يلقي الرئيس السوري بشار الاسد صباح اليوم الاربعاء كلمة هي الاولى له، منذ بدء موجة التظاهرات غير المسبوقة التي تشهدها سورية، ومن المتوقع ان يتطرق فيها الى برنامج الاصلاح الذي وعدت به القيادة السورية لتهدئة الاحتجاجات، فيما سبقت وزارة الخارجية الامريكية خطاب الاسد وطالبته بتحقيق المزيد من التقدم بشأن الاصلاح السياسي والوفاء بحاجات وطموحات مواطنيه. كما ادانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قمع الحكومة السورية للاحتجاجات.
وصرح مسؤول سوري لوكالة فرانس برس الثلاثاء 'من المنتظر ان يقدم الاسد خلال كلمته برنامج الاصلاح'، الذي وعدت به السلطات السورية الخميس.
وتأتي كلمة الاسد غداة موافقته على 'استقالة الحكومة السورية برئاسة محمد ناجي عطري وتكليفها بتسيير الاعمال لحين تشكيل حكومة جديدة' التي سيكون من مهامها البدء بتنفيذ برنامج الاصلاحات. ولم ترشح أية أسماء لرئاسة الحكومة السورية المقبلة، فيما رجحت مصادر سورية مراقبة أن يتم تكليف أحد الوجوه السورية الشابة لرئاستها. ورأس عطري منذ 2003 الحكومة السورية التي اجرى عليها عدة تعديلات منذ ذلك التاريخ.
ونظم أنصار الرئيس السوري مسيرات حاشدة امس في أنحاء البلاد، ردا على الاحتجاجات المناوئة للحكومة التي انتشرت في أنحاء سورية منذ 15 آذار (مارس) الجاري. وأوضحت مصادر المعارضة السورية أن كافة طلاب المدارس طلب منهم المشاركة في المظاهرات المؤيدة للأسد.
وقال مراسل 'القدس العربي' انه لم تخرج مسيرات التأييد في مدينة اللاذقية مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب استمرار المخاوف الأمنية وقلق الأهالي على خلفية أحداث شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية، حيث خيّم التوتر والخوف مع أنباء عن مسلحين يجولون عبر سيارات يحمل بعضها لوحات مزورة، في أحياء محافظة اللاذقية ويُطلقون أعيرة نارية على المنازل وفي الشوارع أصيب على إثرها عدد من المدنيين وقُتل أكثر من ثلاثة، فيما خرجت مسيرات تأييد للأسد في العاصمة دمشق وحلب ومحافظات أخرى ورفع المشاركون لافتات تدعو 'لاستقرار سورية كمصلحة وطنية وقومية' وأخرى كُتب عليها 'لا للفساد نعم لمشروع الاصلاح' كما رفعوا أعلاما سورية وصور الأسد، و'الله معك الشعب معك'.
واشار الصحافي عصام خوري لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من اللاذقية 'الى وجود تعميم بعدم قيام مسيرة في اللاذقية حرصا على عدم اثارة الهدوء الذي بدا يخيم على المدينة'. وأظهرت المشاهد التي التقطت جواً وبثها التلفزيون السوري أعداداً كبيرة خرجت في مسيرات تأييدية، لا سيما في العاصمة دمشق ومحافظة حلب ذات المساحة والكتلة السكانية الكبيرتين، وقالت (سانا) انه عمت المحافظات السورية صباح امس مسيرات شعبية مليونية.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية ان هذه المسيرات 'وفاء للوطن وتأكيد على الوحدة الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار، ودعم لبرنامج الاصلاح الشامل الذي يقوده الرئيس بشار الأسد'، وتأتي تلك المسيرات بعد حوالي أسبوعين من الأحداث والاحتجاجات التي شهدتها سورية وأسفرت عن قتلى وجرحى من المدنيين ومن رجال الشرطة.
وقال احد المتظاهرين لوكالة فرانس برس 'اننا هنا لتأييد الرئيس السوري عصب البلاد'، بينما قالت سيدة 'انني اشارك لابرهن للعالم اننا متمسكون بالوحدة الوطنية'.
ورفع عشرات الاف المشاركين الذين تجمعوا في ساحة السبع بحرات في قلب العاصمة السورية، وفي الطرق المؤدية اليها لافتات كتب عليها 'استقرار سورية مصلحة وطنية وقومية' و'سورية وطن للجميع' و'لا للفساد نعم لمشروع الاصلاح' و'الله معك الشعب معك'.
كما تظاهر نحو 300 شخص الثلاثاء في وسط مدينة درعا التي شهدت اعنف موجة احتجاجات منادين بالحرية ومنددين بالطائفية، بحسب ناشط حقوقي.
واضاف الناشط عبر اتصال هاتفي من درعا لوكالة فرانس برس ان المشاركين كانوا ينادون 'ثورة ثورة يا حوران' و'حرية لا طائفية' و'الله سورية حرية وبس'.
ودعت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' باسم 'الثورة السورية' الناس الى التظاهر يوم الجمعة في الاول من نيسان (ابريل).
وقال القائمون على الصفحة 'استعد ايها الشعب الثائر' في يوم دعوه 'جمعة الشهداء' للخروج 'في جميع المحافظات من جميع المساجد الى كبرى الساحات للاعتصام والمبيت حتى تحقيق المطالب كل المطالب'.
واكد مثقفون وحقوقيون سوريون في بيان يحمل اسم 'العهد الوطني'، ضرورة 'بناء الدولة الديمقراطية المدنية' و'احترام التنوع' و'عدم استخدام العنف تحت اي ظرف كان'.
ووقع على البيان الذي تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه الثلاثاء المفكر صادق جلال العظم والمخرجان محمد ملص وسمير ذكرى ورسام الكاريكاتير علي فرزات وناشطون سياسيون وحقوقيون بينهم هيثم المالح وعارف دليلة وميشال كيلو وفداء اكرم الحوراني ورياض سيف وعبد الكريم ريحاوي.
واكد موقعو البيان ضرورة 'السعي المشترك لبناء الدولة الوطنية الديمقراطية المدنية الحديثة التي تضمن المساواة التامة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وحرية الافراد'.
وقال مدافعون عن حقوق الإنسان الثلاثاء إن السلطات السورية اعتقلت أربعة محامين ايدوا احتجاجات لم يسبق لها مثيل تطالب بحريات سياسية ووضع حد للفساد.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)