تعرض شاب من سكان مدينة منبج التابعة لحلب لحادث سير أثناء قيادته دراجة نارية على طريق منبج – حلب صباح يوم الجمعة الماضي ونقل على الفور إلى مشفى الرازي بحلب .
القصة إلى هنا تبدو طبيعية جداً وتحدث يومياً , لكن عندما نخوض في تفاصيلها تتغير القصة لتصبح قضية تخلف ورائها العديد من أشارات الأستفهام والتعجب أيضاً .
في إحدى غرف مشفى الرازي وفي الطابق الثاني بالتحديد سمعنا صوت شاب يصرخ , حين تبعنا الصوت وجدنا شاب عشريني ملقى على أحد الأسرّة يصرخ بصوت يملئ كافة أرجاء المشفى من شدة ألمه وعلى باب الغرفة توجد والدته الخمسينية وهي مستلقية على الأرض تبكي على أبنها الذي تراه يتألم وبشدة دونما أن تجد حيلة تخفف عنه ألمه هذا .
أقترب إلينا رجل يبلغ من العمر حوالي ستون عاماً وهو خال المريض , وحين رأى الكاميرا التي نحملها خمن بأننا صحفيين وطلب منا أن نسمع قصته وننشرها في حال كانت تستحق النشر , وبالفعل بدأ الخال بسرد القصة لنا ولكن بشرط أن لا نذكر أسمه ولا أسم المريض خشية أن ( يتحطط عليهم أحد ويعاملهم المعاملة الأسوء ) .
بدأ الخال بالكلام وقال : القصة حدثت صباح يوم الجمعة الماضي حين تعرض أبن أختي لحادث سير وهو في طريق عودته للقرية على طريق منبج – حلب وتم إسعافه إلى مشفى الرازي بمدينة حلب وبعد الصور والكشف الطبي تبين أنه مصاب بعدة كسور في رجله اليسرى و كسور في الفكين العلوي والسفلي و تبين أيضاً أنه بحاجة لعمل جراحي سريع وزرع صفائح معدنية في فخده وركبته , ولكنه لم يساق إلى غرفة العمليات بل سيق على النقالة إلى الحجز ووضع في الطابق الأرضي من المشفى بذريعة أنه كان طرف في حادث سير وربما كان هناك ضحايا في الحادث نفسه .
وحين سؤالنا له عن مدة الحجز التي تلقاها قال : تم توقيفه من يوم الجمعة الماضي إلى صباح يوم الاثنين وطبعاً إلى اليوم لم يجرى له أي عمل جراحي وكما ترون يتألم ويصرخ لكن دون أن يأبه له أحد .
هنا تقاطعه الأم قائلة : ما هي هذه الجريمة التي أرتكبها أبني لكي يتلقى هذا العقاب ( تقصد تحمل الألم الشديد ) ولماذا يوضع في الحجز مع العلم أنه لا يستطيع أن يقف على رجليه حتى يهرب , وإن أراد الهرب لماذا لا يوضع في غرفة المرضى ويمكن وضع حراسة عليه ؟؟؟ ... ولماذا لم يجرى له العمل الجراحي حتى الآن مع أننا سألنا أحد الأطباء الذي قال سنجري له عمل جراحي في الفكين ولكن بعد العمل الجراحي في الرجل المصابة ولكن متى هذا العمل لا نعلم وسألنا ولم يجيبنا أحد .....
بعد أن أنهت الأم حديثها ودموعها التي زرفت بغزارة توجهنا إلى قسم الشرطة في المشفى وسألنا أحد المسؤولين فيه عن السبب الذي أعطاهم أحقية حجز هذا المريض الذي هو في وضع صحي حرج وبحاجة لجراحة سريعة حيث قال : نحن نقوم بأحتجاز السائقين الذين يتعرضون لحوادث السير لأنه ربما كان هناك ضحايا في الحادث و يبقى لدينا في الحجز حتى يتم التأكد من عدم وجود أي ضحايا في الحادث .
وحين سؤالنا له عن المعدات الطبية المتوفرة في غرفة الحجز قام بفتح شباك ( طاقة ) الغرفة وطلب منا إلقاء نظرة , وتبين لنا غرفة مساحتها عشرة أمتار تقريبا يوجد فيها خمس أو ست أسرّة ولا يوجد شيء آخر سوى ذلك , وطبعاً كان فيها بعض المحتجزين الذين كان منهم من علق له ( السيروم ) .
وتابع الشرطي حديثه قائلاً هنا أريح للمريض على الأقل يرتاح من الضجيج الموجود في أروقة المشفى و نحن نراقبهم جيداً وفي حال أحتاج أحدهم لحقنة أو ما إلى ذلك نرسل بطلب أحد الممرضين على الفور بينما لو كان في غرف المرضى ربما يحتاج لشيء ما في ساعة متأخرة من الليل ولا يجد من يعطيه أياه !!!!!!!
وهنا لابد من الإشارة إلى أنه ربما يكون كلام هذا الشرطي صحيح بخصوص العناية ولكن هذا في حال كانت الإصابة عادية أو سطحية ولكن لمريض يحتاج لعدة عمليات جراحية .... لا نعتقد !!!!
خاص - شوالأخبار - حلب
التعديل الأخير تم بواسطة الصقرالحنون ; 09-25-2010 الساعة 09:46 PM
أخبار من العالم بنكهة سورية
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)