بكت البرازيل التي أعلنت سلطاتها الحداد 3 أيام من جريمة بشعة ارتكبها شاب في الرابعة والعشرين من عمره، الخميس 7-4-2011، بقتله 13 طفلاً من طلاب مدرسة في ريو دي جانيرو، وجرح 16 آخرين، بحسب ما بثته وسائل إعلام برازيلية عن الشاب ويللينغتون مينيزس دي أوليفيرا الذي سقط قتيلاً برصاصة أطلقها على نفسه بعد الهجمة المفاجئة على الطلاب الذين أمطرهم بخمسين رصاصة، وفق رواية الشرطة.

و أدلى بها قائد الفرقة 14 في شرطة ريو دي جانيرو، الملازم دجالما بيلترامي، وقال فيها إن الشاب دخل إلى مدرسة "تاسو دي سيلفيرا" بشرق المدينة وهو متمنطق بمسدسين عيار 32 وآخر 38 ملم مزودين بكاتم للصوت وبجهاز لتسريع الطلقات، ثم بدأ يطلق الرصاص على الطلاب، وأعمارهم بين 12 و14 سنة، فقتل 12 طالبة وطالباً آخر عمره 13 سنة.

العثور على رسالة "معقدة" الشاب البرازيلي ويللينغتون مينيزس دي أوليفيرا وبدأ الشاب جريمته الجماعية بصعوده في الصباح الباكر الى الطابق الثالث من المدرسة التي كان في الماضي من طلابها، وهناك دخل الى صالة للمطالعة يتفرع منها بابان كل منهما يؤدي الى صف دراسي، فاقتحم أحدهما وراح يطلق الرصاص على الطلاب منتقياً منهم الطالبات بشكل خاص، فدبّ الذعر بمن لم يصب منهم، وراحوا يصرخون ويستغيثون وهم يخروج من الصف فارين، بحسب ما ظهر في مشهد رصدته كاميرا مثبتة عند مقدمة ممر مؤد الى الصفين، وفيه ظهر في البداية يهيئ مسدسه قبل أن يقتحم المكان.

وفي لقطة ثانية من الفيديو ظهر الشاب وهو يحشو مسدسه بالرصاص قبل أن يتوجه الى الصف الثاني ليمطر طلابه بالطلقات، في وقت فر فيه من استطاع منهم الهرب، حتى أصبح معظمهم خارج المدرسة في الشارع، وبعد دقائق وصلت دوريتان للشرطة ممن توجه عناصرها مباشرة الى حيث كان الشاب، فعثر بعضهم عليه نازلاً من سلم الطابق الثالث الى الثاني، وحين رأى أحد عناصر الشرطة يتهيأ لإطلاق النار عليه قام هو نفسه بإطلاق رصاصة على نفسه فسقط على السلم مضرجاً بدمه.


وعثرت الشرطة مع ويللينغتون على حقيبة بداخلها رسالة من صفحتين انتهت بتوقيعه، وفيها وصية منه بأن يدفن الى جانب والدته بالتبني وأن لا تمس جثته أي يد غير طاهرة، من دون أن يشرح قصده من هذه العبارة، كما عثروا في الحقيبة على ثياب بيضاء طلب أن يتم دفنه وهو يرتديها.

وسريعاً نشرت وسائل الإعلام البرازيلية في مواقعها على الانترنت أن الشاب هو مسلم اعتنق الإسلام قبل مدة، معززة ما قالت بملخصات تقرير أولي أعدته الشرطة ويتضمن ما قالته عنه أخته غير الشقيقة، واسمها روزيلاين أوليفيرا، من انه كان متلهفاً دائماً للاطلاع على الشؤون الإسلامية وأبدى مرات عدة ميلاً للارتباط بالإسلام والإسلاميين المتشددين وأخبارهم، وكان لا يخرج من البيت كثيراً ولم يكن لديه الكثير من الأصدقاء واعتاد أن يصرف وقته كله تقريباً على الكمبيوتر.

كما تضمنت الرسالة التي وصفها الملازم بيلترامي بأنها "معقدة" من دون أن يشرح هذه الكلمة، على اعتراف من الشاب بأنه مصاب بمرض الايدز، في حين أن محطة تلفزيون "أو غلوبو" المحلية ذكرت عن بعض جيرانه بأنه مصاب بالاكتئاب.

وأمام هذه الحقائق الواضحة استمرت صحف برازيلية وتلفزيونات في ربط الجريمة التي ارتكبها الشاب بميله الى الإسلام، وقالت تلك الصحف إن الرسالة التي تركها تضمنت ما يشير الى ارتباطه بالإسلام وإنه اعتنقه لإيمانه بأنه الدين الصحيح وبأنه امتدح الارهاب والعمليات الانتحارية، لكنه اتضح في ما بعد أن الرسالة خالية تماماً من هذا الزعم الذي لم يكن مستنداً الى اي مصدر موثوق.

مع ذلك نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، المعروفة بمصداقيتها، تقريراً كبيراً عن الجريمة شارك في إعداده 4 من محرريها ومراسليها، وفيه نقلت عن جيران للشاب يعرفونه جيداً أنه اعتتنق الاسلام قبل عامين بعد ان كان ناشطاً مع "شهود يهوة". كما ذكرت ما يفيد بأن الثياب البيضاء التي أوصى أن يتم دفنه وهو يرتديها قريبة من طريقة دفن المسلمين لموتاهم، في إشارة للكفن.

وسريعاً نفى الاتحاد الوطني للجمعيات الإسلامية في البرازيل في تصريح لرئيسه جميل الباشا أن يكون الشاب مسلماً او اعتنق الاسلام او أن تكون له أي علاقة بأي جمعية إسلامية أو مسجد هناك، وقال الباشا: "إن أركان الاسلام تحث على المعاملة الحسنة ولا تشجع أبداً أن يقدم المسلم على قتل نفسه أو الآخرين".