كل منا يحب أن يرى أثر أي عمل يعمله، خاصة إن كان قد بذل فيه جهداً كبيراً، فتجدنا نترقب ذلك الأثر بحماس، فإن وجدنا ذلك الأثر علت الهمة وزاد العمل، وإن لم نجده تراجعنا وتقعسنا، أليس هذا حال أغلبنا؟
لكن ماذا لو قدمنا أعمالنا وتركنا الأثر يظهر مع الوقت؟؟
ما أوحى لي بهذه الكلمات (نخلة) رأيتها قبل أيام وأنا راكبة في الحافلة، وسأروي لكم قصة هذه النخلة التي عايشتها،
كان أخي من وضع نواة تلك النخلة في الأرض عندما كنا صغاراً في الإبتدائية أو قبلها ربما، وضعها بجانب منزلنا كان هناك بعض التراب فوضعها وسطه، وكان يسقيها كلما تذكر، نقلنا من ذلك المنزل منذ أكثر من عشر سنوات، ونسينا أمر تلك النخلة، حتى أنه لا أحد ذكرها أبداً، وبينما أنا في الحافلة ذلك اليوم وأنا أنظر إلى منزلنا القديم، فإذا بي أتفاجأ بنخلة عالية بجانبه، لم أتذكرها إلا عندما رأيتها، بمجرد أن رأيت تلك النخلة عادت بي الذاكرة إلى الوراء، لم أتذكر النخلة فحسب، بل تذكرت الكثير من الأمور التي بقيت أرتقب أثرها ولم أرها.
تذكرت أُناساً حاولت أن أغرس فيهم أموراً، وأناساً حاولت أن أغير فيهم أموراً، تذكرت أعمالاً كنت أفعلها، وتضحيات كنت أقدمها، تمنيت أن أجد أثرها لكني لم أجده،فكان ذلك سبباً في شعوري بالفشل في كل تلك الأمور.
لكني بمجرد أن رأيت تلك النخلة علمت أن عدم رؤيتي للأثر ليس دليلاً على فشلي فقد يتأخر الأثر ويأخذ وقتاً، أو قد يظهر لكني لا أراه، كحال أخي والنخلة فهو إلى الآن لم يرها، علمت أن نجاحي لا يعني أن أنبت الشجرة، فإني وإن حاولت فلن أستطيع إخراجها، ولا حتى رؤيتها وهي تنمو، وليس شرطاً أن أذوق ثمارها، بل يكفيني نجاحاً أن أضع تلك البذرة وأرحل، فيوماً ما سيمر عليها أناس ليستظلوا بها، أو يتذوقوا ثمرها، أو على الأقل يستمتعون بالنظر إليها، فأي أثر أعظم من هذا؟
أخيراً تعلمت أن لا أنتظر أثراً لأي عمل ولا مقابلاً لما أقدمه فقد أعطتني تلك النخلة هذا الشعار
يكفيك وجود نخلتك وإن لم ترها أو تذق ثمرها يوماً..
مماراق لي...
::شموخي يميزني::أَنَا مَنْ حَرّكت أُسْطُولَ الحَرْوفِ لـِ اِجْتِيَاحِ السُطُورِ...
أَنَا مَنْ اِغْتَلْتُ المَحَابِرَ وخَلَقْتُ مِنْ دِمَائِيْ مِحْبَرَةً لـِلبَوحِ وَالإِبدَاعِ...
شكــرا الك موضوعك كتير مميز وحلو
تحيتي
.....
الأميز هو تواجدك الراقي ياعذبة ودي لروحك النقية...
::شموخي يميزني::أَنَا مَنْ حَرّكت أُسْطُولَ الحَرْوفِ لـِ اِجْتِيَاحِ السُطُورِ...
أَنَا مَنْ اِغْتَلْتُ المَحَابِرَ وخَلَقْتُ مِنْ دِمَائِيْ مِحْبَرَةً لـِلبَوحِ وَالإِبدَاعِ...
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)