المضادات الحيوية عبارة عن عقاقير لها خاصية إيقاف بعض الفطريات أو البكتيريا وشلها أو قتلها, والغريب أنها تستخرج من إفرازات بعض الفطريات والبكتيريا الأخرى أثناء نموها , ويمكن تحضيرها حاليا ًتحضيراً صناعياً كيميائيا.ً
ويعتبر البنسللين أول مضاد حيوي تم اكتشافه بواسطة الكسندر فلمنج الذي لاحظ أن مزرعة الجراثيم التي يجري عليها تجاربه قد توقفت عندما تلوثت بفطر البنسيليوم , فاستخرجه وتم إنقاذ الملايين بواسطته .
والمضادات الحيوية فعالة ضد الالتهابات سواء كانت بكتيرية أو فطرية , وليس لها تأثير على الالتهابات الفيروسية . وهذه الالتهابات سواء كانت البكتيرية أو الفطرية أو الفيروسية , تصيب أجزاء مختلفة من الجسم سواء كان الجهاز التنفسي أو الجهاز البولي أو الدموي أو الجهاز الهضمي وكذلك الجروح المفتوحة، الأمر الذي يجعلها تتسلل إلى الدم فتصيبه بما يسمى تسمم الدم , وتعطى المضادات الحيوية إذا ثبت عبر التحاليل المختبرية أن مسببها بكتيري أو فطري وليس فيروسياً، كالحصبة مثلاً .
ويجب الملاحظة أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية يولد سلالات مقاومة ومتطورة من البكتيريا يصعب علاجها , ناهيك بالآثار الجانبية غير المستحبة التي تظهر في بعض الأحيان، مثل :
·التهيج الذي يصيب الجهاز الهضمي مما يسبب غثياناً معدياً أو إسهالاً نتيجة نقص قدرة الأمعاء على امتصاص بعض المواد الغذائية .
·الحساسية التي تصيب بعض الأشخاص وتكون إما خفيفة أو متوسطة وقد تصل إلى درجة الخطورة وتؤدي للموت.
·مرضى السل الذين يداومون على المضاد الحيوي لفترة طويلة يتحتم عليهم أخذ فيتامين (ب) وهو الفيتامين الذي تصنعه البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء والتي تتأثر من تعاطي هذه المضادات الحيوية، ومن ثم يفقد الجسم حاجته من الفيتامين .
·التتراسيكلين , نوع من أنواع المضادات الحيوية , تعاطيه يسبب تلوّن الأسنان.
·بعض المضادات الحيوية لها تأثير متلف للكلى أو لحاسة السمع .
·العلاج الطويل بالمضادات الحيوية يؤدي إلى قتل البكتيريا الطبيعية في الجسم كتلك الموجودة في مهبل المرأة والتي تحميه من الالتهابات الفطرية.
·بعض المضادات الحيوية لها تأثير ضار على الحامل أو المرضع .
وعموماً فإن كل المضادات الحيوية مواد سامة تعطى في حدود القتل أو إيقاف نمو البكتيريا , أما الجرعة الكبيرة فقد تؤذي المريض؛ لذا يجب التقيد بالتعليمات التي يكتبها الصيدلي على العلاج . ونلاحظ أن المريض يتحسن بعد جرعتين أو ثلاث جرعات، الأمر الذي يجعله يتهاون في إتمام العلاج، وهذا يسبب حصول البكتيريا على المناعة، ومن هنا تعود إليه بشكل أقوى وأشد .
أنواع المضادات الحيوية :
قسمت المضادات الحيوية إلى عدة مجموعات أو فصائل بحسب التركيب الكيميائي لها أو حسب تأثيرها الدوائي , ومن أشهر هذه المجموعات :
· مجموعة البنسيللين penicillins : مثل البنسلين والفلوكساسلين والأمبيسيللن والأموكساسللين, وهذا الأخير بدأت البكتيريا في التعرف عليه ومقاومته , فاضطر الصيادلة إلى إضافة مادة مموهة له وأسموه أوجمانتين المكون من (أموكسسللين + كلافينك أسيد ).
· مجموعة السيفالوسبورين أوالبيتالاكتام Cephalosporin & other beta-lactam مثل السيفاكلور والسيفيوروكسيم.
· مجموعة التتراسيكلين Tetracyclin مثل الدوكسيسيللين.
· مجموعة الأمينوجليكوسيد Aminoglycosides مثل جنتاميسين والأميكاسين. وتقتصر استخدامات هذه المجموعة على بعض الأمراض الخطيرة كتسمم الدم و الحمى الشوكية؛ لما لها من تأثير على الكلى .
· مجموعة ماكرولايدات Macrolides وهذه المجموعة هي الاختيار البديل عن المجموعتين الأولتين للمرضى الذين يعانون حساسية البنسللين أو السيفالوسبورين , حيث تقوم بالعمل الدوائي نفسه تقريباً، ومن أمثلتها الإريثروميسين والأزيثروميسين والكلاريثروميسين.
· مجموعات أخرى كثيرة, مثل مجموعة الكلورامفينيكول ومجموعة الميترونيدازول وغيرها.
مشكور استاذ محمد
نورت دكتور
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)