جسر جديد و حادث غريب

**حنين الروح** · 10-30-2010 09:41 PM

انقلاب سيارة قبيل دخولها نفق 16 تشرين بعد ساعات من اعادة وضعه في الخدمة

لم تسنح الفرصة لـ "أديب ن." كي يتقاسم مع مواطني حلب سعادة وضع عقدة التوحيد في الخدمة، نتيجة تعرضه لحادث سير على طريق نفق 16 تشرين المؤدي من حي السريان الجديد إلى منطقة جامع التوحيد، وانقلاب سيارته السياحية من نوع "كيا ريو"، التي "لم تمض سوى سنة ونصف على اقتنائه لها".

وروى أديب عن الحادث قائلاً "كنت أسير بسيارتي على الطريق الجديد، وفجأة طار غطاء حفرة الصرف الصحي (الريغار) عند مرور السيارة التي كانت تسير أمامي من فوقها، فنزلت في الحفرة المكشوفة بسيارتي ما أدى إلى انقلابها".
وعن سرعته قال أديب "لم أكن أقود بسرعة، وإنما تفاجأت بالحفرة مكشوفة أمامي بعد أن طار غطاؤها بسبب مرور السيارة التي كانت تسبقني من فوقها".

ما أكده أحد الشهود العيان الذي بين أنه "لم يرَ لحظة انقلاب السيارة، لكنه شاهد شرطي المرور وهو يقوم بإعادة غطاء الريغار إلى مكانه بعد رؤيته الحادث".
وأكد مصدر في الشرطة أن "الحادث لم يسفر لوقوع إصابات، بل انحصرت خسائره في الجانب المادي فقط".
وجاء هذا الحادث، الذي وقع حوالي الساعة 5 مساءً، والأول على الطريق المذكور، بعد مرور أقل من 8 ساعات على وضع مشروع التوحيد والطرق المحيطة به ضمن العقدة، في الخدمة، صباح يوم الجمعة، ضمن تجربة مرورية لمدة 15 يوماً، ليتم تدشينه لاحقاً يوم 16 من تشرين الثاني.
ومشروع التوحيد نفذه مجلس مدينة حلب من خلال العقد المبرم مع مؤسسة الإسكان العسكري، وهو عبارة عن نفقين وطرق مجانبة والتفافية، ويبلغ عرض نفق التوحيد 6.20 م.، وارتفاعه 2.80 م.، ما أدى تعرض المشروع لانتقادات واسعة، أما نفق 16 تشرين، فيتكون من حارتين لمرور السيارات كل منها بعرض 6.5 م، تحوي مسربين للسيارات، ويفصلها جزيرة وسطية بعرض 1م تحتوي على أعمدة النفق وعواميد الإنارة، وطول النفق 165 م منه 40 م مغطى في منتصفه، بارتفاع 3.6م".
ورأت عضو مجلس المدينة ولجنة إنجاز المشروع رانيا عكل أن "تنفيذ مشروع بهذا الحجم ضمن مدة أقل من سنة، يعتبر إنجازاً بحد ذاته، وتجاوب الإسكان العسكري كان مميزاً"، معتبرة أن "تضافر الجهود أدى إلى تحقيق هذا النجاح".
وكانت لجنة إنجاز المشروع قد شكلت مع بداية تنفيذ المشروع، بعد إنهاء الدراسات، بقرار من رئيس مجلس المدينة معن الشبلي، لتنسيق العمل بين المجلس والإسكان العسكري.
وعن كلفة المشروع بين عضو لجنة الإشراف حبيب يعقوب أن "الكلفة النهائية لم يتبين بعد، لوجود بعض الأعمال، في طور إضافة اللمسات الأخيرة ضمن المرحلة الثالثة من المشروع، لكن مجموع التكاليف إلى الآن قد بلغت 650 مليون ل.س.، ومن المتوقع أن تكون الكلفة النهائية أقل من 900 مليون ل.س.".
وكان المشروع قد نفذ بـ 3 مراحل، الأولى تمتد من المنطقة المواجهة للحديقة العامة على ضفتي نهر قويق، وحتى تقاطع العزيزية ومحطة بغداد، والمرحلة الثانية استكمالاً للأولى حتى دوار التوحيد الذي تم إزالته، أما المرحلة الثالثة فتنتهي في الطرف المقابل للمشتل الزراعي، وتم إضافته لاحقاً مع نفق 16 تشرين، "لإنجاز الأعمال دفعة واحدة، تفادياً لقطع محاور حيوية مستقبلاً".
وأوضح سنحاريب عنتر مدير خدمات هنانو والمدير الإداري للمشروع أن "المشروع يخدم هدفين: مروري لتأمين انسيابية مرورية في منطقة مزدحمة من المدينة، وجمالي، من حيث تأهيل المنطقة المحيطة بنهر قويق وتجميلها، ضمن القناة الممتد من الحديقة العامة إلى حديقة المشتل الزراعي بطول 1800م، عرض القناة 14.5م
ويهدف المشروع إلى التخفيف من الأزمة المرورية الناتجة عن تقاطع المحور الأول الواصل بين منطقتي العزيزية والفيلات ذهاباً وإياباً، مع تقاطع المحور الثاني الواصل بين منطقة رعاية الشباب ونفق 16 تشرين ذهاباً وإياباً.
ولفت عنتر إلى أن "المشروع يحتضن منطقتين واحدة تمتاز بكونها منطقة جذب سياحي، فتم تأهيل منطقة لائقة سياحياً من حيث المظهر والجمالية، ومنطقة فعاليات اقتصادية تحتوي على العديد من المحلات والمكاتب التجارية".

وكان قد تم البدء بتنفيذ المشروع مع بداية العام 2010 بكشف مجرى نهر قويق، وتم تنفيذه على 3 مراحل بالنسبة لنفق التوحيد، ومرحلة واحدة لنفق 16 تشرين، مع تأكيد مجلس المدينة بتنفيذها قبل نهاية العام.
ولاقى المشروع ترحيباً من قبل المواطنين، مع شكاوي بعض سكان المنطقة من انتشار الحشرات، خاصة بعد إيقاف تدفق المياه لإنجاز الأعمال التأهيلية، ومطالبتهم بضرورة وجود نظام ضابطة أو دوريات، خشية تحول المنطقة إلى متنزه عشوائي مليء بالأوساخ والنفايات،على شاكلة محلق حلب، الذي ما زال على حاله، رغم وجود قرار صادر عن مجلس المدينة بمنع ارتياد المواطنين لجزره الوسطية، وحفاظاً على سلامة البعض، كهذا الطفل، الذي رصدته عدسة الكاميرا وهو يسير على السور الجداري المجانب لمجرى نهر قويق، البالغ ارتفاعه أكثر من 8 أمتار.

سركيس قصارجيان-سيرياينوز-حلب