يقع الشباب دوما في الحب بويلاته واشكاله ويمارسون وهما يقضي في


الغالب على متعة الحياة والعشاق ثلاثة أقسام: ( كما يرى ابن


القيم )


منهم: من يعشق الجمال المطلق.


ومنهم: من يعشق الجمال المقيد، سواء طمع بوصاله أو لا.


ومنهم: من لا يعشق إلا من يطمع في وصاله.


وبين هذه الأنواع الثلاثة تفاوتٌ في القوة والضعف

فعاشق الجمال المطلق: يهيم قلبه في كل وادٍ، وله في كل صورة


جميلة مراد... فهذا عشقه أوسع، ولكنه غير ثابت كثير التنقل:



يهيم بهذا ثم يعشق غيرهُ


وعاشق الجمال المقيد: أثبت على معشوقهِ وأدوم محبة له، ومحبته


أقوى من محبة الأول؛ لاجتماعهما في واحد، ولكنْ يضعفهما عدم


الطمع في الوصال.



وعاشق الجمال الذي يُطْمع في وصاله أعقل العشاق وأعرفهم، وحبه


أقوى؛ لأن الطمع يمده ويقوِّيه)



والمتأمل في واقع الشباب يقف على مدى التناغم بين واقعهم وبين


كلام ابن القيم رحمه الله، فهناك شاب يحب الحب ذاته، يلهث



وراءه، لا يرى العيش دون قصة حب، وإذا ما انتهت قصة سارع


لنسج أخرى، فتعلقه ينطلق من رغبة مسبقة.



بينما نجد شابًّا آخر لا ينطلق برغبة مسبقة، وإنما اعتراه ما اعتراه دونما



قصد أو تعمد، فيتعلق قلبه بمن تنساب عواطفه نحوها على وجه


الحصر، وهو في خضم ذلك لا يطمع في الزواج من محبوبته، إما



قسرًا بضغط الظروف التي تحول بينه وبين ذلك، وإما اختيارًا منه


لاقتناعه بعدم الملاءمة أو لأسباب أخرى قد تبدو غريبة، كزعمه أن


الزواج مقبرة الحب


والنوع الثالث من الشباب هو الذي يتعلق قلبه ويطمع في الوصال،



ويسعى إليه تتويجًا لهذه العاطفة بالرابطة المقدسة ـ وهي الزواج ـ


التي تحتضنها وتنميها وتحفظها.