاك مطلوبي