.
اهتمام بتأسيس المواقع على الإنترنت من دونالاهتمام بمحتواها

الرياض: «الشرق الأوسط»
يتفق أغلبية مستخدمي الانترنتوذوو الاختصاص العرب على افتقار المواقع الشخصية العربية الى المحتوى الجيد، حيثيغلب عليها التكرار، والتركيز على عرض المعلومات الشخصية لأصحابها. وتؤكد أحدثالدراسات الاحصائية أن عدد مستخدمي الانترنت في العالم العربي يقارب 2.5 مليونمستخدم، نصف مليون منهم في السعودية، بينما يصل عدد المواقع العربية الى 5 آلافموقع.
وأوضحت الدراسة أن تركيز 70 في المائة من المستخدمين العرب للانترنت يقتصرعلى عملية تصفح المواقع، وأن 60 في المائة منهم لا يجيدون اللغة الانجليزية، وانعكسهذا بالتالي على محدودية تصفح المواقع على الانترنت بشكل عام، ما عدا المواقعالعربية التي أصبحت الأكثر استهدافا بين مستخدمي الانترنت فيالسعودية.

وتصنف المواقع العربية على شبكة الانترنت الى مواقع شخصية،وحكومية، وأخرى تابعة للشركات والمؤسسات. وقد يلاحظ مستخدمو الانترنت سرعة انتشارهذه المواقع، يساعدها في ذلك وجود المواقع التي تستضيفها مجانا، وتوفر أدوات مجانيةلتصميمها من دون مقابل، فعلى سبيل المثال يتوفر برنامج تصميم المواقع «فرونت بيج» من اصدارات شركة مايكروسوفت مع حزمة «اوفيس» بشكل تلقائي.

وبشكل عام فانهناك عناصر هامة تجعل الموقع على شبكة الانترنت متميزا، هي جودة المحتوى، والتصميم،وسرعة التصفح، والتطوير المستمر لمضمونه. ويدخل في هذه التركيبة العديد من الجهاتأهمها صاحب الموقع، والمصمم، والشبكة المحلية بالاضافة الى نوع برنامج التصميموأدواته.

ومع تميز المواقع الشخصية باحتوائها على أدلة لأشهر المواقعالعربية، وتوفيرها للبرامج التي تخدم مستخدم الانترنت، كبرامج الحماية، والبرامجالصوتية، وبرمجيات الاختراق، فيما تميزت مواقع شخصية أخرى بالطابع الشعري البحت. الا أن معظمها تتشابه فيما بينها بصورة كبيرة كما يعيبها التكرار.

أماالشركات والمؤسسات التجارية أوجدت لها واجهة دعائية من خلال مواقعها على شبكةالانترنت، تعرض من خلالها صورا فوتوغرافية لمبنى الشركة ومنتجاتها، من أن تزاول هذهأي نشاط اقتصادي أو تجاري على الشبكة، لأسباب تعود الى عدم وجود نظام خاص بالتجارةالالكترونية في السعودية. وفيما يفترض أن تكون المواقع الحكومية هي الأفضل من حيثالمحتوى نظرا للدعم المادي، الا أنها لم تمتز إلا بعرض خدماتها ومسؤولياتها المناطةبها، كما لا يزال جزء كبير من هذه المواقع تحت التطوير منذ فتراتطويلة.

ويرى بعيجان الشريم، أحد متصفحي المواقع العربية الذين التقتهم «الشرق الأوسط» أن بعض المواقع الحكومية قد تم تصميمها من قبل غير المتخصصين، لسعيتلك الجهات لمجرد وضع أسمائها على شبكة الانترنت غير مكترثة بالمحتوى، وأضاف «نظرالعدم وجود توعية في هذا المجال فلا عجب أن تبقى بعض مواقعنا متأخرة، وأن يتشابهمعظمها في المحتوى والتصميم، لدرجة تصيبنا بالملل الكبير عند تصفحنالها».

ويشكل تصميم الموقع عنصرا هاما في جذب المتصفحين، ويعتمد على خيالالمصمم ومقدرته على الابداع الفني من خلال البرامج المتوفرة. الا أن أغلبية تصاميمالمواقع العربية والسعودية هي مجرد محاولات شخصية لأصحابها غير المختصين بالتصميم،حيث يزاولون ذلك كمهنة ثانوية من منازلهم. وبسبب عدم الخبرة في التصميم تعاني مواقعكثيرة من البطء في عملية تصفحها بسبب زيادة حجم صفحاتها لكثرة محتواها من الرسوموالصور، مما يؤدي الى ملل المتصفحين لهذه المواقع وعدم تكرارزيارتها.

ويتذمر المتصفح العربي من تكرار الخدمات المعروضة، اذ يقول ممدوحالمالكي أحد متصفحي المواقع العربية على الانترنت «نجد أن الشكليات تغلب علىالمواقع العربية أكثر من المضمون، ومعظمها وان لم يكن جميعها، فقير المحتوى. والواجب على القائمين عليها الاستفادة من المواقع الأجنبية الأكثر خبرة من حيثطريقة العرض والوصول الى المحتوى».

ولما للمواقع العربية من دور كبير،واسهام فعال في وعي المتصفح، فاننا نترقب بأن تكون هذه المواقع المطلوبة من جانبغالبية فئات المستخدمين، ذات خدمات متنوعة ومتخصصة ومفيدة، وأن تتفادى عملياتالتكرار، مع محتوى يفيد المتصفح ويوعيه لآخر المستجدات في المجالات المختلفة، اضافةالى الاهتمام ببساطة التصميم، واستخدام تقنيات وبرمجيات حديثة تقلل من حجم الموقعليسهل التصفح والاستعراض، والاهتمام بتجديد الموقع وتطوير مواضيعه.