سوف ادعك تمثل دورك على اكمل وجه .. وتعتلي انفصامك مرةاخرى ..ففي جنونك ما يبيح لنفسي شيئا من العرفان لذلك الآخر .. الذي ما يزال يقلبطرفه بيني وبيني
..
ويرتل نبوءته بوجع يشط به الى اعماق الهمس وسر الرؤيا .. هلالرؤيا اجمعت هي الاخرى على تسليمك عباءة الناسك وسبحة المنافق الذي يجهل ما يكمنفي
امتزاج السر بالسحر الممنع ..

لم اعد أجهلك اكثر .. ولم اعد اعرفكايضا .. تركض في عاصفة تعلم كل العلم انها تسوقك لنهاية موصدة الابواب .. ولعلالشوارع تنهش ظلك وهو يستغيث ويفر من وقع
الخطوات البطيئة ..لم اعد اراك بوضوح .. وانت تعلق روحك على مشجب عتيق .. وتخبر نفسك بقليل من التريث قبل الجنون المحض .. أي زاوية ملعونة تختبئ بها .. واي
ظلمة استبحتها بصمتك المأفون .. دعني اسافرفيك لاعرفك اكثر ولاراك على حقيقتك المشؤمة .. لا زلت تفتقر للمزيد من الصبر .. وبعض الحكمة .. ولعلك انت انت ..
ولكنني لم اعد ابصر شيئا .. ربما

وربما ما زلت تتململ في مكانك حانقا .. وانت تصب الزيت على النار وتشتكيالاحتراق .. وتجهل كل الجهل ما يدور بخاطرك \ الاخر .. نعم .. سوف يكون انزياحك منيالى جهنم .
.
وبئس الجنون الذي يرتديك الى اخمص رأسك .. هل تضحك ساخرا ؟؟ وتهزالرأس بشئ من الاعجاب لهذه اللغة الحمقاء .. لماذا يلفك الصمت وانت تعقد حاجبيكالان ..
ام هو الانفصام وهكذا .. ترقع وقتك بدقائق تطلق عليها الحالة .. يا لبؤسمزاجك العبثي وانت ترتاد الغباء ..

ابتسم .. وراح يمشي ببطء في الغرفةالعتيقة ومحراب الناسك الدجال .. هكذا يسميها .. راح يبتسم ويهز رأسه بشيء من المكر .. اذا اعلنت الحرب مرة اخرى .. قال هامسا
وعيناه تسبران غور الفضاء القصي .. وتشتعلان بشيء من عنفوان النزق .. اللغة على عاتقي قال ضاحكا .. وهي لعبتي المجنونةالحبيبة .. كيف لا وانت سليل عقلي وانفصامي
لا اراك الا ممتعضا لا تدرك سرالفصحى في جنة البوح .. الا ترتاح من نفسك قليلا لتغشاني بهدوء ...
مضى مسرعاهذه المرة .. نحو المرآة .. وقبلها بعنف .. وأدار رأسه لنفسه .. حك ذقنه الاشيبالمستطيل الهيئة .. وقال بنزق .. دعنا نشرب كأسا .. فهنالك المزيد من الوقت ..

الوقت .. محض تعويذة مملة .. تسلك طريقها في غبش اخرق .. وغيب لا يمل منالانعتاق في سر الاسرار .. وهالة تومئ اليه باللغز على حافة المجهول ..
ما لغزالانتظار لشيء قد يجيء معلنا منطق الاشياء في اللامنطق العاهر الذي يعيشنا .. نحنالغرباء في انفسنا نبيح اللامعقول ونحيله الى قواعد قدسية
نستبط منها الحكمةالعمياء
الوقت .. مجرد خطوات تجرجرنا لنهاية حتمية .. وانا وانت نجلس في انتظارممل يقتلنا التنافر والانغماس في حرب شعواء عن اللا اخلاقي ونظرية الجنون ..
دعني افضفض عن نفسي قليلا .. ولا تقفز معلنا حالة الطوارئ .. وترفع لافتاتالممنوع في وجهي .. دعك مني ولو يقتضيك الحال الى الموت غما ..

رفع كأسهوهو يومئ الى نفسه ببتسامة عريضة .. ويغمز ماكرا .. ثم جلس بجدية فاذا بملامحهوكأنها قدت من الصخر .. تمر بضعة لحضات .. وهو اشبه بصنم
لا يحركه شيء .. ثمينتفض ضاحكا .. مستهزئا من ظله المترامي على ارضية الغرفة ..

دعك من جنوني .. يقول بجدية .. فأنا محض مسكين لا افقه شيئا في دواليب الحياة .. ستون عاما ولستاملك سوى انفاسي المحمومة .. وخرقة تعريني من نفسي ..
لا ابصر شيئا .. هل تبصرانت ؟؟ .. دعنا نتبادل ادوارنا ساعة واحدة .. وسترى ما ارى ..

فكر بصمت .. لاح في عينيه ظل الانكسار .. وغمامة البؤس تلوح في نظراته .. كانت ملاحه هذه المرةوكأنها قدت من الصخر .. بعيدة كل البعد عن المكر الذي صافحها
قبل قليل .. بعيداعن ذلك الاخر الذي بدأت هيئته بالتبعثر والتلاشي شيئا فشيئا .. هز رأسه بائسا .. معانقا وحدته في ضباب كثيف .. لم يعد يسمع الا دقات
قلبه وهي تضطرب .. وتدقكالساعة الرتيبة .. نظر الى الزاوية الاخرى .. كانت رواية ( القفص الزجاجي ) تقبعهناك .. ابتسم