هذي القصة منقولة من الكتاب (( نوادر الضرفاء - إعداد الدكتور سامي محمود ))
بسم الله الرحمن الرحيم
***
* وكان جحا أكثر من اليهودي مكراً ... *
كان من عادة جحا أن يدعوا الله كل مساء و يطلب أن يعطية ألف دينار ذهباً و أنه لا يقبلها إذا كانت تسعمائة ة تسعاً و تسعين , و كان له جار يهودي يسمع كل يوم هذا الدعاء فأراد أن يسخر من حجا و يضحك عليه ,فأخذ تسعمائة ة تسعاً و تسعين ديناراً ذهباً ووضعها في كيس ولما كان المساء وسمع جحا كعادته يدعو الله رمي إليه بالكيس من النافذة مفتوحة وراح ينظر ماذا يفعل حجا .
إنه لامر مدهش حقاً ... فجأة يجد أمامه كيساً مملوء بالدنانير ... لقد شكر ربه وحمل الكيس بكل خشوع ووقار و أخذ يعد ما به من دنانير فوجده ماكان يدعو به ربه إلا ديناراً واحداً فلم يحفل بالدينار الناقص ولم يهتم بنقصه وقال في نفسه :
إن الله الذي أعطاه تسعمائة و تسعاً و تسعين ديناراً قادر على ان يعطيه الدينار الناقص وثم أخذ الكيس و خبأه .. فلما رأى اليهودي منه ذلك أسرع إلى دار حجا ضاحكاً و قال له :
رد لي د نانيري فقد أرت مداعبتك و التسليه عنك
فقال جحا و هلامات و الدهشة والاستغراب تملأه
إي دنانير تريدها مني فهل سبق لك ان سلفتني شيئاً ؟
قال اليهودي
وقد فارقته ضحكته ورحف الخوف عينه يا سيدي يا سيدي جحا !! ان إن الدنانير التي بالكيس هي دينانيري .. دينانيري !! وقد ألقيتها لك من النافذه
قال جحا : وقد علا الجد نبرة صوته انت بلا شك مجنون .. فما سمعنا يوماً ان يهودياً يخاطر بكل هذا المبلغ و يرمى به من النافذه , أنني دعوت الله وهو سبحانه أعطاني من خزائنه الواسعة
وهكذا أستمر النقاش بينهما و جحا لا يريد ان يتزحر عن قوله وهنا أدرك اليهودي انه قد وقع في شرك .. و أن لابد للقاضي أن يحسم هذا الخلاف فقال لجحا وهو يكاد ان يموت غيظاً و خوفاً
إذن فلنذهب إلى المحكمة !
قال له جحا:
كما تريد ولكنني رجل كبير في سن لا أستطيع الذهاب إلى المحكمة لانها بعيدة و الطقس بارد و ليس عندي من الثياب ما يرد على شدة البرد
فقال اليهودي على الفور :
أنا آتيك بحصان و فروة .
وهكذا سار اليهودي على رجليه وركب جحا و أرتدى الفروة وذهبا إلى المحكمة ودخلا على القاضي .
لم يكاد اليهودي يدخل على القاضي حتى بدأ يروي قصتة باكياً شاكياً من ألاعيب حجا و سطوته على ماله حتى أنتهى من حديثه قال القاضي لجحا :
و أنت ماذا تقول ..؟
و قال جحا سله ياسيدي القاضي .. إن كان قد أعطاني في يوم من الأيام درهماً بيده لقد جاء يشكوني لانه سمعني أعد دناريري و الحقيقة أنني طلبت الله المال وهو سبحانه الكريم قادر أعطاني ما طلبت .. وما هذا اليهودي فمعروف عنه ؟ أنه لو رأى شخصاً يموت جوعاً لما جاد عليه بقطعة من الخبز فكيف يصدق أحد انه يعطي كل هذا المال وإنما هو يريد ان ينكر على مالي ويأخذ مني ولو أستطاع أن يدعي ان حصاني الموجود في الخارج حصانه لما تأخر ولفعلها
وهنا دهش اليهودي من هذا القصة الجديدة وخاف ان يلحق الحصان بالمال فقال صارخاً
هل هو حصانك أيضا !!!؟ و قد جئتك به لتركبه لأنك ادعيت انك شيخ عجوز لا تقدر على المشي إلى المحكمة !؟ .
قال جحا
العدل يا حضرة القاضي هاهو يريد أن يجعل الحصان له إيضاً , أنني لست آمنا على كل ما أملكه ولا حتى على ما أرتديه من ملابس ولعله يقول ان هذه الفروة التي ألبسها هي له أيضاً ؟
فارتبك اليهودي وغرق في حيرته فقال :
أو ليست هذه الفروة فروتي إيضاً ؟!؟!؟
هنا نهض القاضي ووضع حدا لهذا الخلاف بين جحا و اليهودي وقال لليهودي :
أخرج من هنا لقد ظهر خداعك و بطلان قضيتك .. أنت تريد ان تسلب حجا كل ما يملك .
فخرج اليهودي وهو يلطم خديه و يبكي .. لم يضع ماله فحسب بل و ضاعت عليه فروته و حصانه أيضاً .. أما جحا فقد ركب الحصان وعاد إلى بيته ضاحكاً و مطمئناً .. ولما وصل داره أرسل يطلب اليهودي وعندما جاء اليهودي متوسلاً منكسراً أعطاه حجا دنانيره و حصانه و فروته وطلب منه ان لا يتدخل بعد اليوم بين مخلوق و خالقه فكان درس لليهودي أكبر من كل درس .
متـــــــــى
الزفاف ياعروس الربيع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)