|[ أفكار صغ‘ـــيرة لـِ ح‘ــيآة كبـــــــيرة ]|
:
:
ومما جاء في تعريف الكاتب عن كتاابه
أفكار صغيرة لحياة كبيرة :
التقاط لبعض معان الحياة ، وتسجيلا لمواقف وصور ذات أهمية فيها.
حكمة سمعتها .. قرأتها .. رأيتها . وخشيت أن تطير من ذهني فقررت
صيدها ، وتقديمها قرباناً لك !.
قصة رمزية تلخص حكمة ، أو تشحذ همة ، أو تُوجب عملا . وأحببت
أن أدونها ليسبح معها ذوي الألباب ، ويستفيد من مغزاها طلاب الحكمة.
عصير أيام من سبقوني .. وحرارة تجربة مرة بي .. وفكرة ترجمتها
مواقف الحياة المتكررة ، صاغت معالم هذا الكتاب.
التعديل الأخير تم بواسطة Sanaa ; 03-06-2012 الساعة 01:46 AM سبب آخر: إزالة الروابط الخارجية
الفصل الاول
حَطِمْـ صَنَمَكَ
الأنانية والكبر والغرور ، آفات تحيل حياة المرء منا إلى جحيم مستعر ..
والذين يعيشون ولديهم هذه الصفات لا ينعمون أبدا بالعيش الهانئ
ولا يعرفون طعم السعادة التي يتذوقها من يعيش حياة البساطة والإيثار .
إن ( الأنا ) ذلك الصوت السخيف بداخل المرء منا والذي يجعلنا
دائما في انتظار انبهار الآخرين بنا لهو شيء جد مؤسف .
ذلك الدافع الذي يجعلنا دائما حريصين على أن يعرف الناس
أننا أفضل منهم ، وأجمل منهم ، وأكثر إيمانا واحتراما وانجازا
منهم لهو إشارة لخلل في تكويننا النفسي
ومرض يحتاج إلى علاج ولحظات صدق وتأمل بين المرء ونفسه .
ومن عدالة الأقدار أنها تضع المتكبر تحت ضغط نفسي متواصل
فهو يخشى دائما أن يكتشف الآخرين أنه أقل مما يدعي
فيبذل المزيد من الجهد ليخفي عيوبا ، أو يبرز محاسنا
تؤكد للجميع أنه كما يقول .
على العكس من ذلك فإن المتواضع يُخفي من كنوز محاسنه
تحت رمال تواضعه .
حتى إذا اكتشفها الناس أدركوا عِظم وأهمية وقوة الشخص
الذي يتعاملون معه ، والذي ما تفتأ الأيام تخبرهم
عن عظيم خصاله ، وكريم طباعه .
إن النفس تهوى الإطراء والتمجيد
لكن النفس التي يروضها صاحبها ويجبرها على أن تتسم
بالتواضع وتحاول دائما أن تُظهر الجانب الخير عند الناس
هي التي تستشعر بصدق حلاوة العطاء وسكينة التواضع .
الغريب حقا أن الشخص الذي يئد كبره ويصفع غروره ويوقظ
تواضعه هو شخص يتولى الحديث عن عظمته عمله
نعم أعماله العظيمة تتحدث نيابة عنه وتخبر الجميع بعظمته وجماله .
وأحسن تفسير هذا الأمر وليم جيمس
أبو علم النفس الحديث حين قال : أن تتخلى عن إعجابك بنفسك
متعة تضاهي إقرار الناس بهذا الإعجاب.
ولكن إلى أن تجرب طعم هذه المتعة ذق بعضا
من تعب التعود على التواضع والبساطة .
استمع دائما إلى الآخرين وكن شغوفا بإشباع نزوتهم في الحديث عن
أنفسهم ، أما أعمالك وإنجازاتك وجميل صفاتك فاتركها
تتحدث نيابة عنك .. فهي أفصح منكِ لسانا .. غرور
"ما يجعل غرور البعض غير محتمل هو تعارضه مع غرورنا الشخصي… "
فرانسوا دو لا روشفوكول
الفصل الثاني
لا تركب القطار وهو يتحرك !!
.. لا تركب القطار وهو يتحرك !!
أن تركب القطار وهو يتحرك ، يعني أنك قد فشلت في تنظيم وقتك ، وأنك تركض في الوقت الضائع .
جل العظماء ينظمون أوقاتهم ، ويتعاملون بحزم مع مضيعات الوقت ، وتوافه الحياة المزعجة ! .
إن التسويف يشيع الفوضى في حياة المرء منا ، ويجعلنا دائما سريعي الحركة في غير إنجاز ، كما يجعلنا أكثر توترا .. أكثر انشغالا .. أقل عطاءً وإنتاجاً ..
تماما كإمرءٍ يجري ليلحق بالقطار بعدما تحرك ، قد تسقط منه حقيبة ، أو يتعثر على الرصيف ،وربما فاته القطار بعدما أنهكه التعب والإرهاق .
والفرق بين صاحبنا المتأخر ، وآخر ركب القطار في موعده وجلس في هدوء يقرأ في الجريدة وهو يتناول مشروبه المفضل ، يعود إلى القليل من التنظيم للوقت .
وما أكثر الأوقات التي تضيع منا ، لفشلنا في إدارة حياتنا بالشكل السليم .
ماذا يضير المرء منا لو اتخذ لنفسه جدولا يكتب فيه مهامه وأولوياته ، ويرتب من خلاله أعماله والتزاماته .
ماذا يفيد المرء منا حين يسوف ، ويعمد إلى تأجيل أعماله لأوقات أخرى لا لشيء إلا للتسويف والتأجيل ، بلا سبب أو داع .
يتساءل بنيامين فرانكلين قائلا : هل تحب الحياة ؟ إذن لا تضيع الوقت، فذلك الوقت هو ما صنعت منه الحياة .
وما أروع معادلة الحسن البصري حين ساوى(الإنسان) بأيام عمره
فقال: (يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك)
وكان يقول: (أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم)
لا تؤجل عملا يا صديقي فأنت بهذا تسمح لدقائق حياتك بأن تتساقط وتضيع منك .
ولا تقتل وقتك ، فأنت بهذا تقتل عمرك ، وتضيع أغلى وأثمن ما تملك في الحياة .
كن حريصا على وقتك أكثر من حرصك على درهمك ودينارك .
وكن أول من يستقل القطار ..
اشراقه ~
قال جون بوروف :
لا زلت أرى اليوم قصيراً جداً على كل الأفكار التي أود أن أفكر فيها،
وكل الطرق التي أود أن أمشي فيها،
وكل الكتب التي أود أن أقرأها،
وكل الأصدقاء الذين أود أن أراهم
يتبع..............
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)